رسالة إلى تلامذتي

26/09/2013
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم: خديجة سمير عمرو

توضيح

في مقالة الأستاذ محمد عبد الوهاب عمرو، تحت عنوان:» نامي قريرة العين عمتاه» الوارد في العدد:العاشر من صفحة 70، التي تكلّم بها عن المرحومة عمته «سنية محمد حسين عمرو»، ورد في هامشها أسماء الذكور والإناث من أولادها، وقد سقط سهواً من قبل التحرير إسم إبنتها: السيدة ليلى توفيق عمرو(أم عبد) أرملة المرحوم علي حسين عمرو، لذلك إقتضى التوضيح.

ليس اليتيم من مات والده، بل اليتيم يتيم العلم والأدب.

إنّ مهنة التعليم هي من أسمى المهن، والمعلّم هو صاحب أسمى الرسالات على الأرض ودوره في الحياة كمربٍ ومرشد يُعتبر عاملاً أساسياً وفعّالاً في تطوير المجتمع وذلك من خلال رسالته الثقافيّة والتربويّة والإجتماعيّة والخلقيّة لإنّه عنوان للحكمة قولاً وكتابة، يُرشد الطلاب بلسانه ويديه ومن خلال سلوكه، فالمعلّم يقدّم رسالته إلى طلابه نبراساً، يُنير قلوبهم وطريقهم. ويساعدهم على درب المعرفة، ويحاول فهم تصرفاتهم المختلفة وما تحتويه مشاعرهم لإنّه يدخل إلى أعماق تفكيرهم ويسرح في مخيّلتهم، لذلك يكسب محبتّهم وشفافيتهم.

إنّ لفي حرص المعلّم على طلابه ومحبته لهم ما يعجز القلب عن استيعابه.

هو المربي يحمل أمانة التربيّة في عنقه، فدوره لا يقتصر على تعليم الطالب وتلقينه. بل على تعزيز شخصيته وثقته بنفسه ليواجه هذا المجتمع بكلّ صعوباته وتحدياته، ولكن عنده إبداء الرأي وحسن التواصل مع الآخر، والتربيّة ليست بالأمر السهل، فالمربي يتعامل مع أسمى مخلوقات الله ويساعدهم ويدعمهم لتحسين مستواهم ولمنحهم فرصة النجاح وشقَّ الطريق نحو المستقبل، يقدّم لهم العلم ويحثّهم على العمل الصالح.. هم مثل الزهور مثل الفراشات المضيئة، مثل الورود المزهرة التي تنير القلوب بضوء الأمل، مثل الشمعات المتلألئة، مثل الأنغام المتراقصة على ألحان النجاح...

فيا طلابي الأعزاء: أنتم ثمرات جهودي ونظرتي للمستقبل، أنتم محطّات آمالي ومرآة أحلامي، أنتم أركان المستقبل، والإطلالة المشرقة لغدٍ يزهو بالقيم والأخلاق، أنتم جيل المستقبل والقمر الّذي يشقُّ سواد الليّل، أنتم جيل الأمّة الإسلاميّة الواعدة، تلك الأُمة التي جاء في الحديث الشريف عنها: إنّ الخير فيها إلى يوم القيامة، فإليكم ترنو الآمال فلربما بينكم من يُمهدُ لقيام حجّة الله على الأرض بعلمه أو بعمله.. أنتم ينبوع الحياة والجيل الذي سيدفن الجهل والأميّة ويُنير الطريق بالعلم والمعرفة.

على لساني تمتزج عشرات الأحاديث العطرة شئت أن أجمعها مع الأزهار المتنوّعة العبير في باقة واحدة لأقدّمها نصيحة لأولادي ولطلابي الّذين علّمتهم وتابعتهم على مرّ هذه السنوات. أقول لهم: سيروا مسار المتفوقين، كونوا واثقي الخطى، أريدكم فخورين بأنفسكم بقدر ما أنا فخورةً بكم، أريدكم كالأصداف البحريّة تتفتح على نفسها في سكون السحر كي ترتشف قطرات الندى وتعانق حبّات الرمل، فتحولها إلى لآلئ برَاقة، فارشفوا العلم وعانقوا المعرفة، وحولوهما إلى نجاح وتفوّق، وثابروا وانهلوا العلم نهلاً حتّى يشتدّْ عُودكم لتنطلقوا إلى المجتمع الكبير بمساندة ذويكم الّذين مدّوا لكم يد العون بأصعب لحظات حياتكم. فمن عطفهم وحنانهم وتشجيعهم لكم ونظرتهم الإيجابيّة لكم والتوقعات الإيجابيّة منكم. أوصلوكم إلى النجاح وتخطّي الصعوبات دون أن تشعروا، فمباركة جهودهم الجبّارة وغاياتهم التي تحكم عملكم وترشد خطواتكم، مباركة أهدافهم الساميّة التي كوّنت شكلاً من أشكال التعاون والتواصل بيننا (كمعلّمين) وبينهم مما أنتج عملاً هادئاً واعياً يُنذر بمقومات عظيمة للنجاح.

مباركٌ حرصهم الكبير وعملهم الدؤوب على قاعدة بذل المستحيل لإرضائكم...ودمتم عوناً لذويكم.

والسلام عليكم