ذكر ما جاء في المهديِّ في آخر الزمان

20/1/2017
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

إعداد هيئة التحرير

أخرج العلاّمة الحافظ محبّ الدين الطبري في كتابه «ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى »(1) عن عليِّ بن الهلالي عن أبيه قال:[« دخلت على رسول الله (ص)، في الحالة التي قُبض فيها (2) فإذا فاطمة عند رأسه فبكت حتى ارتفع صوتها فرفع (ص)، طرفه إليها فقال: حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك؟

فقالت: أخشى الضيعة من بعدك.

فقال: يا حبيبتي ما علمت أن الله اطلع على أهل الأرض اطلاعه فاختار منها أباك فبعثه برسالته ثمّ اطلع اطلاعه فاختار منها بعلك وأوحى إلى أن أنكحك إياه.

يا فاطمة ونحن أهل بيت فقد أعطانا الله سبع خصال لم تُعطَ أحداً قبلنا ولا تُعطَ أحداً بعدنا.

وأنا خاتم النبيين وأكرمهم على الله عزّ وجل وأحبُّ المخلوقين إلى الله عزّ وجل وأنا أبوك.

ووصي خَيرُ الأوصياء وأحبَّهمُ إلى الله عزّ وجل وهو بعلك.

وشهيدنا خير الشهداء وأحبَّهم إلى الله عزّ وجل وهو حمزة بن عبد المطلب عَمُّ أبيك وعمُّ بعلك.

ومنّا من له جناحان أخضران يطير بهما في الجنّة حيث يشاء مع الملائكة وهو ابن عم أبيك وأخو بعلك.

ومنّا سبط هذه الأمّة وهما ابناك الحسن والحسين وهما سيدا شباب أهل الجنّة وأبوهما والذي بعثني بالحقِّ خيرٌ منهما.

يا فاطمة والذي بعثني بالحقِّ إنَّ منهما مهديِّ هذه الأمّة إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيراً ولا صغير يوقر كبيراً فيبعث الله عزّ وجل عند ذلك من يفتح حصون الضلالة وقلوباً غُلفاً يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أوّل الزمان ويملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً.

خرّجه الحافظ أبو العلاء الهمدّاني في أربعين حديثاً في المهديّ وقد تقدَّم مُختصراً في مناقب فاطمة من حديث الطبراني عن أبي أيوب الانصاري.

(شرح): الهرج والمرج الاقتتال والإختلاط، غُلف أي في غلاف عن سماع الحقِّ. وعنه قال رسول الله(ص)،:« يولد منهما يعني الحسن والحسين مهديُّ هذه الأمّة ».

وعن الحسين بن عليّ أنّ النبي (ص)، قال: المهديُّ من ولدي وجهه كالكوكب الدريُّ. وقد روى عن أبي سعيد الخدري وعبد الرحمن بن عوف وغيرهما أنّه من عترته(ص) »].

عن حُذيفة أنّ النبيّ (ص):[« قال لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطّول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلاً من ولدي إسمه كإسمي .

فقال سلمان من أي ولدك يا رسول الله؟. قال: من ولدي هذا وضرب بيده على الحسين. فيحمل ما ورد مطلقاً في ما تقدم على هذا المقيد (3) »].

 

الهوامش:

(1) مؤلف هذا الكتاب وراوي الأحاديث الآنفة الذكر، هو: « محبُّ الدين أبو العباس أحمد بن عبدالله بن محمد بن أبي بكر بن محمد الطبري شيخ الحرم المكي ـ المتوفى سنة 694 هـ ».

(2) في الحالة التي قُبض فيها: أي في المرض الذي توفاه الله تعالى به (ص).

(3) « ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى» ـ دار المعرفة ـ بيروت 1974م. تصوير عن نسخة دار الكتب المصرية، ونسخة الخزانة التيموريّة، ص 135 ـ 136 ـ 137. والإمام المهديّ المُنتظر t، حسب عقيدة الشيعة الإماميّة ومعظم مشايخ الطرق الصوفيّة وأكثر من ستين عالماً من علماء أهل السُّنّة والجماعة ذكرتُ أسماءهم في كتاب المسيح الموعود والمهديّ المُنتظرo، للقاضي الدكتور عمرو، هو: مُحمّد بن الحسن بن عليّ بن مُحمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن مُحمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (ع)، ووالدة الإمام مُحمّد بن عليّ بن الحسين (ع)، هي السيدة فاطمة إبنة الإمام الحسن بن عليّ بن أبي طالب t، فهو من طرف الأب من ذريّة الحسين ومن طرف الأم من ذريّة الحسن (ع).