أضواء في كلمات

25/3/2019
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم مستشار التحرير الدكتور عبد الحافظ شمص

الإسلام والمرأة

إنّ نظرة الإسلام للمرأة، مُتكاملة وَمُتوازنة لا نَقْضَ فيها ولا خَلل... فالإسلام لم يطلب إلى المرأة أن تبقى حبيسة البيت تُربي الأطفال وتخدم الزوج وحسب دون أن يكون لها أيّ مشاركة خارجيّة في القضايا الإجتماعيّة والتربويّة والسياسيّة... كما أنّ الإسلام لم يطلب إليها أيضاً البقاء خارج البيت للعمل والتظاهر على حساب بيتها وزوجها وأولادها، بل أراد منها أن تقوم بالجمع بين وظيفتها كأنثى وبدورها كإنسانة مسؤولة...

والمرأة في واقعها هي مربيّة المجتمع وإنّ سعادة الشعوب وتعاستها مرتبطتان بالمرأة... والمرأة بتربيتها السّليمة وأخلاقها الحميدة وَحُسْن تصرّفها تُنجب الإنسان السليم وتبني البلاد، إذ أنَّ حضْنها مصدر السعادة... وعفّة المرأة ونظافتها وعلمها وأدبها وسلوكها وحشمتها أساسُ متين لحياتها في كلّ مجتمع...وإنَّ حياء المرأة وخجلها لا يعنيان التقوقع، بل قمّة التوازن في شخصيّتها التي تجمع بين الحياء والقوّة وهما من الله جلّ وعلا... وهذا الأمر يرتبط بالسلوك والوعي والإرادة.

البُعد الإجتماعيّ للإنسان

الإنسان مخلوق إجتماعيّ، يميل بطبعه للعيش مع الآخرين ومخالطتهم والتفاعل معهم، والعمل على إبراز واستغلال قدراته وطاقاته، وتُسمّى هذه العمليّة، عمليّة التفاعل الاجتماعيّّ...

وبطبيعة الحال، فإنّ هذا التّفاعل يعني الفعل وردّة الفعل... والإنسان هو نتاج المجموعات المختلفة التي ينتمي إليها ويُمثّلها... وهذه المجموعات هي أسرتُه وجيرانه ورفاقه، وسائر المجموعات التي تتواجد في محيط مجتمعه الكبير... ويؤدّي كلُّ إنسان ما عليه من واجبات على أساس خبراته المكتسبة والتي تجعله يتصرّف بشكل مقبول في إطاره الإجتماعيّ، وقد يكون مُتَّسِعاً كما في المدن الكبرى...

فالله سبحانه وتعالى خلق لنا طريقين، الخير والشر، وعلى الإنسان أن يسلك الطريق الصحيح الذي يحفظ له سمعته وكرامته ويبرزه في مجتمعه، أي طريق الخير.

وبعد، فلا جَهْلٌّ بعد جَهْل الإنسان، ولا معرفة بعد معرفته.