الحديث عن علماء الشيعة في كسروان

20/04/2015
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

الحلقة الثانيّة

بقلم: السيد محمد يوسف الموسوي

من باب الواجب المُملى علينا ذكر أسماء لأعلام سموا في عالم الإسلام. ومن أسباب هذا السمو تبوؤهم مراتب في الفضيلة وبلوغهم درجات من الكمال النفسي والخُلقي، هذا هو حال من تدّرج في سُلّْم هذه المراتب وهي بالغ ما بلغوه وكانت سبباً لهذا السمو.

وبديهي أن نتابع ما كنا قد بدأناهُ من سرد أسماء علماء بمجالات الفضيلة ـ في الحلقة الأولى ـ وحازوا سمواً مما شرحناه وكان من هذه الأمثلة التي تركت أثراً، مُتقدّماً وسبّاقاً في مجال الريادة والسبق منهم:

•        المفضل بن محمد بن مسعد بن محمد أبو المحاسن التنوخي: كان فقيهاً نحوياً أديباً، وكان مُعتزلاً شيعياً مبتدعاً، أصله من المعرّة، وقدم بغداد فأخذ عن علي بن عيسى الربعي وعن علي بن عبدالله الدقيقي ومن محمد بن أشرس النحوي، وسمع أبو عمر إبن مهدي، وأخذ الفقه عن أبي الحسين القدوري الحنفي، والصيمري، وحدَّث بدمشق وناب في القضاء بها، وولي قضاء بعلبك، وحدَّث عنه الشريف النّسابة، وصنّف: «تاريخ النحاة». وكتاب «الرّد على الشافعي» وكان يضع منه. مات سنة إثنتين وقيل ثلاث وأربعين واربعمائة.(1)

•        الفقيه الشيخ أبي عبدالله الحسين بن هبة الله الطرابلسي، الذي روى كتاب «معدن الجواهر» للكراجكي ونقله عنه الشيخ علي بن الحصري أبو الحسن الحائري، وردت ترجمته في ثنايا تلميذه الشيخ علي بن الحصري هذا كما ترجمه الدكتور عمر عبد السلام تدمري برقم 472، ص 26 و 27، ج2 من كتابه «تراجم العلماء والأعلام في القرن السادس الهجري». وأن صاحب الترجمة أبو الحسن الحائري دفين صور سنة 449هـ.

•        الشاعر الطرابلسي الكبير إبن منير أبو الحسين أحمد بن أحمد بن مفلح الطرابلسي، الملقب مهذب الدين، عين الزمان، الشاعر المشهور، وكان بينه وبين إبن القيسراني مكاتبات وأجوبة ومهاجاة، وكانا مقيمين بحلب، ومتنافسين في صناعتهما، ومولده منير سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة، وتوفي في جمادى الآخرة سنة ثمان واربعين وخمسمائة بحلب، ودفن في جبل جوشن بقرب المشهد الذي هناك، وقيل إنه توفي بدمشق، ونقل إلى حلب فدفن بها ـ والله أعلم ـ يختم ترجمته بقلم قطب الدين موسى بن أبي الفتح محمد اليونيني في ذيله على مرآة الزمان نقلاً عن كلام قاضي القضاة. إنتهى. (2)

ونقرأه عند الدكتور عمر عبد السلام تدمري في كتابه تراجم العلماء والأعلام في القرن السادس الهجري في ج 2، ص 110، ضمن ترجمة السيد الشريف أبي مُضَر الموسوي نقيب الأشراف ومرجع الشيعة في الأطراف لكن مؤرخنا التدمري بوَّبه تحت إسم «الفقيه الجليل» السيد فضل الله الرواندي أبو الرضا ـ والحال أن سيّدنا الفقيه الرواندي هو سيد حسني وليس سيداً موسوياً والمترجم سيّد موسوي (3)، وسبب الربط بينه وبين شاعرنا إبن منير الطرابلسي أنه زاره ببغداد سنة (...) نقلاً عن إبن الحجّة الحموي قال: إن إبن منير الطرابلسي هاجر إلى مدينة السلام بغداد وغالب الممالك وكان بينه وبين مهذب الدين إبن منير مودة ونقل أشعاراً له.

•        السيّد محمد بن إبراهيم بن جعفر بن هبة الله بن حيدر بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن موسى بن عبيدالله بن الحسن بن علي بن أحمد الحقيني بن علي بن الحسين الأصغر ابن مولانا الإمام علي زين العابدين(عليه السّلام)، المعروف بإبن الطرابلسي. ذكره الدكتور عمر عبد السلام تدمري في كتابه تراجم العلماء الأعلام في القرن السادس، ج2، ص 143 نقلاً عن «تاريخ بيهق» للشيخ علي البيهقي المشتهر بإبن فندق المتوفى سنة 565هـ. طبع دار إقرأ ترجمة وتحقيق يوسف الهادي ـ دمشق سنة 1425هـ./ 2004م. ص 171 . وضمن ترجمة أخرى ص 144، ج1 منه قال: سيّد من سلالة آل البيت من سكان طرابلس نزح عنها عند إحتلال الفرنج لها في القرن السادس الهجري مع أبيه، وسكن مدينة بيهق من أعمال نيسابور بخُرسان، وظلّ يعرف هناك بالطرابلسي. وصفه البيهقي بأنّه كان شاباً، ربعاًـ أسمر، أملح، مفلّج الأسنان. وقد توفي أبوه إبراهيم، ويكنى أبا البشائر في بيهق وقبره بها.

•        السيّد محمد بن الحسن بن مُعَيّة الحسنيّ، شاعر من ساكني طرابلس. روى عنه أبو البركات بن عبيدالله العلوي بطرابلس. أنشد إرتجالاً وهو يودع صديقاً له ركب البحر من ميناء طرابلس إلى الإسكندريّة:

قرّبوا للنوّى القوارب

يقتلوني بينهم والفراق

شرعوا في دمي بتشديد شُرْعٍ

تركوني من شدها في وِثاق

قلعوا حين أقلعوا بفؤادي

ثم لم يلبثوا لقدرْ الفوارقِ

ليتهم حين ودّعوني وساروا

رحموا عبرتي وطول إشتياقي

هذه وقفة الفراق، فهل أحيا

ليومٍ يكون فيه التلاقي(4)

•        السيّد محمد بن محمد بن هبة الله بن علي بن الحسين بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن عمر بن الحسن الأفطس بن علي الأصغر ابن مولانا الإمام علي زين العابدين t، أبو جعفر العلوي الحسينيّ الطرابلسي المعروف بالأفطسي. الزكي أمين الدولة ومن مشاهير الشعراء الذين أخرجتهم طرابلس، ومعاصر الشاعر أحمد بن منير الطرابلسي، وهو من أهل الأدب، واشتهر بعلم الأنساب، وخاصة أنساب قريش.

ذكره المقريزي في المقفى بترجمة مطولة. ولد بطرابلس الشام سنة 462هـ. وأخذ علم النسب عن رجاله كالشريف علي بن محمد بن ملقطة العلوي النسّابة بطرابلس.

قلت: سادة هذا الفرع إنتقلوا إلى مصر وبعد قرنين غابت أخبارهم ووقفت لهم على نزر يسير من آثارهم.

•        عفيفة بنت طارق بن سنان القرشي الكركي السيدة ست الدار أمَةُ السيد أبي البشائر إبراهيم بن جعفر بن هبة الله بن السيّد حيدر المنتهي نسبه إلى السيّد الحسين الأصغر بن الإمام علي زين العابدينt، من أهل طرابلس نزحوا عنها أبان الإحتلال الفرنجي لها إلى بيهق وأقامت ست الدار ببغداد.(5)

•        لقبها أمة الواحد شقيقة المحدث أحمد بن طارق بن سنان الكركي، من كرك نوح. سمعت من سعيد بن أحمد بن البناء، وأبي بكر محمد بن عبيدالله بن الزغواني، وأبي بكر يحيى بن عبد الباقي بن محمد الغزّال، وأبي المظفر محمد بن أحمد بن محمد الدبّاس، وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد، وغيرهم. حدّثت، فسمع منها: جعفر بن محمد العباسي، ويوسف بن خليل. توفيت ببغداد في شهر المحرم من سنة 598هـ. وهو بيت شيعي قديم.

•        أحمد بن طارق بن سنان بن محمد بن سنان بن طارق أبو الرضا القرشي العامري الكركي. المحدّث التاجر. أصله من كرك نوح ترجمته فحول أرباب التراجم بالثناء وأثبتوا أنّه شيعيّ، منهم ياقوت الحموي وابن نقطة / أما الكركي بفتح الكاف وسكون الراء، فهو أحمد بن طارق بن سنان أبو الرضا الكركي. قال أبو طاهر إسماعيل بن الانماطي الحافظ بدمشق. هو منسوب إلى قرية في أصل جبل لبنان يقال لها الكرك بسكون الراء، وليس هو من القلعة التي يقال لها الكرك بفتح الراء. (أي الواقعة قرب نهر الأردن).(6)

قال المنذري: الشيخ الأجل أبو الرضا الكركي الأصل البغدادي المولد التاجر ببغداد مولده شهر ربيع الأوّل سنة 527 ببغداد.

وقال ياقوت الحموي أنّه كان تاجراً مُثُرياً، بخيلاً، ضيّق العيش، ليس له غلام ولا جارية ولا من ينفق عليه فلساً وكان ثقة في الحديث متقناً لما يكتبه إلاّ أنّه كان خبيث الاعتقاد رافضياً. مات في 26 ذي الحجة سنة 592هـ. وقال ابن النّجار كان غالياً في التشيع. وقال الذهبي كان جدّه سنان قاضي كرك نوح كما في «تاريخ الإسلام»، ص 82. وكرر ترجمته الذهبي في كتابه الآخر تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والاعلام، ج12، ص 970 ـ 971.

•        أسعد بن عمر بن مسعود الجبلي من علماء الشيعة الإماميّة، مؤلف. يعرف بالجبلي، بفتح الجيم والباء الموحدة، قال إبن أبي طيء: أخذ عن أبي الفضل أسعد بن أحمد بن أبي روح الطرابلسي. وصنّف في الردّ على الإسماعيليّة والنصيريّة.(7).

وذكر عمر عبد السلام تدمري في تراجم «العلماء والأعلام في القرن السادس» ص 82، ج1. ونقله عنه القاضي الدكتور الشيخ جعفر المهاجر في أحد كتبه وأثنى عليه وقال أنه من العلماء الذين طاحت بهم الوقعة ولولا ذكره عند ابي طيء لذهب خبره...

•        السيّد الداعي بن السيّد زيد بن عليّ بن الحسين بن الحسن الأفطسي الحسينيّ الآوي. عالم من رجال الشيعة. روى عن قاضي طرابلس عبد العزيز بن البّراج، قال الطهراني أنه عمَّر عُمراً طويلاً كما ذكره صاحب المعالم في إجازته الكبيرة وهو يروي عن عبد العزيز بن البرّاج والمرتضى والطوسي وسلاّر والتّقي الحلبي جميع كتبهم وتصانيفهم وجميع ما رووه وأجيز لهم روايته. وهو الجد الثالث لرضي الدين محمد بن محمد بن محمد بن زيد بن الداعي الآوي الذي توفي سنة 654هـ. والمصاحب للسيّد علي بن طاووس وهو يروي عن أربعة آباء رابعهم الداعي هذا كما مثّل به الشهيد الثاني في «شرح الدراية». «طبقات أعلام الشيعة» ج2، ص 75، و «أمل الآمل» ج2، ص 303.

•        عبد الملك أبو الغمر البعلبكي. شاعر من أهل بعلبك. ذكره ابن شهر آشوب في شعراء أهل البيتi، المقتصدين توفي سنة 550هـ ونيف. نقله السيّد محسن الأمين في «الأعيان» ج1، ص 175.

•        ستّي تاج زوجة السيّد أبي البشائر ابراهيم بن جعفر بن هبة الله بن حيدر الذي ينتهي نسبه إلى السيّد الحسين الأصغر ابن الإمام عليّ السّجاد t، وهو من أهل طرابلس أي ـ بعلها ـ ورحل عنها مع نسائه وولده محمد إلى بيهق وأقام بها اثر احتلال الفرنج لطرابلس. وأقامت ستي تاج ببيهق بعد وفاة أبي البشائر بعلها(8).

•        ومن أجداد بيت العودي في كسروان هو الشيخ سالم بن علي بن سلمان بن العودي أبو المعالي التغلبي. من أهل النيل من نواحي الحلّة بالعراق. الشاعر وكان رافضياً خبيثاً (...)، ولد سنة ثمان وسبعين وأربع مائة. وقال العماد الكاتب: لقيته سنة أربع وخمسين وخمس مائة وأورد له شعراً من الطويل.

هُمُ أقعدوني في الهوى واقاموا

وابلوا جفوني بالسهاد وناموا

وَهُمْ تركوني للعتاب دريئةً

أُؤنبُ في حُبُّ المهى وأُلامُ

ولو انصفوني قسمة الحب بيننا

لهاموا كما بي صَبوةٌ وهيام

ولكنهم لما استدرَّ لنا الهوى

تكرّمتُ حِفظاً للوداد ولاموا(9).

وها نحن نعرج من ها هنا كمقدمة جميلة وندرج إلحاقاً بما كان فات لنا إبرازه ووعدنا وها إننا نفي بوعدٍ قطعناه على أنفسنا من إبراز ما لهؤلاء الأعلام من الدور الريادي في إظهار وإبراز شريعة سيّد المرسلين w يّد حسين الحسينيّ كان محرراً لوثائق بيع وشراء اراضٍ في جبل لبنان(10).

•        السيّد أحمد بن محمد بن حسن الموسوي الحسينيّ، هو جد لفرع كبير من السادة الموسويين من بلدة النبي شيث والكسرواني من قمهز أصلاً وقد هاجر آباؤه أيام المماليك بعد الموقعة المشهورة في التاريخ سنة 1305م.

روى المؤرخ قطب الدين موسى بن محمد اليونيني المتوفى سنة 726هـ. يقول عن أحداث سنة 704هـ. وفيها ذي الحجة توجه الشيخ تقي الدين بن تيمية إلى الجبلية وصحبته الأمير قراقوش بهاء الدين وهم الجرديون والكسروانيون بسبب الإصلاح وان يحضروا إلى الطاعة.

وكان قبل سفر الشيخ تقي الدين قد توجه السيد الشريف زين الدين بن عدنان إليهم فغاب أياماً وعاد ولم يحصل إتفاق، فعند ذلك جردت العساكر وجمعت الرجال من جميع بلاد الشام ولم تزل ترد الجموع من كل ناحية إلى سلخ الشهر كما سيأتي ذكره في مستهل سنة خمس وسبعمائة(11).

وكان من المصادقين على مشجرة نسب السادة الأشراف آل الحسينيّ من عقب سيّدنا الحسين ذو العبرة بن السيد زيد الشهيد (رض) ابن مولانا حضرة الإمام علي زين العابدين وسيّد الساجدينt، تشرفت في العدد (13ـ 14) من «إطلالة جُبيليّة» الصادر في 10 شباط (فبراير) 2014م. إلى تلّمس إستشراق قبس من تاريخهم. وقد ذكره المعلوف في كتابه «تاريخ الأسر الشرقيّة» بعبارة ذات دلالة وهي: وختمه. إشارة إلى كون من تطلب شهادته فهو من أهل النظر والخبرة والفحص والتحقيق، ومن هذه الصفات تطلب شهادته. ولسائل أن يقول، ما دلالة أنَّ المعني هو عينه وليس سواه أُلفت نظر السائل إلى ما رواه المعلوف عن إسم شخص ثان كان له أيضاً تصديقٌ على المشجر هو: السيّد محمد إبن السيّد حسن إبن السيّد محمد بن ترجيز (ربما ترجم). أقول هو: ترجم على الصحيح وهو من بيت السادة المشهورين قديماً بالعراق بالحائر ببيت الصوفي. وهم من عقب السيّد عمر الأشرف كما أجازهم السيّد محمد أبو الحرث. وكان لهذا الإسم الملقب بترجم تسطير لنسبه على مشجرنا القديم. مع ما لذلك من الدلالة. كما لا يخفى (12).

ـ السيّد نجم الدين الثاني العالم الفقيه الجليل إبن السيّد أبي عبدالله مُحمّد بن السيّد أبي جعفر محمد بن السيّد أبي الحسن مُحمّد بن السيّد حسن وهو أوّل من قطن من هذا البيت سكيك في الجولان بسبب إستباحة جيش دمشق المملوكي لبلاد كسروان سنة 1305م. فخرجت المنطقة وأُحرقت المكتبات واستبيحت الدماء من الشيعة والتنكيل بهم وأُعمل فيهم السيف وكانت وفاة السيد حسن في سكيك ثم غادرها ولده إلى كرك نوحt، حسن إبن السيّد نجم الدين الأوّل الكسرواني بن السيّد حسين بن السيّد محمد بن السيّد أبي الحسن موسى بن السيّد الأمير يوسف الحائري المتوطن في قمهز وقبره فيهاq (13).

وكان سيّدنا النجم ممن أجازه الشيخ حسن صاحب كتاب «المعالم» بالإجازة الكبيرة التي ساقها الشيخ المجلسي في «بحار الأنوار» وهو اي صاحب «المعالم» نجل الشهيد زين الدين علي العامليّ الشهيد الثاني (قده).

ـ الشيخ علي بن علي بن أحمد العمري لقباً السكيكي وطناً، العاملي الشامي. لعله كان ممن رافق أجداد السادة بيت نجم الدين الموسوي السكيكي الكسروانيين أصلاً وقطنوا سكيك معهم والمذكور كان عالماً فذّاً معدوداً في الأوائل وقد وجد في آخر مخطوطة كتاب «الدروس الشرعيّة في فقه الإماميّة» للشهيد الأوّل أبي عبدالله محمد بن مكي الجزيني العامليّ المتوفى سنة (786هـ.) تعريفاً بحال النسخة المشار إليها ما يلي: نسخ رديء، قديمة من أوائل القرن التاسع، نفيسة، عليها حواشي كثيرة، وبلاغات السماع والمقابلة، قليل من أوراقها حديثه الكتابة، أكملها علي بن علي بن أحمد العمري لقباً، السكيكي، وطناً، العاملي الشامي في سنة 1099هـ. (كما في الورقة 140) 176ق، 29 س، 4/18×5/27.

رأي في مزارات كسروان:

نقل المؤرخ الشيخ طه ياسين الفرضي البقاعي في كتابه المخطوط في الجامعة الأمريكيّة وهو تلميذ الشيخ محمد العيتاوي وكتابه هو: عن وجود ضريح أو مزار معروف في منطقة كسروان قال في ص 42: على رأس جبل من جبال كسروان وعليه المهابة والإجلال. وهناك قول مشهور متداول لدى أسرة وعائلة آل مشيك الكرام أن هناك في قرية حراجل التي كان يقطنها جدهم الأكبر أبو عيسى مشيكq وتعتبر قديماً من أملاكه واقطاعه كما ذكر الخوري زغيب في كتابه «رجوع النصارى إلى جرود كسروان» أنّ لديهم قولاً أن فيها ضريحاً وفي الذاكرة الشعبية كذلك أنهم من ذرية عليِّ بن مهزيار (رضوان الله عليه) وهو من كبار العلماء الثقات عند أئمتنا المعصومين i، تحديداً الإمامين الهادي والعسكريّo، وهنا أقول: مع التيقن من وجود مزار معروف مشهور لعلي بن مهزيار في ايران في الريّ أي في طهران، أرجح أنه قد يكون للعلماء الأجلاء من آل الأحواضي(14).

ـ الشيخ شرف الدين حسين بن نصير الدين موسى بن العود، جاء في الرياض: فاضل عالم فقيه، من تلامذة الشيخ محمد بن موسى بن الحسن بن العود ويروي عنه بالإجازة التي كتبها له سادس عشر رجب سنة 761 (إحدى وستين وسبعمائة) قال: لا يبعد أن يكون هذا الشيخ من أجداد إبن العودي المعروف، أعني تلميذاً للشهيد الثاني. ثُمّ الظاهر منه أنَّ المجيز والمجاز له أبناء عم، وأن والد المجاز له أيضاً من العلماء، فيكون هؤلاء من علماء جبل عامل، انتهى.

فلاحظ. وهذا من نقل وتعقيب السيّد حسن الصدر في «تكملة أمل الآمل» في ج1، ص 149 / 150 برقم 161، ترجمة الشيخ محمد إبن العودي المومى إليه. وترجمناه سابقاً عن الشيخ آقا بزرك الطهراني في الحقائق الراهنة في المائة الثامنة من موسوعته «طبقات أعلام الشيعة» ص 207. ومما جاء فيه أنّ محمداً بن موسى بن الحسين بن العود.. دون حرف الياء أنه كتب الإجازة بخطه لشرف الدين حسين بن نصير الدين موسى بن العود في 16 رجب سنة 761ه. 1359م. ونوهنا في ترجمته أنه رأى الشيخ عبدالله أفندي صاحب «رياض العلماء وحياة الفضلاء» إجازة كتبت له بقلم أحد أقاربه ربما أخاه هو محمد بن موسى بن الحسين بن العود مع إسقاط حرف الياء.

ناهيك عماّ رويناه عن أهل التراجم إبن العودي الجزيني الذي ترجمه اليونيني والذهبي وإبن العماد وأثنوا عليه وأنّه ممن أقام فترة قصيرة في حلب ومن ثم عاد.

وتعقيباً على ما بوبناه ضمن ترجمة الشيخ إبن ملّي رضوان الله عليه فممن ترجمه غير واحد عدا من ذكرناه كصاحب «الوافي بالوفيات» ج7، ص 305 عدا الشيخ الذهبي.

ومن أعلام بني العود الكرام نقرأ إسم لامع كالشهاب الثاقب هو: الأديب، العالم، الشاعر، المتكلم، المؤلف، الشيخ إسماعيل بن الحسين العودي، ترجمة الدكتور عمر عبد السلام تدمري في كتابه تراجم العلماء والأعلام في القرن السادس ج1، ص 90 برقم 80 نقلاً عن الأعيان ومُجمل القول أنه حصل فيها تباين في النقل ومزاوجة بين رجلين في شخص رجل واحد والبرهان فارق التاريخين. وحصلت الشبهة مع رجل ثانٍ هو الشيخ أبو القاسم بن الحسين بن العود نجيب الدين الأسدي الذي كانت وفاته سنة 627هـ. بينما صاحبنا كانت وفاته سنة 580 هجرية.

راجع الهامش رقم 15

الهوامش:

(1) معجم «الأدباء»، إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب، ج6، ص 2710 برقم 1154 ، تأليف ياقوت الحموي الرومي، تحقيق الدكتور إحسان عباس، طبع دار الغرب الإسلاميّ، ط. أولى سنة 1993م.

(2) ذيل مرآة الزمان لليونيني، ت 726هـ. تحقيق الدكتور عباس هاني الجرّاح، ج4، من الذيل وج 19 من مرآة الزمان، ص 59، ط. دار الكتب العلميّة، ط. أولى سنة 2013م.

(3) هو سيّد موسوي من عقب السيّد إبراهيم المرتضى إبن الإمام موسى الكاظمt... وللتوسع أنظر الأصيلي لإبن الطقطقي.

(4) «تاريخ دمشق»، ج 37، ص 387، طبع دار الفكر. وج 52، ص 334 ـ 335، رقم 6243.

(5) لباب الأنساب والألقاب والأعقاب لابن فندق البيهقي، ص 101، ج2.

(6) أي شرق الأردن.

(7) «لسان الميزان»، ط. دار إحياء التراث، سنة 1416هـ. 1995م. ج1، ص 594، رقم 1228، ومعجم المؤلفين ج2، ص 247.

(8) لباب الأنساب، ج1، ص 101.

(9) «الوافي بالوفيات» للصفدي، ج15، ص 87 ـ 88.

(10) انظر كتاب «تاريخ الشيعة في لبنان» تأليف د. سعدون حمادة، ج2، ص 335. وكتاب «تاريخ الأسر الشرقيّة» تأليف المؤرخ عيسى اسكندر المعلوف، ج7، ص 483، وقال عنه المعلوف أنه كان قاضياً ومتخرجاً من النّجف الأشرف 30 سنة مجتهداً وقضى بزمن الأمير بشير للنصارى وكان قبله الخ. فلاحظ.

(11) ذيل «مرآة الزمان» ج7، ص 104، ج1، ص 104، طبعة دار الكتب العلمية. وروى عنها إبن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة ومثله المقريزي في درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة وإبن كثير وإبن فضل الله العمري وسواهم كثير.

(12) أنظر كتاب «تاريخ الأسر الشرقيّة» لعيسى اسكندر المعلوف، ج7، لبنان البقاع، ص 477، طبعة دار رياض الريس للصحافة والنشر.

(13) أنظر مجلة «إطلالة جُبيليّة» العدد السادس عشر 15 كانون الأوّل (ديسمبر) 2014م. الموافق 23 صفر سنة 1436هـ. مقالة بعنوان «الحديث عن علماء الشيعة في كسروان» بقلم كاتبه محمد يوسف الموسويّ. ص 55، صورة وثيقة قديمة جداً تحكي تفاصيل هامة في هذا الجانب.

(14) انظر كتاب «تاريخ الملك الناصر» لابن شداد، طبعة المعهد الألماني، ص 39، وفيات سنة أربع وسبعين وستمائة.

(15) وثيقة هي تتمة لصورة سابقة مضت عرضناها ماضياً وهي من كتاب: تعليقة السيّد الفقيه المجتهد الأديب النسابة محمد بن السيّد علي بن السيّد حيدر النجمي السكيكي الموسوي(قده). على ما جاء في كتاب «زهرة الحقول» المقول في نسب ثاني فرعي الرسول صاحب الأصل هو النسابة الفقيه السيّد الجليل زين الدين علي بن شدقم الحسينيّ المدني(رض).

 

 


راجع الهامش رقم 15