ملحق ثقافي عن أهل البيت (ع) - للحسين شهيداً وملهِماً (ع)

15/11/2018
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم الشيخ محمد أحمد حيدر

 

ألمُلهِمون شذى الورود طريقُهمْ

وعبيرُهم من خدِّ زهرٍ أُجْزِلا

 

مِن وجنة الصبح المنمّقِ غازلاً

مجدَ البطولة عاتيًا ومزلزلا

 

ألموجَعون قِرى الدروبِ، قصائدٌ

ألوانُها نُسْغُ النجيعِ تَرَفَّلا

 

ألقابضون على الوجيبِ كأنّما

بعروقهمْ وجهُ الحسين تَزَمَّلا

 

يا رعشةَ القلبِ المُسَهَّد شادياً

آيَ الشهادةِ في عراقٍ رَتَّلا

 

دمُكَ الفراتُ وثغرُ زهريْ ذابلٌ

رَوِّ أبا النهرينِ ثغرًا ذابلاً

 

يُروى إذا عطش الأنامُ بجمعهمْ

في العلقميِّ رِواؤهمْ قد أُسْبِلا

 

يا همسةَ العرفاءِ في جوفِ الجوى

شفتاك تتلو «هل أتى»مُذْ أُنْزِلا

 

صَخَبُ الجموعِ الجاحدينَ غوايةٌ

لحنُ شفاهك،يا إلهي، أَذْهلا

 

مشكاةُ آلٍ يزدهي تسبيحُها

يجتاحُنا عَرْفًا، هدًى مُتَبَتِّلا

 

يا دمعةَ الغرباءِ في ليلِ القُرى

نَعِسَ الكَرَى والنومُ شاخَ وحوقَلا

 

تُجْري دموعَك لا لخوفٍ إنّما

حُبًّا لِهَدْيِ عصابةٍ مُتَجَمِّلاً

 

كفّاك نَخْلٌ والفصولُ عرائسٌ

في عرسها رُطَبُ النخيلِ تَرَمَّلا

 

عنبُ الدوالي حَبُّها متورِّدٌ

تُرْخي جفونًا ناعساتٍ هُدَّلا

 

خدّاك للزهر البهيِّ جنائنٌ

كمْ شمّها نحلٌ وجدُّك قبَّلا

 

خدّاك دوحُ الرملِ يا ابنَ محمّدٍ

إيهِ فكيف إذا غدوتَ مُرَمَّلا

 

شفتاك مِنْ إرثِ الرسولِ براعةً

قد سال منها آيُ ذِكْرٍ حمدله

 

شفتاك نصُّ حقيقةٍ قد يُتِّمَتْ

واليتمُ ولّادٌ تفجّرَ بسمله

 

عيناك إنْ نطقتْ تألّقَ حرفُها

كادتْ تطوفُ على المعاني مِنْجَلا

 

عيناك في كلِّ الخطوبِ فوارسٌ

والخيلُ تظما ثمّ تُرْوى جدولا

 

قتلوك! بل قتلوا بقتلك مِرْجلاً

وهبَ السماءَ كواكبًا ومشاعِلا

 

قتلوك! بل قتلوا بقتلك سوسناً

منحَ الأنامَ عبيره مسترسِلا

 

السيفُ في كفَّيكَ مِعولُ ثائرٍ

والسيفُ في قبضاتهمْ قدْ أعوَلا

 

أيموتُ إبنُ محمّدٍ متهجّداً

ويعيشُ إبنُ الدهاةِ عمْرًا مثُقلا

 

هزئتْ سيوفٌ من أكُفِ بغاتِها

لو لم تُجِبْهُمْ ما أصابوا مَقْتَلا

 

يا قسوةَ الأيّامِ تقطفُ بُرْعُماً

من آلِ طه والهزيعُ تَجَحْفَلا

 

أوداجُ سبط محمّدٍ نهرٌ جرى

يسقي العطاشى مُذْ غديرٌ أُثْكِلا

 

عتبي على الشطآنِ كيف تحوطهُ

بحرًا من الأحزانِ ماجَ وجَلْجَلا

 

يا سيّدي بُعْداً لهمْ من أمّةٍ

رجعوا إذا قتلوك بَدْواً رُحَّلا

 

لا العيرُ تنفعهمْ ولا أوثانهمْ

لا نارهمْ في ليلهمْ إذْ أَلْيَلا

 

قسما لئنْ عدتُمْ وعادوا كَرّةً

نُفْني جموعًا دونَ جمعِكَ بلْ ولا

 

لَنْ يُطْفِئوا نورَ الإلهِ ببغيِهمْ

أفلاكنا أنوارُها من كربلا

 

لا غمدَ بعد اليوم يأوي سيفنا

نصلُ السيوفِ ليومِ نصرٍ هَلّلا