بنهران ـ الكورة - بلدة العطاء والوحدة الوطنيّة

14/7/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بلدة بنهران الواقعة في جبال الأرز، تسترعي إنتباه كل زائر للأرز، بمسجدها الجميل وبحسينيتها التي يعلوها القرميد الأحمر وبيوتها القديمة وبمدينة الشيخ خليل حسين الرياضيّة وببساتين الزيتون، يفاجأ زائرها بالكرم الحاتمي والضيافة اللبنانيّة والأخلاق الفاضلة التي يتحلى بها أهلها. ولا عجب في هذا فسكان هذه البلدة هم من البقية الباقيّة من شيوخ آل حماده الكرام ـ من ذريّة الشيخ أحمد حماده المعروف بأبي زعزوعه ـ فرع آل الحاج يوسف، الّذين حكموا شمال لبنان وبلاد جبيل والفتوح والهرمل منذ أيام الأمير عسّاف التركمانيّ والي غزير وكسروان في منتصف القرن الخامس عشر ميلاديّ ولغاية أيام الأمير يوسف الشهابيّ الذي كان أميراً على هذه البلاد وقرر رفع أيادي المشايخ الحماديّة عن شمال لبنان وبلاد جبيل والفتوح ومصادرة أملاكهم وتسليمها لخصومهم ظُلماً وعدواناً في عام 1762م، كما قام أيضاً بحملة تهجير نالت القسم الأكبر منهم إلى الهرمل والبقاع.

وبعد مائتي عام من الزمن قام إبن بلدة بنهران البار المرحوم الشيخ خليل محمود حسين مع أبناء عمه الكرام من آل الحاج يوسف في قرى بنهران وبحبوش وبزيزا ومتريت وزغرتا المتاولة قضاء الكورة بتأسيس جمعيّة تحت إسم: «الجمعيّة الخيريّة لإنعاش القرى الخمس» في 26/11/1963م، لتشمل خدماتها القرى الآنفة الذكر، وقريّة ضهور الهوا التابعة لبلدة بطرام ـ الكورة. وبلدة دير بلاَّ في قضاء البترون ولتكون هذه الجمعيّة وغيرها من أعمال صالحة أُقيمت في هذه البلدة بعد ذلك مصدر عطاء ومحبة ودعوة للوحدة الإسلاميّة والوحدة الوطنيّة في الكورة وشمال لبنان. كما سوف يطلّع القارئ على ما تقدم من كلام من خلال التقرير التالي:

ب ـ بداية المسيرة:

طرقت مسامع رئيس تحرير مجلة «إطلالة جبيليّة» القاضي الدكتور الشيخ يوسف مُحمّد عمرو أخبار ومسيرة الشيخ خليل حسين في قرى الكورة الآنفة الذكر في الستينيات من القرن الماضي من خلال تردده على مسجد الشياح القديم وصداقته لفضيلة القارئ الشيخ سلمان الخليل. كما إزداد معرفة بالشيخ خليل وجمعيته المباركة من خلال شغله لمنصب قاضي طرابلس الشرعيّ الجعفريّ منذ شهر أيلول في عام 1991م، ولغاية 21 أيار 1997م.

كما تعرّف القاضي الدكتور عمرو على أعلام هذه البلدة وشبابها من خلال مراجعتهم الشرعيّة للمحكمة الجعفريّة في طرابلس أو من خلال زياراته المتكررة لهذه البلدة في المناسبات الإسلاميّة أو الإجتماعيّة ولغاية تاريخه، والذي إسترعى نظره في بنهران ثلاث شخصيات كريمة كان لمراسلة هذه المجلة السيدة ميراي برق نصرالدين لقاءات مع بعضهم يوم السبت الواقع في الرابع عشر من شهر أيار 2011م، وقبل الحديث مع هذه الشخصيات الكريمة كان لا بُدّ لنا من الوقوف مع كتاب «لبنان في موسوعة» للأستاذ كمال فغالي، الطبعة الأولى، عام2002م، حيث جاء فيه عن بلدة بنهران: [«أصل الإسم ومعناه: الإحتمال الأوّل إسم مركب من جزءين «Bet nuhrana» ويعني: مكان وبيت، والجزء الثاني «nurana» و«nuhrana» ويعني: النور والضياء أو «nahrana» ويعني: المشعل. فيكون المعنى: بيت النور والضياء أو بيت المشعل.

الإحتمال الثاني: «bet nahruna» الجزء الثاني «nahruna» ويعني: النهر الصغير، فيكون المعنى: بيت النهر الصغير.

وأضاف إلى ذلك: الإرتفاع عن سطح البحر: 570م. المساحة: 272 هكتاراً. البعد عن العاصمة: 75كلم. البعد عن المحافظة: 26كلم. البعد عن مركز القضاء:6كلم. السكان المسجلون: 566. عدد الناخبين عام 2000م: 363. عدد المقترعين صيف 2000م: 157»](1).

ج ـ مع البروفيسور ماهر خليل حسين:

بطاقة شخصيّة:

ولادة 20 آب 1957م، والدته الحاجة نزيها عبد الحي الدّباع. درس في المدارس الإنجيليّة في طرابلس، حاز على البكالوريا قسم أوّل عام 1973م، من على مقاعدها وتابع دراسة القسم الثاني في البكالوريا في مدرسة الشويفات الدوليّة. وفي كلية التربيّة والتعليم في طرابلس عام 1975م، إلتحق بجامعة بيروت الأمريكيّة ولغاية نيله إجازة الدكتوراه في الطب عام 1984م، كما تخصص أيضاً في الجراحة العامّة ونال إجازة فيها عام 1988م، من الجامعة الآنفة الذكر. ثُمّ تابع تخصصه في جامعات ومستشفيات لندن في جراحة الشرايين والغدد ولغاية عام 1990م، حيث نال الإجازة بذلك، عاد بعدها إلى بيروت كأستاذ في كلية الطب في الجامعة الأمريكيّة منذ شهر آب 1990 ولغاية تاريخه.

كما أسس جراحة المنظار في لبنان والعالم العربيّ بإجراء العمليات من خلال ثقوب صغيرة تنعكس هذه الجراحة على صحة المريض خيراً. كما أجرى أكثر من مائة دورة عالميّة تعليميّة لتعميم جراحة المنظار في العالم العربيّ وإيران وشمال أفريقيا.. هذا وللمزيد من معرفة شخصيّة البروفيسور ماهر حسين وإنجازاته في عالم الجراحة، وجراحة المنظار، راجع موقعه على الشبكة:

 www.maherHussein.com

مع الآباء والأسلاف:

وقبل الحديث عن إنجازاته أيام رئاسته للجمعيّة حدثنا كثيراً عن سيرة المرحوم والده وأجداده الكرام في هذه المنطقة لا سيما سيرة جده الأعلى الشيخ حسين الذي كان حاكماً وقاضياً لمنطقة البترون في القرن التاسع عشر ميلادي.

وحديث البروفيسور ماهر عن المرحوم والده موثق بالأشرطة السمعيّة والبصريّة وبكتابات الصحف والمجلات التي تكلّمت عن إحتفالات وضع حجر الأساس والمهرجانات الشعبيّة التي كان يقيمها والده برعاية الإمام السيّد موسى الصدر وبحضوره إلى هذه المنطقة وكذلك كان الحال مع الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين{، وأيام الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان كما حدّثنا عن علاقات والده الحميمة بآية الله العظمى السيّد محمد حسين فضل الله{، وبالرئيس الراحل سليمان فرنجيه والرئيس الشهيد رشيد كرامي والعلامة المفتي الشيخ نديم الجسر، وغيرهم من الأعلام في لبنان وعن نيل والده وساماً من الحبر الأعظم في الفاتيكان رقم:32 في عام 1958م، لمنعه الفتنة ووقوع المجازر والمذابح بحقِّ المسيحيين في طرابلس وشمال لبنان ولا زال البرفوسير ماهر وأهالي البلدة يحافظون على هذا الوسام وذكراه المجيدة في تاريخ شمال لبنان.

لذلك قرر رئيس التحرير القاضي الدكتور عمرو تأجيل الحديث عن إنجازات الشيخ خليل وسيرته وتخصيص ملحق خاص بذلك في المستقبل إن شاء الله تعالى، بالتعاون مع البرفوسير ماهر وأعضاء جمعيته الكريمة.

هـ ـ الخطوات الرائدة

بعد إنتقال المرحوم والده إلى جوار الله تعالى، في عام 2002م، تابع رعاية جميع ما قام به والده من صيانة وترميم للمساجد الخمسة في القرى الخمس الآنفة الذكر وغيرها من أعمال وأضاف إليها ما يلي: 1) شراء بناء في بلدته بنهران وتخصيصه لتعليم أبناء القرى على الكمبيوتر مجاناً ودون مقابل. 2) إنشاء مركز طبي حديث في بلدة بحبوش للصحة العامّة والطب النسائي والأطفال وأمراض العظم والجيوب الأنفيّة والأمراض الجلديّة وكذلك عيادة لطب الأسنان مع إعطاء الأدويّة مجاناً وتأمين الأدويّة للأمراض المزمنة بالتعاون مع وزارة الصحة العامّة وقاعة محاضرات وقد وضع أساس هذا المركز الإمام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين{، وساعدت مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانيّة على فرش وتجهيز هذا المركز. 3) إنشاء معهد مهني في بلدة بحبوش بإسم «معهد الشيخ خليل حسين الفني العالي» عن روح المرحوم والده وقد وضع حجر الأساس لهذا المعهد الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان. وقد تطور هذا الأمر بصفوف هذه المهنيّة حتى أصبح بها صفوف للتعليم العالي. وعدد طلابها في مختلف المراحل والإختصاصات للعام الدراسي 2010ـ2011م، هو 170 طالباً وعدد أساتذتها قرابة الثمانين ما بين متفرغ ومتعاقد مع وزارة التربيّة والتعليم العالي. وطلاب هذه المهنية وأساتذتها من المسلمين والمسيحيين دون تفرقة أو تمييز. كما قدّم ثلاثة باصات للجمعيّة الآنفة الذكر وتخصيصها للمهنيّة لنقل الطلاب والأساتذة إليها ذهاباً وإياباً. 4) توسعة وترميم جامع بنهران القديم وبناء حسينيّة جديدة قرب المسجد من أجمل وأكبر الحسينيات في المنطقة عن روح المرحوم والده، وإنشاء حسينيّة في بلدة متريت عن روح المرحوم شقيقه المهندس محمود خليل حسين وتوسعة وترميم جامع دير بلا عن روح المرحوم جده الحاج محمود حسين ـ وتوسعة وترميم جامع بحبوش عن روح المرحوم والده. 5) إنشاء جمعيّة في بلدة بنهران من ضمن إهتمامها الشأن الزراعيّ وبشراء جرار زراعي وآلات زراعيّة وتخصيصها لخدمة المزارعين في البلدة. 6) إيجاد فرص عمل محترمة لأبناء القرى الآنفة الذكر من خلال المؤسسات القديمة أيام المرحوم والده أو المؤسسات الجديدة الآنفة الذكر وفرص العمل هذه شاملة للمسلمين والمسيحيين حسب الكفاءة والمؤهلات العلميّة. 7) قيام الجمعيّة الخيريّة لإنعاش القرى الخمس بمساعدة ستمائة عائلة أقامت في بلدة بنهران وجوارها أثناء العدوان الإسرائيليّ في تموز 2006م. وكانت الجمعيّة الآنفة الذكر أيام المرحوم والده قامت بضيافة العدد الكبير من الضيوف أيام العدوان الصهيونيّ في نيسان 1996م، المعروف «بعناقيد الغضب».

وأمّا عن حاجات البلدة الماسة فيقول البرفوسير الدكتور ماهر فهي تأمين المياه الصالحة للشرب وبناء خزان جديدة للمياه وشبكة مياه جديدة وقد صدر مرسوم جمهوريّ بذلك مع تأمين مبلغ مالي لذلك ولا زلنا ننتظر تحقيق ذلك. وقد قام الأخوة في حزب الله بحفر بئر للمياه وتأمين المياه للشرب وتوزيعها على النّاس مجاناً جزاهم الله تعالى خيراً. ولا زلنا ننتظر تطبيق المرسوم الجمهوريّ الآنف الذكر.

و ـ مع الأستاذ الحاج محمد وجيه صالح

بطاقة شخصيّة: الحاج محمد ابن الحاج وجيه آل صالح وهم من فروع الحاج يوسف، ولادة بنهران 20/10/1956م، كانت دراسته الإبتدائيّة والثانويّة في طرابلس. كما درس سنة أولى علوم سياسيّة في الجامعة اللبنانيّة فرع الشمال. مع دراسة المحاسبة والتدقيق في معهد خاص بطرابلس. وسافر للعمل في المملكة العربيّة السعوديّة في عام 1978م، وبقيَّ هناك قرابة عامين عمل خلالهما ببعض الشركات كمحاسب، ثُمّ عاد إلى طرابلس عام 1980م، وعمل كمحاسب في بعض الشركات السياحيّة وفي عام 1982م، عمل كمحاسب في مؤسسة الشهيد فرع الشمال. كما عمل كمدير لمؤسسة القرآن الكريم فرع الشمال. ومن ثُمّ عمل في جمعيّة الإمداد الخيريّة الإسلاميّة وافتتح مدرسة العلم والخلق في طرابلس التابعة لجمعية الإمداد الآنفة الذكر وعمل كمدير لها منذ عام 1983م تقريباً ولغاية إغلاقها في عام 2000م.

ـ كما اختير عضواً في المجلس  السياسي في حزب الله عام 1996م، ولغاية تاريخه.

ـ وفقه الله تعالى، لتأسيس جمعية الإسراء الخيريّة عام 1993م، علم وخبر 515/أد. في طرابلس برئاسته منذ تأسيسها ولغاية تاريخه ومن أهم ما قامت به الجمعية بناء ثانوية في بلدة حبشيت ـ قضاء عكار وتقديمها لوزارة التربيّة والتعليم العالي دون مقابل.

ـ وفقه الله تعالى لتأسيس جمعية ديوان الثقافة في بنهران برئاسته. ومن أعمال هذه الجمعية بناء قاعة محاضرات إجتماعيّة في بلدته بنهران تحت إسم: «سفينة النجاة»، وإفتتاح مكتبة عامّة ونادٍ للانترنت وملعب الرضوان لجميع أنواع الرياضة.

ـ إنشاء وحفر بئر مياه ارتوازية في بلدة بنهران لإستخراج المياه الصالحة للشرب بالتفاتة كريمة من سماحة أمين عام حزب الله حجة الإسلام السيد حسن نصر الله(حفظه الله تعالى)، وقد افتتح هذا البئر فضيلة الشيخ حسين زعيتر مسؤول المنطقة الخامسة عام 2010م.

ـ قام بالتعاون مع جمعية الإسراء الخيريّة الآنفة الذكر وهيئة دعم المقاومة الإسلاميّة أيام العدوان الإسرائيلي في شهر تموز 2006م، على جنوب لبنان والبقاع والضاحية الجنوبيّة وبالتنسيق مع الجهات الخيريّة والهيئات الرسميّة والحزبيّة والمرجعيات السياسيّة في شمال لبنان بمساعدة ضيوف شمال لبنان وإيجاد السكن لهم وتأمين حاجاتهم الحياتيّة والتطبيب والتمريض وقد إمتدَّ عمله هذا حتى شمل الساحل السوري في مساعدة أولئك الضيوف.

ـ كما قام بعدّة أعمال أخرى في التنميّة الزراعيّة بالتعاون مع مؤسسة «جهاد البناء» في جميع أقضيّة الشمال.

ـ كذلك عمل بالتعاون مع جمعية الإمداد الخيريّة الإسلاميّة وفضيلة الشيخ رضا محمد لبناء ثانويّة الإمام الباقرQ، في قسميها الخارجيّ والداخليّ في بلدة راشكيدا ـ قضاء البترون لتقوم بتلبية حاجات المسلمين الشيعة في شمال لبنان للتعليم الإبتدائي والأساسيّ.

ـ وعمل لإيجاد فرص عمل للشباب والشابات في المؤسسات الآنفة الذكر التي أقامها في شمال لبنان.

كما عمل منذ عام 1982م، ولغاية تاريخه في ترسيخ الوحدة الإسلاميّة والوحدة الوطنيّة في شمال لبنان ومحاربة الفتن الطائفيّة والمذهبيّة بين المواطنين وسعى للتواصل مع كافة الجهات الإسلاميّة والوطنيّة وتغليب منطق العقل والحوار في جميع الإشكالات التي حدثت في شمال لبنان.

وكان دائم الحضور في مخيمات الشمال في البداوي ونهر البارد والتعاون مع الفصائل الفلسطينيّة واللجان الشعبيّة للتخفيف من معاناة أهالي المخيمات.

كما أطلَّ على جميع المنابر الإسلاميّة والوطنيّة في شمال لبنان خلال ثلاثين عاماً داعياً للوحدة الإسلاميّة والوحدة الوطنيّة ولدعم المقاومة الإسلاميّة مُعلناً أن العدو الوحيد لجميع هذه الفئات والحركات السياسيّة والثقافيّة والخيريّة في لبنان هو العدو الإسرائيلي وكان بذلك خير مُمثل وسفير لأطروحة المقاومة الإسلاميّة في لبنان.

ز ـ الحاج حسين علي أسعد

بطاقة شخصيّة: مواليد بنهران في 7/2/1946م، كانت دراسته الإبتدائيّة في مدرسة بنهران الرسميّة ودراسته المتوسطة كانت في الجميزات ـ طرابلس، مدرسة الأمير فخر الدين الرسميّة. بعد نيله للشهادة المتوسطة عمل في بعض الأعمال الحرّة ومن ثُمّ توظف في وزارة البريد والهاتف في شهر آب 1970م، في مركزها الرئيس في بيروت. وفي عام 1973م، إنتقل بعمله في البريد إلى طرابلس. ومن خلال علاقته بإبن عمه الحاج حسن حسين(أبو علي) إنتسب للإتحاد اللبناني للطلبة المسلمين في عام 1976م، وفي العام الآنف الذكر جاء آية الله العظمى السيّد محمد حسين فضل الله{، إلى حسينيّة بنهران بدعوة من الحاج أبي علي حسن حسين بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج وأثناء الإحتفال تعرَّف على سماحته{، وبعدها توَّطدت علاقته الثقافيّة والروحيّة بسماحته{، من خلال زياراته المتكررة للإتحاد اللبنانيّ للطلبة المسلمين في الغبيريّ، وعلى مسجد الإمام عليّ الرضاQ، في محلة بئر العبد للإستماع إلى محاضراته وأجوبته على أسئلة المؤمنين كما كان يلتقي بسماحته{، في جلسات خاصة للحديث عن المسلمين في شمال لبنان.

ومن خلال علاقته بسماحته{، تعرَّف على فضيلة السيّد عيسى الطباطبائيّ في عام 1980م، مسؤول مؤسسة الشهيد في سوريا ولبنان وقد كلّفه(حفظه الله تعالى)، بإنشاء فرع لها في طرابلس والشمال عام 1983م، ومن ثُمّ إنشاء فرع آخر لجمعيّة الإمداد الخيريّة الإسلاميّة في طرابلس عام 1984م، واستمرَّ في العمل بهذين الفرعين مدّة غير قصيرة ثُمّ قدّم إستقالته لسماحة السيّد الطباطبائيّ ليتفرغ للعمل في مكتب العلاّمة المرجع السيّد فضل الله{، للشؤون الإجتماعيّة في طرابلس والشمال.

مع جمعيّة المبرّات الخيريّة ومكتب الشؤون الإجتماعيّة لسماحته{.

يقول الحاج أبو علي: في عام 1983م، تقريباً كلَّفت من قبل سماحة آية الله العظمى السيّد محمد حسين فضل الله{، بإفتتاح مكتب للخدمات الإجتماعيّة في الشمال لمساعدة الفقراء والمحتاجين وطلبة العلوم الدينيّة، إذ كنت على تواصل دائم كل أسبوع مع سماحته{، حيث كنت أنقل إليه هموم المنطقة. كما طلب مني{، تقديم دراسة عن القرى الإسلاميّة الشيعيّة في الشمال. وبناء على تلك الدراسة تمَّ تكليفيّ بمتابعة بناء مساجد وحسينيات تابعة لجمعيّة المبرّات الخيريّة في بعض تلك القرى مع التنسيق الكامل مع مكتب سنابل الهندسي التابع لجمعية المبرّات الخيريّة، فكان أن تمَّ بناء مسجد في بلدة قرحا في قضاء عكار. كما تمَّ بناء حسينيّة في بلدة بحبوش. وكذلك تمّ بناء مركز أهل البيت(عليهم السّلام) في بكمرا التابع لبلدة رأس مسقا الواقعة في مدخل طرابلس الجنوبيّ، وهو مؤلف من مسجد يتسع لستمائة مصلٍ وكذلك قاعة للمناسبات الدينيّة والإجتماعيّة تتسع لستمائة كرسي تقريباً ومنزل لإمام المسجد ومنزل لخادم المسجد وشراء سيارة إسعاف وتخصيصها للمركز الآنف الذكر وشراء عقار في بلدة بحبوش وتخصيصه لدفن موتى المسلمين الشيعة من سكان مدينة طرابلس من أبناء المحافظات اللبنانيّة الأخرى. كما تمَّ بناء مسجد وحسينيّة في بلدة بزيزا قضاء الكورة، كما تمَّ بعدها بناء مسجد وحسينيّة في بلدة زغرتا المتاولة في قضاء الكورة، وبناء مسجد في منطقة سهلات المياه في وادي فيسان ـ قضاء الهرمل عند عشائر آل جعفر.

كما جرى تكليفي من قبل سماحته{، بمتابعة الأمور الإجتماعيّة والتنسيق مع مكتب سنابل الهندسي الآنف الذكر للعمل في بلاد جبيل وفتوح كسروان.

وقد وفق الله تعالى جمعية المبرّات الخيريّة أيضاً لبناء مسجد وحسينيّة في منطقة فنوان ـ المعيصرة ـ فتوح كسروان وإفتتاحه في عام 1996م، وكذلك وضع حجر الأساس في العام الآنف الذكر لبناء مسجد وحسينيّة في بلدة زيتون وكذلك بعدها بمدّة قصيرة في سقي فرحت في بلدة الحصون، وكذلك في مدينة جبيل حيث تمّ وضع حجر الأساس من قبل آية الله العظمى السيّد فضل الله{، لمسجد الإمام عليّ بن أبي طالبQ، بمناسبة ذكرى المولد النبويّ الشريف في 15 ربيع الأوّل عام 1421هـ، الموافق: 16 حزيران عام 2000م، وإفتتاح هذا المسجد من قبل العلاّمة السيّد علي فضل الله في:23 أيلول 2006م. الموافق آخر جمعة من شهر شعبان عام 1427هـ، ومن ثُمّ إفتتاح مدرسة رسول المحبةP، المجانيّة قرب المسجد الآنف الذكر في أيلول عام 2008م، وبناء على طلب أهالي المدينة ولجنة المركز الإسلاميّ فقد تمّ وضع حجر الأساس لمشروع المركز الكبير في المدينة من قبل العلاّمة السيّد علي فضل الله في:14 تموز عام 2009م، الموافق لآخر جمعة من شهر شعبان. 1430هـ. وهذا المركز مؤلف من ثانوية كبيرة تتسع لألف طالب مع قاعة كبيرة تتسع لألف طالب وقاعة كبيرة وحسينيّة كبيرة تتسع لحوالي ألف نسمة يستفاد منها في إقامة الإحتفالات الإجتماعيّة والمناسبات الإسلاميّة وديوانيّة ومستوصف ومكتب إجتماعيّ ونحو ذلك. وقد تحدثت مجلة «إطلالة جبيليّة» في عددها الأوّل الصادر في أوّل أيلول 2010م، بالتفصيل عن هذا المركز، فراجع(2).

وأمّا أهم الأدوار الأخرى التي قام بها الحاج أبو علي بتكليف من سماحته{،1) توطيد علاقات الصداقة والمحبة بين الفعاليات الدينيّة والإجتماعيّة والسياسيّة والعسكريّة والرسميّة في طرابلس والشمال والتي كانت تزور آية الله العظمى السيّد محمد حسين فضل الله{، ونخصَّ بالذكر المفتي الشيخ طه الصابونجي والمفتي الشيخ الشّعار والرئيس السابق للمحاكم الشرعيّة الشيخ ناصر الصالح والمستشار الشيخ فيصل مولويّ والشيخ سعيد شعبان والدكتور مصطفى الرافعيّ والشيخ مصطفى ملص والداعية الدكتور فتحي يكن والرئيس عمر كرامي والرئيس نجيب ميقاتي وغيرهم من الأعلام.2) كما سعى أيضاً لإقامة أربعة إفطارات في شهر رمضان المبارك في طرابلس ثلاثة منها بإسم جمعيّة المبرّات الخيريّة في مركز أهل البيتR، برعاية سماحته(رضوان الله تعالى عليه)، وبحضور نجله العلاّمة السيد علي ورابعها كان برعايته{، وحضوره في إفطار جمعية المبرّات الخيريّة في معرض رشيد كراميّ الدولي في شهر رمضان الموافق لعام 1422هـ، الموافق لعام 2001م، بحضور 1400 شخصيّة من كبار الأعلام في طرابلس والشمال.

3) كما دُعي سماحته{، لإلقاء أربع محاضرات في طرابلس بدعوة من قبل الرابطة الثقافيّة ومن قبل جمعية مكارم الأخلاق والشيخ ناصر الصالح ومن قبل جامعة الجنان. وقد قدّمت له الجامعة الآنفة الذكر في:7/5/1999م، شهادة الدكتوراه الفخريّة.

4) توزيع مساعدات عينيّة وأموال نقديّة للفقراء والأيتام والمرضى والمعوقين وإدخال بعض الأيتام والطلبة الفقراء في مدارس جمعية المبرّات الخيريّة.

وأمّا الحديث عن المحسنين الكرام من أهالي القرى الآنفة الذكر وغيرهم من لبنانيين ومن أهل الخليج الّذين تبرعوا لجمعيّة المبرّات الخيريّة بالعقارات لبناء تلك المساجد والحسينيات الآنفة الذكر وغيرها من تبرعات ومساهمات وكذلك الحديث عن أئمة هذه المراكز ونشاطاتهم. وتعاون الأهالي مسلمين ومسيحيين مع جمعيّة المبرّات الخيريّة وغير ذلك من أعمال ونشاطات منذ عام 1983م، ولغاية تاريخه فقد أفرد لها الحاج حسين حيزاً كبيراً من مذكراته التي ينوي إخراجها وطباعتها قريباً إن شاء الله تعالى.

كما يوجد هناك شخصيات أخرى في هذه البلدة في لبنان والمهجر قد أعطت شمال لبنان بشكل خاص ولبنان بشكل عام عطاءً جميلاً. من أبرزهم الحاج حسن حسين والحاج أحمد حسين ومختار البلدة عدنان سعيد وغيرهم من الاعلام.

هذا وبعد الإطلاع على موجز عن سيرة هؤلاءِ الرجال الثلاثة وعطاءاتهم في شمال لبنان لجميع اللبنانيين. ألاّ يصحُّ القول أن بلدة بنهران هي بلدة العطاء والوحدة الوطنيّة.

 

لبنان في موسوعة، إعداد كمال فغالي. ج6، ص:78 نشر وتوزيع: International Publishers

كما تكلّم رئيس تحرير هذه المجلة بالتفصيل عن أعمال جمعية المبرّات الخيريّة في بلاد جبيل ومنطقة الفتوح في كتابه: «التذكرة أو مذكرات قاضٍ» الجزء الثاني والجزء الثالث. منشورات المؤسسة اللبنانيّة للإعلان ـ الطبعة الأولى، ط.2004م، فراجع.

ميراي برق نصر الدين