الأبدال من جبل لبنان الحلقة الثالثة

15/11/2018
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم الأستاذ السيّد محمد يوسف الموسويّ

إسماعيل بن روح الجبيلي

الذي روى عنه إسماعيل بن حصن قاله ابن عساكر في تاريخ دمشق ج8، ص 405 وإبن ماكولا في الأكمال ج2، ص 259.

وإسماعيل هذا هو راوية، محدّث، روى عن عُمر بن هاشم البيروتي. وعن محمد بن مبارك الصوري، وروى عنه أبو علي محمد بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي، وذكوان بن إسماعيل البعلبكي وأبو إسحاق إبراهيم الصرفندي، وأحمد بن عبد السلام من أهل جونية كما أخبرنا، ورواه إبن عساكر في تاريخ دمشق، ج8، ص 381...

كما كان السيّد الجليل النّساخ النّسابة الشريف القاضي أمين الدولة محمد بن محمد بن هبة الله الحسينيّ الأفطسي الطرابلسي، المار ترجمته معنا، من خيرة فقهائنا الأعلام ومن تلامذة الشيخ الطوسي وسواه من كرام أعلامنا في بغداد. وقفنا له على كتاب نافع ومفيد عنوانه «المجموع اللفيف» تضمن مختارات تراثيّة في الأدب والفكر والحضارة، طُبع بتحقيق الدكتور يحيى وهيب الجبوري أستاذ بجامعة «إربد الأهليّة». دار الغرب الإسلاميّ سنة 2005م./ 1425هـ. المتوفى بعد سنة 515هـ. 1121م.

ماذا بعد سنة 515هـ. 1121م؟.

كانت الأمور بين صعودٍ وهبوطٍ ونزولٍ وطلوعٍ وتسلقٍ وإنحدارٍ، حالة تلازم حياة مُجمل أهل الأرض فما بالك بالخواص من العامّة... سؤالٌ يلّحُ كثيراً ويأتيك الجواب بديهة لا ريب فيه وإني أحسبُ نفسي قد وفيتُ جزءاً بل الجزء الأهم في أخبار اعلامنا ومنهم بيت الأضواحي بالشكل الأوسع من بين عدد كثير من المؤرخين والمتتبعين وهم العلماء الأعلام من بلدة حراجل الكسروانيّة ودرجة قرابة تجمعهم بنقيب دمشق السيّد إبن عدنان وما حيق حوله من التهاويل بين أعلام حسبت أنَّه يفترض بهم أن يتأنوا في سرعة إطلاق الحكم عليه... وربما قد جيء من مثله بما هو أدهى وتجاوزوا عنه، ولكل أحكامهِ وظروفه وضروراته... بين مدٍ وجزر وصعود أو هبوط ونزول وطلوع وتسلق أو انحدار... فلو نظرنا حالة شاعرنا الطرابلسي أحمد بن منير وهو الشيعي اللاذع بلا مدافع أو مُزاحم مع الشيخ تقي الدين أبي الخير أمين الملك سلامة بن يحيى بن البققي(1)، وقصائدهما المتبادلة لأخذنا نظرة عن ذلك العصر. ولكن أعرضنا عن ايراد هذه القصائد لطولها راجع «الوافي بالوفيات»(2).

خبر الزاهد البعلبكي

هو سلطان بن محمود البعلبكي الزاهد من أصحاب الشيخ عبدالله اليونيني. كان من كبار الأولياء [ شيخ صوفي يؤمن بالكرامات وعنده في ذلك أخبار]، تقوّت مدّة من مباحات جبل لبنان، وله كرامات وأحوال وتوفي سنة إحدى وأربعين وست مائة (3).

بيت الأعيان والقادة والشجعان الأدباء الأعلام بيت منقذ كان لهم مدينة طرابلس موطئ قدم. يروي المؤرخ خليل بن ايبك الصفدي في الوافي بالوفيات يقول: سلطان بن عليّ بن مقلّد بن منقذ أبو العساكر، وُلِدَ بطرابلس سنة أربع وستين وأربع مائة، ولي شيزر بعد أخيه عز الدولة ابي المرهف نصر ـ وسوف يأتي ذكره في حرف النون في مكانه إن شاء الله تعالى، ولد سنة إحدى وتسعين وأربعمائة، وتوفي سنة اثنتين وخمسين وخمس مائة تقريباً. وكان شجاعاً ذا سياسة ورياسة وحزم فاضلاً، شاعراً، روى الحديث، وولي شيزر [قرب حماه] وهو شاب فكان في حكم الكهول وشجاعة الشبان. حكى ابن أخيه أسامة أن ابا عساكر قال لجماعة هو منهم: تعلمون لِمَ صارت آمال الشيوخ أقوى من آمال الشباب؟ قلنا: لا! قال: لأنَّ الشيوخ أملوا أشياء وطالت أعمارهم فصار لهم إدراك ما أمِلوا عادةً فلذلك قويت آمالهم. ومن شعره ما كتب به إلى أخيه أبي سلامة مُرشد في معين مفيض الدمع إلى الأحشاء (من الكامل).

لي مقلة انسانها غَرِقُ

وَحَشا بنار الشوق تأتلق

وتفيض انفاسي فيتبعها

دمعي فقلبي منهما شرقُ

يا مهجة شغف الغرام بها

عَجبَاً بماء العين تحترقُ

إن كنت أقوى غير مجدكم

فيدي عن العلياءِ تفترق

ادعوك محمد الدين دَعوة من

أنت المراد وطرفه الأرق(4).

يقول العلاّمة النحوي أبو منصور الثعالبي المولود في سنة 350 هـ. والمتوفى سنة 429هـ. في ما ضمنه من كتابه الفريد في بابه من ثمار في المضاف والمنسوب ج1 ص374 ـ 375: أبدال اللُّكام..... يضرب فيهم في الزهد والعبادة ورفض الدنيا وهم الزهاد والعباد الّذين وردت في حقهم الآثار بأنّ الله تعالى [أي الأبدال]، إنّما يرحم العباد ويعفو عنهم وينظر لهم بدعائهم، لا يزيدون على السبعين، ولا ينقصون عنها، فكلما توفي واحد منهم قام بدل عنه يَسدُّ مكانه، وينوب منابه، ويكمل عدّة الأبدال السبعين. ولا يسكنون مكاناً من أرض الله تعالى إلاّ جبل الُّلكام، وهو من الشام يتصل بحمص ودمشق، ويسمى هناك لبنان ثُمّ يمتدُّ من دمشق، فيتصل بجبال انطاكية والمصيصة، قال أبو الطيب المتنبي ـ من الوافر:

بها الجبلان من صخر وفخر

أنا فاذا المغيثِ وذا الُّلكام

ويضيف شاعرٌ آخر يقول من الطويل:

وجاوِرْ جبال الشام لُبنان إنّها

معادن أبدالٍ إلى منتهى العَرْجِ

وكانت مواضع سكن وجوار لأنبياء بني إسرائيل لا سيّما موسى وهارون ويوشع بن نون عليهم أفضل الصلاة والسلام...

ونقف على نصٍّ نادر نفيس لياقوت الحموي من معجم البلدان ج5، ص 11 يقول فيه:« ولبنان جبل مطل على حمص [يُعرف اليوم بجبل الأربعين في جزئه الواقع في منطقة الضنية] يجيء من العَرج الذي بين مكّة والمدينة حتى يتصل بالشام، فما كان بفلسطين فهو جبل الحَمَل، وما كان بالأردن فهو جبل الجليل... وبدمشق «سَنِير» وبحلب وحماه وحمص (لبنان) ويتصل بإنطاكيّة والمصيصة فيسمى هناك الُّلكام، ثُمّ يمتد إلى ملطية وسميساط وقاليقلا، إلى بحر الخزر، فيسمى هناك القبق...

وقيل: إنّ في هذا الجبل سبعين لساناً لا يعرف كل قوم لسان الآخرين إلا بترجمان.

ومن هذا الجبل المسمى بـ «لبنان» كورة بحمص جليلةٌ، وفيه من جميع الفواكه والزرع من غير أن يزرعها أحد. وفيه يكون الأبدال من الصالحين. وقال أحمد بن الحسين بن حيدرة، المعروف بإبن الخراسان الطرابلسي:

دعوني لقاً في الحرب أَطغو وأَرسبُ

ولا تنسبوني فالقواضِبُ تنسب

وان جهلَتْ جُهّالُ قومي فضائلي

عَرَفَتْ فضلي معَدُّ ويعرب

ولا تعتبوني إذا خرجت مغاضباً

فمن بعض ما في ساحل الشام يُغضبُ

وكيف التذاذي ماء دجلة معرقاً

وأمواه لبنان ألذُّ وأعْذَبُ

فمالي وللأيام، لا درّ درُّها،

تشرق بي طوراً وطوراً تُغْربُ؟

وممّن هو معدود في خانة زهّاد وعبّاد وأبدال نواحٍ من بلادنا ما نقله أبو نعيم الحافظ الإصبهاني في حلية الأولياء، ج10، ص 407.

عامر بن ناجية، من جماعة المشهورين بالنسك والعبادة من عبّاد الشام ممّن سمعوا الآثار، واستعملوها في مدى الأيام والساعات فعمروها. عدّوا من البدلاء. كانت أدعيتهم مُجابة، ولهم يد في قلوب الولاة مُهابة، وفي خبر حلية الأولياء، ج5، ص 100 ـ 108... عمرو بن قيس الكوفي، الملائي، البزاز، الحافظ. وصفه أبو نعيم قيس الملائي وأخبر عنه سفيان الثوري بقوله: خمسة من أهل الكوفة يزدادون في كل يوم خيراً، فذكر ابن أبجر، وأبا حيّان التيمي، وعمرو بن قيس، وابن سوقة، وأبا سنان... وكان قارئ القرآن وَمُعلِّمه للطلاب ولما مات قال أبو حيّان، من أي شيء تعجبون؟ هذه ملائكة جاءت فشهدت عمرو... مات في قرية من قرى الشام.

وكان في العصر العبّاسي الأوّل من كبار أعلامنا في طرابلس هو الحسين بن بشر بن عليّ الطرابلسي المعروف بالقاضي... قال ابن حجر العسقلانيّ وهو أكثر أحد المؤرخين ينقل عن كتاب المؤرخ يحيى بن أبي طيء الغسانيّ الحلبي وهو المعنون بتاريخ رجال الشيعة وهو مع الأسف للآن ضائع ينقل عنه في كتابه يقول: ذكره ابن أبي طي في «رجال الشيعة» وقال:« كان صاحب دار العلم بطرابلس، وله خطب يُضاهي بها خطب ابن نباتة وله مناظرة مع الخطيب البغدادي، صاحب كتاب «موسوعة تاريخ مدينة السلام ـ بغداد»، ذكرها الكراجكي في رحلته وقال: حكم له على الخطيب بالتقدم في العلم.

وكان منهم، أيْ علماؤنا ـ القاضي أبو الفضل أسعد بن أحمد بن أبي روح الأطرابلسي، المتوفى 520هـ، 1126م. كان من الشيعة الإماميّة ترجم له الذهبي وختم عنه بقوله «واشياء ذكرها ابن ابي طيء في تاريخ الإماميّة».

انظر سير «أعلام النبلاء» ج14، ص 423، وقال: أخذ عن ابن البّراج وسكن صيدا إلى أن أخذتها الفرنج، فقتل بها، وكان ذا تعبد وتهجد. له كتاب «عيون الأدلة في معرفة الله»، وكتبٌ في «الخلاف»، وكتاب «حقيقة الآدمي».

تحت رقم 2113 أبو منصور الحميري القاضي (408 ـ 468هـ.) هو محمد بن الحسين بن أحمد بن الحسين بن إسحاق، أبو منصور، الحميري الكوفي القاضي الخطيب الأمين.

ولد بالكوفة في حدود سنة ثمان وأربعمائة، ونشأ بها وقرأ بها القرآن برواياته، وسمع بها الحديث، وأقام بهامدّة، وتولى بها القضاء والخطابة مدّة، ونيابة عن الشريف أحمد الزيدي. ثُمّ خرج إلى طرابلس وأقام بها مدّة. قاله ابن عساكر.

وقال إبن ميسر في حوادث سنة ثمان وستين وأربعمائة: وتوفي في هذه السنة بحصن المنيطرة بساحل الشام. وكان قدم إلى مصر، وكان بينه وبين الوزير أبي عبدالله الحسين الماشلّي صحبة متأكدة فلما ولي الوزارة إنحرف عليه فكتب إليه الحميري [وافر].

أسيدنا الوزير نسيت عهدي

وقد شَّبكت خمسك بين خمسي

وقولك إن وليتُ الأمر يوماً

لأتخذنَّ نفسِك مثلَ نفسي

فلما أن وليت جعلتَ حظي

من الإنصاف بَيعكَ لي ببخسِ

انظر كتاب «المقفى الكبير».

وابن ميسر من معاصري وشيخ مؤرخي مصر في العهد الفاطمي، له كتاب هو «المنتقى من أخبار مصر» مطبوع، هو تاج الدين محمد بن عليّ بن يوسف ابن ميسر المتوفى 677هـ. 1278م. قاضي طرابلس

أبو القاسم عبد العزيز بن نحرير السّراج ولاه جلال الملك وكان أستاذ أبي الفتح الصيداوي وإبن روح من أصحابنا، وهو أيضاً تلميذ السيّد هبة الله بن الورّاق الطرابلسي تلميذ السيّد أيضاً، ص 276 من كتاب «فرائد الفوائد في الرجال» تأليف العلامة الرجالي السيّد جعفر بن محمد الحسينيّ السبزواريّ من أعلام القرن الثاني عشر، طبعة مكتبة المرعشي، تحقيق السيّد مهدي الرجائيّ.

ـ السيّد علي بن ميمون بن أبي بكر بن عليّ بن ميمون بن أبي بكر بن يوسف بن إسماعيل بن أبي بكر بن عطاء الله بن حسّون بن سليمان بن يحيى بن نصر الشيخ المرشد المُربّي القدوة الحجّة ولي الله تعالى السيّد الحسيب النسيب الشريف أبو الحسن بن ميمون الهاشميّ القُرشيّ المغربيّ الغماري التباسي أصله من جبل غمّار، (بالغين المُعْجمة)، من معاملة فاس وسكن مدينة فاس واشتغل بالعلم مُدّرساً ثُمّ وليّ القضاء ثُمّ ترك ذلك ولازم الغزو على السواحل وكان رأساً للعسكر ثُمّ ترك ذلك أيضاً وصحب مشايخ الصوفيّة منهم الشيخ عرفة القيرواني فأرسله إلى أبي العباس أحمد التوزي الدباسي ويقال التباسي بالتاء ومن ثُمَّ توجه إلى المشرق، قال الشيخ موسى الكناوي فدخل بيروت في أوّل القرن العاشر وكان إجتماع سيدي محمد بن عراق به أولاً هناك ولما دخل بيروت إستمرّ ثلاثة أيام لم يأكل شيئاً (أنظر «شذرات الذهب» مجلد 8، ص 81 ـ 82).

وينقل الحافظ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي 392 / 493هـ. في كتابه تاريخ مدينة السلام ـ بغداد ـ وأخبار محدثيها وذكر قُطّانها العلماء من غير أهلها ووارديها المجلد الخامس، تحقيق د. بشار عواد معروف، ط. دار الغرب الإسلاميّ، سنة 1422هـ. 2001م. ص 164 برقم 2025، أحمد ابن الحسين، أبو الحسن البرتي يُعرف بالبسطامي، حدّث عن أبي ذرِّ البعلبكي، وهو شيخ مجهول، حديثاً مُنكراً رواه عبدالله بن عثمان الصفّار.

أخبرني أبو الفرج الطناجيري، قال: أخبرنا عبدالله بن عثمان الصفّار، قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن الحسين البِرْتي، قال: حدثنا أبو ذرِّ البعلبكي ببعلبك، قال: حدثنا أحمد بن محمد الهاشمي، قال: حدثنا مروان بن محمد، قال: أخبرنا خَلَف الأشجعي عن سفيان الثوري عن منصور بن المعتمر عن أُمه عن جدته عن عائشة قالت:«سمعتُ النبيّ w، يقول لعليّ t، حسبكَ ما لمُحبِّك حسرة عند موته ولا وحشة في قبره، ولا فزع يوم القيامة...».

يخبرنا الذهبي الإمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبيّ المتوفى 748 هـ/ 1374م. في كتابه «سير أعلام النبلاء» ج21، ص 488 برقم 251 الجبّائي... الإمام القدوة أبو محمد عبدالله بن ابي الحسن بن ابي الفرج الشامي الجُبّائيُّ [من قرية الجبّة] من أعمال طرابلس. كان أبوه نصرانياً فأسلم هو في صغره، وحفظ القرآن، وقدم بغداد سنة أربعين وخمس مئة وله إحدى وعشرين سنة فصحب الشيخ عبد القادر. وسمع من ابن الطلاية وابن ناصر، وبأصبهان من أبي الخير الباغبان، ومسعود الثقفي، وخلقٍ، وحصَّل الأصول، ثُمّ استوطن اصبهان. وكان ذا قبول ومنزلة وصدق وتأله، وهو من جُبّة بشرّي. مات في جُمادى الآخرة سنة خمس وست مئة. روى الكثير.

وقد عُدَّت بلدة مشغرا/ة من سفوح جبل لبنان. روى الذهبي يقول: برقم 286 إبن طلاّب، ج14، ص 512/513 من سير اعلام النبلاء يقول: الشيخ العالم الخطيب الصدوق، ابو الجهم، أحمد بن الحسين بن أحمد بن طلاب الدمشقي ثُم المشغراني، خطيب مَشغرا. أَصله من قرية بيت لهيا، وكان يؤدب بها، ثُم تحوّل إلى مشغرا. وكان يقدم دمشق ويحدّث عن هشام بن عمّار وأحمد بن أبي الحواري، وهشام بن خالد الأزرق، وعلي بن سهل الرملي، وعدّة. حدّث عنه: أبو الحسين الرازي، والد تمام، وأبو بكر بن المقريء، وأبو أحمد الحاكم، وابو سليمان بن زبر، وعبد الوهاب الكلابي وآخرون.

قال ابو الحسين الرازي... أصله من بيت لهيا، كان يعلّم بها، ثُمّ انتقل إلى مشغرا ـ قرية على سفح جبل لبنان، فصار خطيبها، وكان كثيراً ما يأتي إلى دمشق فمات بها في سنة تسعة عشرة وثلاث مئة الخ...

روى الذهبي في سير أعلام النبلاء، ج 16، ص 22 يقول: 9ـ أبو الخير التيناتي. الأقطع، العابد، صاحب الأحوال والكرامات، وهو مغربي أسود. سكن تينات من أعمال حلب، يُقال: إسمه حمّاد. صحب أبا عبدالله بن الجلاء، وسكن جبل لبنان مدّة. حكى عنه محمد بن عبدالله، وأحمد بن الحسن، ومنصور بن عبدالله الأصبهانيّ. قال السلميّ. كان ينسُجُ الخوص بيده الصحيحة، لا يدري كيف ينسجه، وله آيات وكرامات ـ تأوي السباعُ إليه، وتأنس به، وقال أبو القاسم القُشيري كان كبير الشأن، له كرامات وفراسة حادة، ويُقال: إن سبب قطع يده في تهمة ظهرت براءته منها: أنّه اشتهى زعروراً، فقطع غصناً، وكان عاهد الله أن لا يتناول لنفسه شهوة. قال: فذكر عهده، فرمى بالغصن، ثُمّ كان يقول: يدٌ قَطعتْ عُضواً فقُطعت. توفى سنة سبع وأربعين وثلاث مئة وقيل سنة تسع وأربعين. ألخ...

ينقل الذهبي في سير أعلام النبلاء،ج 20، ص 380/381/382/383/384 سيرة طويلة ومبسوطة لرجلٍ تحت رقم 258 إسمه أبو الحسين الزاهد. هو الزاهد القدوة الولي، أبو الحسين بن ابي عبدالله بن حمزة المقدسي. فيها عِبَر وكان من جملة مواطنه جبل لبنان فليراجع...

أبو عبدالله محمد بن هبة الله الورَّاق الطرابلسي، روى الشيخ الأفندي في كتابه رياض العلماء، ج3، ص 66 قال: وجدت إجازة الشيخ الطوسي، أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي 460هـ. على ظهر نسخة من التبيان ـ وهو تفسير ـ بخطه للشيخ أبي الوفاء عبد الجبار بن عبدالله المقرىء الرازي، هذا وكانت صورتها هكذا: قرأ عليَّ هذا الجزء ـ وهو السابع من التفسير ـ الشيخ أبو الوفاء عبد الجبار بن عبدالله الرازي ـ أيد الله عزّه ـ وسمعه الشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه وأبو عبدالله بن هبة الله الورّاق الطرابلسي وولدي أبو عليّ الحسن بن محمد، وكتب محمد بن الحسن بن عليّ الطوسي في ذي الحجّة من سنة خمس وخمسين وأربعمائة...

وقد ساق الشيخ عبدالله الأفندي (رض) في رياضه خبر هذه الإجازة في غير موضوع من كتابه في ج2، ص 268 عند ترجمة السيّد أبو الفضل الداعي بن عليّ بن الحسن الحسينيّ المروي. وقد نقل الشيخ الأفندي صورة هذه الإجازة، التي وجدها على ظهر الجزء السابع من «تفسير البيان»، عند ترجمة الشيخ أبي الحسن عليّ بن عبد الجبار ابن عبدالله المقرئ الرازي. كما في ج 4، ص 85 من رياضه يقول: ثُمّ وجدنا بخط الشيخ المفيد أبي الوفاء عبد الجبار المذكور على ظهر «تفسير التبيان» للشيخ الطوسيّ ما هذه صورته:« وقرأ عليَّ هذا الجزء، وهو السابع من التفسير إلى آخر سورة لقمان ـ ولدي أبو القاسم علي ابن عبد الجبار، وأجزت له روايته عني وعن مصنّفه الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن الحسن بن عليّ الطوسي q، كيف شاء وأحبّ، وسمع لقراءته السيّد الموفق أبو الفضل الداعي بن علي بن الحسن الحسينيّ (أدام الله توفيقهما)».

 

 

 

الهوامش:

1.            (1) وهو صاحب معتقد فقهي ومذهبيّ مختلف عن إبن منير الطرابلسي.

2.            (2) انظر «الوافي بالوفيات»، صلاح الدين خليل بن ايبك الصفدي، ج الخامس والعشرون، ص 559 إلى ص 563.

3.            (3) «الوافي بالوفيات»، ج الخامس عشر، ص 297 برقم 415.

4.            (4) نفس المصدر، ص 297 ـ 298 بقم 416.