الإمام السيوطي وفضائل الإمام عليِّ بن أبي طالب (ع)

22/1/2018
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

 

إعداد رئيس التحرير

 

أخرج الإمام الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطيّ المتوفى في العام 911هـ. الموافق لعام 1505م. في كتابه )تاريخ الخلفاء( تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد، مطبعة )السعادة(ص) بمصر، الطبعة الأولى 1371هـ. 1952م. تحت عنوان:) فصل في الأحاديث الواردة في فضله(ص). من ص 168 ولغاية ص 174.

 

1ـ قال الإمام أحمد بن حنبل: ما ورد لأحد من أصحاب رسول الله (ص)، من الفضائل ما ورد لعليّ رضي الله عنه، أخرجه الحاكم.

 

2ـ وأخرج الشيخان عن سعد بن أبي وقاص )أن رسول الله (ص)، خلف عليّ بن أبي طالب في غزوة تَبُوك، فقال: يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان، فقال: أمّا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ غير أنه لا نبيّ بعدي(ص) أخرجه أحمد، والبزار من حديث أبي سعيد الخدري، والطبراني من حديث أسماء بنت قيس، أم سلمة، حبشي بن جنادة، ابن عُمر، ابن عباس، جابر ابن سمرة، البراء بن عازب وزيد بن أرقم.

 

3ـ وأخرجا عن سهل بن سعد ) أنّ رسول الله (ص)، قال يوم خيبر: لأُعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه يحبُّ الله ورسوله، ويحبّهُ الله ورسوله، فبات النّاس يدوكون(1) ليلتهم أيهم يُعْطَاها، فقال: أين عليّ بن أبي طالب ؟ فقيل: هو يشتكي عينيه، قال: فأرسلوا إليه، فأُتي به، فبصق رسول الله (ص)، في عينيه، ودعا له، فبرئ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية(ص).

 

وقد أخرج هذا الحديث الطبراني من حديث ابن عُمر وعليّ وابن أبي ليلى وعُمران بن حصين والبزار من حديث ابن عباس.

 

4ـ وأخرج مُسلم عن سعد بن أبي وَقَّاصٍ قال: لما نزلت هذه الآية (ندعو أبناءنا وأبناءكم) دعا رسولُ الله (ص)، عليَّا وفاطمة وحسناً وحسيناً، فقال:) اللهم هؤلاء أهلي(ص).

 

5ـ وأخرج الترمذي عن أبي سريحة، أو زيد بن أرقم، عن النبيّ (ص)، قال:) من كُنت مولاه فعليٌّ مولاه(ص).

 

وأخرجه أحمد عن عليّ، وأبي أيوب الأنصاري، وزيد بن أرقم، وعمرو ذي مر، وأبو يعلي عن أبي هريرة، والطبرانيّ عن ابن عُمر، ومالك بن الحويرث وحبشي بن جُنادة، وجرير، وسعد بن أبي وقاص، وأبي سعيد الخدري، وأنس، البزار عن ابن عباس، وعمارة، وبريدة، وفي أكثرها زيادة )اللهم وَالِ من والاه، وعَادٍ مَنْ عاداه(ص).

 

6ـ ولأحمد عن أبي الطفيل قال: جمع عليٌّ النّاس سنة خمس وثلاثين في الرحبة، ثُمّ قال لهم: أنشد بالله كل أمرئ مُسلم سمع رسول الله (ص)، يقول يوم غدير خٌمّ ما قال لما قام، فقام إليه ثلاثون من النّاس، فشهدوا أنّ رسول الله (ص)، قال:) مَن كُنت مولاه فعلي مولاه، اللّهم والِ من والاه، وعاد من عاداه(ص).

 

7ـ وأخرج الترمذي، والحاكم وصححه، عن بُريدة قال: قال رسول الله (ص):) إنّ الله أمرني بحبِّ أربعة، وأخبرني أنّه يُحبهّم، قيل: يا رسول الله سَمِّهِمْ لنا، قال: عليٌّ منهم ـ يقول ذلك ثلاثاً ـ وأبو ذر والمقداد وسلمان.

 

8ـ وأخرج الترمذي والنسائي وابن ماجة عن حبشي بن جنادة، قال: قال رسول الله (ص): عليّ مني، وأنا من عليّ(ص).

 

9ـ وأخرج الترمذي عن ابن عُمر قال: آخى رسولُ الله (ص)، بين أصحابه، فجاء عليّ تَدْمَعُ عيناه، فقال: يا رسول الله آخيت بين أصحابك، ولم تؤاخ بيني وبين أحد، فقال رسول الله (ص)،:) أنت أخي في الدنيا والآخرة(ص).

 

10ـ وأخرج مُسلم عن عليّ قال:) والّذي فَلَقَ الحبة وبَرأ النَّسَمة (2) إنّه لعهد النبيّ الأمي إليَّ أنّه لا يحبني إلاّ مؤمن، ولا يبغضنيّ إلاّ منافق(ص).

 

11ـ وأخرج الترمذي عن أبي سعيد الخدري، قال:) كنا نعرف المنافقين ببغضهم عليّاً(ص).

 

12ـ وأخرج البزار، والطبراني في الأوسط عن جابر بن عبدالله. وأخرج الترمذي والحاكم عن عليّ، قال: قال رسول الله (ص):) أنا مدينة العلم، وعليّ بابها(ص) هذا حديث حسن على الصواب، لا صحيح كما قال الحاكم، ولا موضوع كما قاله جماعة منهم ابن الجوزي والنووي، وقد بينت حاله في التعقُبات على الموضوعات.

 

13ـ وأخرج الحاكم وصححه عن عليّ قال:) بعثني رسول الله (ص)، إلى اليمن، فقلت: يا رسول الله، بعثتني وأنا شاب أقضي بينهم، ولا أدري ما القضاء، فضرب صدري بيده ثُمّ قال: اللهم أهْدِ قلبه، وثبّت لسانه، فوالذي فلق الحبة ما شككت في قضاء بين اثنين(ص).

 

14ـ وأخرج ابن سعد عن عليّ أنّه قيل له: ما لك أكثر أصحاب رسول الله (ص)، حديثاً؟ قال: إني كنت إذا سألته أنبأني، وإذا سَكَتُّ ابتدأني.

 

15ـ وأخرج عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال عُمر بن الخطاب: عليٌّ أقضانا.

 

16ـ وأخرج الحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنهما قال: كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة عليّ.

 

17ـ وأخرج ابن سعد عن ابن عباس، قال: إذا حدثنا ثقة عن عليّ بفتيا لا نعدوها(3).

 

18ـ وأخرج عن سعيد بن المُسيب قال: كان عُمر بن الخطاب يتعوذ بالله من مُعْضِلة ليس فيها أبو حسن.

 

19ـ وأخرج عنه قال: لم يكن أحد من الصحابة يقول )سلوني(ص) إلاّ عليّ.

 

20ـ وأخرج إبن عساكر عن ابن مسعود قال: أفرض أهل المدينة وأقضاها عليّ ابن أبي طالب.

 

21ـ وأخرجت عائشة رضي الله عنها أنّ عليّاً ذُكِرَ عندها، فقالت: أمّا إنّه أعلم من بقي بالسُنّة.

 

22ـ وقال مسروق: إنتهى علم أصحاب رسول الله (ص)، إلى عُمر وعليّ وابن مسعود وعبدالله رضي الله عنهم!.

 

23ـ وقال عبدالله بن عياش بن أبي ربيعة: كان لعليّ ما شئت من ضرس قاطعٍ في العلم، وكان له البسطة في العشيرة، والقدم في الإسلام، والعهد برسول الله (ص)، والفقه في السُنّة، والنجدة في الحرب، والجود في المال.

 

24ـ وأخرج الطبرانيّ في الأوسط بسند ضعيف عن جابر بن عبدالله قال:) قال رسول الله (ص):) النّاس من شجر شتى، وأنا وعليّ من شجرة واحدة(ص).

 

25ـ وأخرج الطبرانيّ وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: ما أنزل الله }يا ايها الّذين آمنوا{ إلاّ وعليّ أميرها وشريفها، ولقد عاتب الله أصحاب مُحمّد في غير مكان وما ذكر عليّاً إلاّ بخير.

 

26ـ وأخرج إبن عساكر عن إبن عباس قال: ما نزل في أحد من كتاب الله تعالى ما نزل في عليّ.

 

27ـ وأخرج إبن عساكر عن إبن عباس قال: نزلت في عليٍّ ثلثمائة آية.

 

28ـ وأخرج البزار عن سعد قال: قال رسول الله (ص)، لعليٍّ:) لا يحلُّ لأحد أن يُجْنِبُ في هذا غيري وغيرك(ص).

 

29ـ وأخرج الطبراني، والحاكم وصححه، عن أُم سلمة (رضي الله عنها)، قالت:) كان رسول الله (ص)، إذا غضب لم يجترئ أحد أن يكلمه إلاّ عليّ(ص).

 

30ـ وأخرج الطبراني والحاكم عن ابن مسعود (رضي الله عنهما) أنّ النبيّ (ص)، قال:) النظر إلى عليّ عبادة(ص)، إسناده حسن.

 

وأخرجه الطبرانيّ، والحاكم أيضاً من حديث عُمرانَ بن حُصَين.

 

وأخرجه إبن عساكر من حديث أبي بكر الصديق وعثمان بن عفان ومُعاذ بن جبل وأنس وثوبان وجابر ابن عبدالله وعائشة، (رضي الله عنهم)!.

 

31ـ وأخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عباس قال: كانت لعليّ ثمان عشرة مَنْقبة (4) ما كانت لأحد من هذه الأُمّة.

 

32ـ وأخرج أبو يَعْلي عن أبي هريرة قال: عُمر بن الخطاب: لقد أُعطي عليّ ثلاث خصال لأن تكون لي خصلة منها أحب إليَّ من أن أعطى حٌمُرَ النعم فسئل وما هنّ؟ قال: تزوجُه إبنتهُ فاطمة، وسكناه المسجد لا يحلُّ لي فيه ما يحلُّ له، والراية يوم خيبر. وروى أحمد بسند صحيح عن ابن عُمر نحوه.

 

33ـ وأخرج أحمد وأبو يعلى بسند صحيح عن عليّ قال: ما رَمِدْتُ (5) ولا صُدِعْتُ منذ مسح رسول الله(ص)، وجهي، وتفَل في عيني، يوم خيبر حين أعطاني الراية.

 

34ـ وأخرج أبو يعلى والبراز عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله (ص):) من آذى عليّاً فقد آذاني(ص).

 

35ـ وأخرج الطبراني بسند صحيح عن أُم سلمة عن رسول الله (ص)، قال:) من أحبّ عليّاً فقد أحبّنيّ، ومن أحبّني فقد أحبَّ الله، ومن أبغض عليّاً فقد أَبغضنيّ، ومن أَبغضنيّ فقد أبغض الله(ص).

 

36ـ وأخرج أحمد، والحاكم وصححه، عن أم سلمة سمعت رسول الله (ص)، يقول:)من سبَّ عليّاً فقد سبَّنيّ(ص).

 

37ـ وأخرج أحمد والحاكم بسند صحيح عن ابن أبي سعيد الخدريّ أنّ رسول الله (ص)، قال لعليّ:) إنّك تقاتل على القرآن (6) كما قاتلتُ على تنزيله(ص).

 

38ـ وأخرج البزار وأبو يعلي والحاكم عن عليّ، قال: دعاني رسول الله (ص)، فقال:) (يا عليّ) إنّ فيك مثلاً من عيسى، أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزل الذي ليس به(ص)، ألاّ وإنّه يهلك فِيَّ اثنان: محبُّ مفرط يفرطني بما ليس فيّ، ومبغض (مفترٍ) يحمله شنآني على أن يبهتني.

 

39ـ وأخرج الطبراني في الأوسط والصغير عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله (ص)، يقول:) عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ، لا يفترقان حتى يَرِدَا عليَّ الحوض(ص).

 

40ـ وأخرج أحمد والحاكم بسند صحيح عن عمّار بن ياسر أنّ النبيّ (ص)، قال لعليّ:) أشقى النّاس رجلان: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا عليّ على هذه ـ يعني قرنه ـ حتى تبتل منه هذه (من الدم) يعني لحيته(ص) وقد ورد ذلك من حديث عليّ وصهيب وجابر بن سمرة وغيرهم.

 

41ـ وأخرج الحاكم وصححه عن أبي سعيد الخدري قال: اشتكى النّاس عليّاً فقام رسول الله (ص)، فينا خطيباً فقال:)لا تَشْكوا عليّاً؛ فوالله إنّه لأخشينّ في ذات الله، أو في سبيل الله(ص).

 

ويقول رئيس تحرير هذه المجلة: إنَّ معظم الأحاديث الشريفة الآنفة الذكر تحتاج إلى تفسير وشرح ورجوع إلى عِلْميْ الدراية والحديث وإلى اللغة العربيّة وعلومها ومنها الحديث رقم: 20 عن ابن مسعود (رض) حيث قال:) أفرض أهل المدينة وأقضاها عليَّ بن أبي طالب(ص) يعني أنَّ الإمام عليّ (ع)، هو أعلم أهل مدينة رسول الله (ص)، بالقضاء وبالفرائض أي بأحكام الإرث الشرعيّ وغيرها من أحكام وقضايا.

 

ومنها الحديث رقم: 28 عن سعد قال: قال رسول الله (ص)، لعليِّ:) لا يحلُّ لأحد أن يُجنب في هذا غيري وغيرك(ص). حيث نجد شرح هذا الحديث الشريف في كتاب )ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى(ص) لمحبِّ الدين الطبريّ. حيث أخرج عن أبي سعيد (رضي الله عنه)، قال:) قال رسول الله (ص)، يا عليّ لا يحلُّ لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك(ص). قال عليُّ بن المنذر قلت لضرَّار بن صرد ما معنى هذا الحديث؟. قال لا يحلُّ لأحد يستطرقه جُنباً غيري وغيرك. أخرجه الترمذيّ وقال: حديثٌ حسن(ص).

 

وأخرج الطبريُّ أيضاً في ذخائره عن زيد بن أرقم (رض)، قال: كان لنفرٍ من أصحاب رسول الله (ص)، أبوابٌ شارعة في المسجد. قال: فقال (ص)، يوماً: سدّْوا هذه الأبواب إلاّ باب عليِّ. قال فتكلم في ذلك ناسٌ، فقام رسول الله (ص): فحمد الله وأثنى عليه، ثُمَّ قال: أمّا بعد فإنيِّ ما أُمرت بسدِّ هذه الأبواب غير باب عليّ. فقال فيه قائلكم، وإنّي والله ما سددت شيئاً ولا فتحته، ولكن أُمرت بشيء فاتبعته. قال الطبريّ: أخرجه أحمد(ص)(7)] ومعنى ما تقدّم أنّه لا يجوز لأحد من الصحابة دخول مسجد رسول الله ولو إستطراقاً إلى منزله أو إلى حاجة أخرى جُنباً غير رسول الله (ص)، والإمام عليّ (ع)، لذلك أَمر رسول الله (ص)، بسدِّ جميع أبواب الصحابة الشارعة إلى المسجد إلاّ باب منزله وباب منزل عليِّ (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)، لأنَّ الله تعالى أذهب الرجس عن أهل البيت وطهرهم تطهيراً مصداقاً للآية الكريمة: )إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً{ سورة الأحزاب، آية 33.

 

 

 

الهوامش:

 

(1) يدوكون: أي يخوضون ويتحدثون.

 

(2) برأ: خلق، والنسمة ـ بفتح النون والسين جميعاً ـ كل ذي روحٍ.

 

(3) لا نعدوها: لا نتجاوزها، ونقف عندها.

 

(4) المنقبة: الخصلة يمدح عليها.

 

(5) رمد: أصيبت عينه بالرمد.

 

(6) لعل الأصل «تقاتل على تأويل القرآن» أي تفسيره وبيان محامله.

 

(7) )ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى»، للطبريّ، ص 77.