همس في وصية

14/7/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

كيف لي أن أفارق وجه الأرض وأنا في ظل الإثم سجين؟ أم كيف أخترق صمت اللحد بخطايا ذنوبي، وأنشد قصائد المعاصي أمام الباري، كيف أملك وجهي ولساني، كيف أموت اليوم وأنا أحوج إلى الرجوع لعلي أعمل صالحاً!!!

أعرف أن العمر يسابقنا ويسحق فينا الأيام، وأعرف أن للوقت حداً يصلح لأكثر من نهاية وأن في الزمان لحظة يمكن أن نقول فيها كفى، دون أن نخدِّر فيها ماضينا أو نبتر الذكريات.

هو العمر مكتوب على كل البحور تختصر سطوره الأيام بعناوين الأشخاص وذرات الخير والشر المدفونة في الجُعب يجزئها الحزن أحياناً وتلبسها الفرحة أثواب الملوك التي لا تملك ويتعالى ضحاك تسكنه الرهبة يرافقه وميض الماضي المشرق من خلف التلال المكسوة برياض الروح والوجدان.

أراني اليوم أحرر قلبي من قبضة الزمان وأفك قيودي وأركض في ساحة دون حدود، دون منازع لأصدح الغيم والسحاب، وأعود إلى أرحام المراهقة وألعب في بهو النسيان والتوبة لأغسل الذنوب التي تنقش في القلب حسرة تعيدنا إلى عجز يمكن فيه التسكع على جدارالسكون الكريه.

وذلك قبل أن يعرج الموت الذي يسكت صراخ المعاصي ويبوح بصمت عذب تأنس له الرياح.

 

حماده علي عمرو