العلاّمة المرجع السيّد مُحمّد حسين فضل الله سيّد ٌ فينا ومرجعٌ في الأُمّة

09/04/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

فضلُ اللهِ في مُحمّد حسين، أن أوجده سيّداً فينا ومرجعاً في الأُمّة في زمن الشدّة والأوجاع والردّة قاطفاً من مساكب الرؤوف ما أحبّ إليه وهو أن يكون عبداً لله وعالماً في الأقوام.

مُطهرّاً بكوثر النجف الشريف فتح عينيه على الحياة مُثقلاً بأحلام الرسالة على وقع حداء الإسلام عاشقاً العقل والإنسانيّة والقضيّة.

تَيمَّمتْ الخواطر في حومة إزدحامها بتراب فكره المسكيّ لتقيم صلاتها في محرابه التنويري مخافة أن يفوتها الموعد ـ إن إغْتسلت ـ من اللحاق بمركب لؤلؤ تسبيحاته وعظاته وخطابه الغارف من بحر مخزون أعماقه أكرم الأحجار وأثمنها ومن غزارة مدّه وجزره أنضح القرائح التي تجوب المساحات والمسافات بشهادة شمس ثقافةٍ راصدة وقمر نبوغٍ كاشفٍ مدى الإنسياب الغادق حيث تتقاطعُ أجندات الفصول والمناخات في زحمة فضوليّة المكان والزمان وتعُبُّ لِذَاتها من ذات الرجل منابت الفقه والفيض الروحاني الخارق.

وظَّف لسانه وقلمه لإستنطاق الحقيقة عن طريق الإنفتاح جاعلاً الإستنهاض مادة الحراك الإبداعي وتطبيع المقاومة ثقافة إنسانيّة مُنزهة عن نظرية التطييف والتمذهب وترقّيها لتغدو مشروعاً كونيّاً في مواجهة الظّلم والظلامة وحقّاً مطلقاً للشعوب المضطهدة كافة في الأرض وليست حكراً على مجتمع أو صقعٍ دون آخر.

عالمٌ علامة وَمُشرّع في كل إتجاه أمسك بأنامله الأحمال والأثقال وقطّرها بومضات الرؤى المؤنسة لتستريح شفيفةً مسكونة بالتواصل الخلاّق بين بني البشر إخترق برشده الربّاني المسارات وبقبس العقل المشعْ من آيات القرآن وبرازخ النصوص المُقدسة في الكتب والرسالات وأخرجها بتبصّره الرحب من التشكيلات التفسيريّة الجامدة مجتهداً بالشكل والمضمون راصفاً ومبوباً ومثبّتاً الإنسان في دائرة الوعي المعرفي الممهور بالحداثة والنهضة التجديدية وإنطلاقٍ دينيٍّ ودنيويٍ مدرك حضاري بعيداً عن صفوف التقوقع والعصبيّة والتكفير وإصطفافات العرقيات والإثنيَّات المفترسة.

الحقُّ منار القوة في ذهنه المتنّور الذي شكّل محكّ الصوابية من هنا كان إصراره الدائم لإحقاق الحقِّ وتحصينه من التشويه والتمويه والمفاهيم السطحيّة وعقم التفكير عن طريق الحراك الجدّي وتحرير الحسّ الذهني من نمطية الإعاقة لمسارات الأُمة بهدف كشف مكامن الداء وكسر التناقضات وصولاً إلى تبريز العناوين وتصليب المواقف لئلا تضيع في متاهات التفاصيل بفعل التواكل والتضليل والثقافة الدونيّة المساهمة في إمتهان الإنسان وتحلُّل النهج  السويّ حيث يتمّ تنصيب الباطل سلطاناً عصرياً وآلية معتمدة للعبث بمصائر الشعوب المستضعفة والإمعان في قهرهم وسلبهم تحت مسميات خداعة وناعمة الملامس المتوحشة في مواسم اليباس.

لمّاعٌ لمّاحٌ حتى العظم في العلم والحلم للخاصّة والعامّة، راصدٌ وصادٌ للتخلّف واللإنسانيّ مما جعله سيّداً في تاريخ، وتاريخاً في سيّد، متيقظاً لما يجول حوله ويصول في دائرة الكون حتى الرمق الأخير، شحّ زيت جسده إلاّ أن فكره المتوّقد لم يذوِ رغم الرحيل سيبقى مخزون نتاجه البوصلة لروافد شموليّة المعرفة وروّاد الثقافة على إختلاف التوجهات والنظريات والتحديات وسيخلد المرجع المتنوّر المنوّر الذي لن يأفل عن دنيا الرّاجين، والرادار الموثوق لمتلّمسي الرؤى الصادقة المدفوعة بخاتم طيف نفسه الآمنة والمطمئنة وفضل الله في العباد والبلاد وجنات النعيم.

عنقون في:5/1/2011م،

علي فرحات -أبو الياس.