كلمة القاضي الدكتور الشيخ يوسف محمد عمرو

25/02/2014
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا مُحمّد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والصدّيقين والصالحين.

قال أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالبQ: «العِلمُ أصل كل خير». يشير بذلكQ: أنَّ العلم هو الأساس لجميع الفضائل والأخلاق الإنسانيّة. وهو الأساس للمعرفة وهو طريقٌ للعزِّة والكرامة في هذه الحياة. حيث لا تُنالُ الدُّنيا وطلب الحلال إلا من خلال العلم. ولا تنالُ الآخرة ورضى الله تعالى ورضوانه إلا من خلال العلم. والعلمُ هو عبادةٌ يتقرب بها إلى الله تعالى، والأحاديث في ذلك كثيرة. وطريقتنا وطريقة الآباء التي سُلِكتْ في هذه القرية مع هذه المدرسة الرسميّة وفي طلب العلم وإكتسابه وتحصيله هي الطريقة اللبنانيّة(تحت السنديانة) وذلك خلال أكثر من ستة عقود من السنين كانت هي: الصبر ثُمّ الصبر ثُمَّ الصبر حيث كان أستاذنا الحاج حسن يوسف الزين سيّد الصابرين وذلك من عام 1954م. ولغاية عام 1962، ينتظر الباص الوحيد الذي يأتي من مدينة جونية لقرى المعيصرة وزيتون والزعيتري والعذرا ساعات طويلة ليأتي به أو ليذهب معه.. وفي بعض الأحيان كان يضطر للذهاب ماشياً إلى العقيبة حتى يرجع إلى منزله في الغبيري. كما كان يستعمل قنديل الكاز لسهره وبابور الكاز لطعامه. والحطب للتدفئة. وأمّا عن الوسائل السمعيّة والبصريّة للتدريس لدى الأساتذة. فكانت تعتمد على شخصيّة الأستاذ ومحبته لطلابه، ومحبة طلابه له. وشخصيّة الكرام المكرّمين في هذه القاعة. ورفاقهم الكرام. كانت تَزيدُ أهالي المعيصرة والقرى المجاورة محبةً وشكراً ومودةً وصداقة لهم وهذا لَعمري كان أقوى من سلطتي المال والجاه.

وقد وفقني الله تعالى مع الأعضاء الكرام في الهيئتين الإداريّة والعامة لجمعيّة آل عمرو الخيريّة بعد سنوات طويلة من الصبر وأهالي المعيصرة والقرى المجاورة الكرام وبالتعاون مع المؤسسة الخيريّة الإسلاميّة لأبناء جبيل وكسروان ورئيسها العلاّمة الشيخ محمد حسين عمرو. والمنطقة الخامسة في حزب الله. وسماحة العلاّمة الجليل المفتي الجعفري الممتاز الشيخ عبد الأمير قبلان آنذاك والأستاذ ايلي خير الله ابن الفتوح البّار ونواب قضاءي كسروان وجبيل السابقين والحاليين وعلى رأسهم الوزير السابق جورج إفرام مؤسس ورئيس جمعية أصدقاء المدرسة الرسميّة في كسروان الفتوح لأخذ رخصة لثانوية المعيصرة للمراحل الإبتدائية والمتوسطة والثانوية وبمساعدة من الوزير السابق عبد الرحيم مراد والنائب السابق الدكتور نزيه منصور، في 15 نيسان عام 2003م. بموجب مرسوم جمهوري رقم 9990.

وقد أراد بعض السادة الكرام الآنفي الذكر وجمعية آل عمرو الخيريّة والمجلس البلدي ورئيسه الحاج زهير نزيه عمرو في المعيصرة والجمعيات الأهليّة في القرية ومخاتير بعض القرى المجاورة وبعض الفعاليات الإجتماعيّة، تحميلي المسؤوليّة عن هذا الصرح الكريم مع صرح المستوصف الخيريّ في المعيصرة بموجب قرار من الجمعيّة العائليّة للأعمال الخيريّة لعائلة آل عمرو. وقرارين من المجلس البلدي في بلدية المعيصرة صادرين في 25/8/2012م. وقد وافقت على تحمّل هذه المسؤوليّة الكبرى. سائلاً الله تعالى لهم التوفيق لكل خير.

وقد صدر قرار معالي وزير الصحة العامة الأستاذ علي حسن خليل في 12/10/2012م. تحت رقم 1638/1 وقرار معالي وزير التربيّة والتعليم العالي الدكتور حسّان دياب في 22/4/2013م. تحت رقم 454/م/2013م. بناءً على الطلب، وفق الأصول المرعيّة الإجراء. آملاً بعد هذا برحمة الله تعالى وعونه لنا في القيام بهذه المسؤوليّة وأملاً بالمزيد المزيد من التعاون مع المحسنين الكرام الّذين أوردت أسماءهم قبل قليل. شاكراً للمجلس البلدي في المعيصرة ورئيسه إقامتهم لهذا الحفل الكريم تكريماً لهذا العبد الفقير إلى الله تعالى، وللطلاب الناجحين في الإمتحانات الرسميّة من تلامذة هذه الثانوية وللمدراء الكرام وفاءً لهم على عطائهم خلال أكثر من ستة عقود من السنين. والّذين وردت أسماؤهم قبل قليل.

وختاماً أتى هذا الإحتفال المبارك من قبل بلدية المعيصرة وجمعيّة آل عمرو الخيريّة إستعداداً لعيد الغدير العظيم لمولانا أمير المؤمنين عليّ بن ابي طالبQ، إذ أن صاحب هذا العيد يقول: «العِلمُ أَصلُ كلّ خير». ويقول: «قِيمَةُ كُلِّ امْرِئٍ مَا يُحْسِنُه»ُ شاكراً حضوركم جميعاً إلى هذه الثانوية التي هي بحاجة إلى ثقتكم الغاليّة وإلى دعائكم لها بالمزيد من العطاء.

عشتم وعاش لبنان