كلمة وقصيدة للشاعر الدكتور

25/02/2014
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

عبد الحافظ شمص

إنّ أهم الخصائص الإنسانيّة، الشّعور بالكرامة الشّخصيّة في وطنٍ يُبنى على احترام كرامة وشخصيّة الفرد.. وقد تميّز اللّبناني بالعطاء اللاّمتناهي، حتّى بالنّفس، كفاحاً في سبيل الحريّة والكرامة والإستقلال... وقد اثبت كفاءةً عاليةً في مُختلف الحقول وفي حفظ الحقوق، وفي الدّفاع عنها وتأمين وتسهيل أمور وأسباب العيش للجميع.

الحب والحق..                                           

للحبّ قوّة عُظمى، تَلِجُ على مؤثّرات الفرد وتتعمّق في إحساسه فَتَردّهُ إلى واقعه.. الحبّ يُرهف الشعور ويُنمّي الحسّ ويعطي الإنسان صورةً كاملةً لمعنى حياته، ويُقوي قدرتَه على التَّخيُّل، ويُوسّع مِساحات الخيال أمام عينيه فيرى ما لا يُرى ويسمع ما لا يُسمع ويتكلّم بما لا يُتكلّم به... الحبّ عبارةٌ عن امتزاج الحسّ الرّقيق والشّعور الشّفّاف بالجمال والخيال والتجلّد واللّهفة والغفران.. وأمّا الحقّ فهو الجوهر الذي يُحيل الحبّ إلى حياة...

المعيصرة..

المعيصرة، البلدة الوادعة، أنشودة الأناشيد هي، نغمة الحساسين المغرّدة، بسمة الصُّرود الصّامتة، والسُّهوب السّاجدة أمام محراب هيكل عروسي النّهر المقدّس، حيث عرش الجمال والبهاء، جمال وبهاء عشتروت التي سحرت أنام الزّمان في حضن الزمان.. وعرش أدونيس المعطّر بالسّحر والألوهيّة والعنفوان، ملتقى الإخوة ومجمع الأوفياء، حيث الجيرة والغيرة على الأرض والوطن والإنسان، وحيث الحسّ الوطني الموحّد في أرض الآباء والأجداد والأحفاد.. منهل المروءات وَحَمَلَة الرايات الوطنيّة، مُوحّدة الأهداف والغايات، مؤنسة الجماعات من جميع الطّوائف والمذاهب والعائلات... المعيصرة، أيّتها العزيزة الغالية، كم نحن بحاجة إلى التّعبّد في صومعتك التي منحها الله آيات الوحدة والإيمان حيث النّواقيس على مرمى زمّردة من ارضك المقدسة وجبالك الشامخة والنّهر العظيم المقدّس، تُجاور وتُحاور المآذن الرحمانيّة الربّانيّة وتُعلي اسم الإله الواحد الّذي بارك أرضَك وسماءك.. افرحي اليوم واسعدي برجل الخير والعلم والمعرفة والوطنيّة والدّين والإيمان والقضاء الشّرعي حيث يُكرَّمُ اليوم سماحة العالم العلاّمة والحبر الفهّامة القاضي الشّيخ الدّكتور يوسف عمرو حفظه الله وأبقاه ذخراً وعلماً ساطعاً في سماء لبنان العزيز..افرحي واسعدي ومعك أوفياء اوفيائك ابناء هذه المنطقة الغالية على كلّ قلب...

فهنيئاً لك يا صاحب السّماحة الفاضل وهنيئاً لنا جميعاً ولا ننسى صاحبي المعالي، وزير الصّحة العامّة ووزير التّربيّة الوطنيّة والتّعليم العالي، لأنّهما أصابا وأحسنا بإصدار القرارين المرسومين بتسميّة ثانوية المعيصرة والمستوصف فيها بإسم صاحب السّماحة الشيخ الدكتور يوسف عمرو. كما ننوّه ونُقدّر جهود حضرة رئيس بلدية المعيصرة الأستاذ زهير عمرو، كما إنّنا نشكر حضوركم الكريم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

إلى صاحب السماحة

لله دَرُّكَ يا رفيع الشَّان

لله دَرُّكَ صاحب التِّيجانِ

أَغنيْتَ دُوْرَ العِلْمِ في لُبْناننا

وَحَكَمْتَ باسمِ الواحدِ الدَّيَّانِ...

يا صاحب القلب الكبير لكَ الهنا

في وجهكَ الوضَّاء يزدهرانِ..

نور الإلَه ونور سيّد أمَّتي

خير الأَنام، بقدرة الرّحمنِ...

أنت الكريم ومن بيوت أكارمٍ

من سادة الأَدهار والأَزمانِ

من آل عمروٍ مجدهم ملأَ الدُّنى

مجد الأفاضل ثابت الأركان...

كُرّمت والتَّكريم صَوْنُ كرامة

العلاّمة النَّحرير في الأَوطانِ

كُرّمت والتَّكريم يعظم شَأْنَهُ

بوفاء أَهلِ العلم والعرفانِ

كُرّمت من شعبٍ عظيم يرتقي

قِممَ النَّجاحِ بقوَّة الإيمانِ

أَلحكم أَنصف يوم قرَّ قرارَهُ

فتكرَّمَ العلماء في لبنانِ...

يا صادقاً في قَوْلِهِ ومَقالِهِ

بمكارم الأَخلاق والإحسانِ

دار القضاء، على صراطك قد سَرتْ

وتميَّزتْ بنصاعة البُرهانِ...

دَارُ القضاء، تباركت وتحصَّنَتْ

بفضائلِ الإنجيل والقرآنِ

تقضي وتحكم في الأنام بحكمةٍ

موصوفةٍ يا سيّد الشُّجعانِ

بالحقّ، لا تخشى ملامة لائمٍ

بالعدلِ، والأَحكامُ بالميزانِ

أنت الحكيم بفعل علمٍ نادرٍ

نجم القضاء، وبيضة القبَّانِ

علمُ البيان وبالبلاغة تلتقي

بإمامنا الكرَّار في الميدانِ

كالشَّمس تسطع بين أجفان الضُّحى

تفني جيوش الزُّور والبهتانِ

لك سيرةٌ مشكورةٌ محمودةٌ

من أوفياء الأهلِ والأَقرانِ

لكَ يا سليل المجد ذكرٌ عاطرٌ

بين الأَحبَّة من بني الإنسانِ

بوركتَ يا علم الهداية والتُّقى

بوركتَ، عِلْمُكَ ثورة البُركانِ

لك يا حبيب العلم ألف تحيَّة

من مجمع الأَجوادِ في لبنانِ...