الإمام زين العابدين(ع) ورسالة الحقوق

15/12/2014
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

في أجواء ذكرى وفاة الإمام زين العابدين عليِّ بن الحسينR، أقامت مكتبة الشيخ بهاء الدين العاملي العامّة في مجمع الإمام الصادق(ع)، الثقافيّ في بيروت ـ طريق المطار ـ ندوة حول كتاب «في رحاب رسالة الحقوق» شرح رسالة الحقوق للإمام زين العابدين(ع)، شارك فيها مؤلف الكتاب الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله، الدكتور ميشال كعدي مؤلف كتاب «الإمام زين العابدين والفكر المسيحي» وممثل الإمام السيّد السيستاني}، في لبنان ورئيس جمعية آل البيت الخيريّة الأستاذ حامد الخفّاف (نظرة تراثيّة على رسالة الحقوق)، وذلك عصر يوم الثلاثاء المصادف في 25/11/2014م. بحضور حشد من علماء الدين والأدباء والمثقفين والسياسيين.

أدار الندوة المحامي الأستاذ ابراهيم عواضة. بداية كانت كلمة للدكتور كعدي الذي تحدّث عن أهمية رسالة الحقوق للإمام زين العابدين(ع)، الذي ارسى مدماكاً في عظمة الإسلام ودعائم حقوق الإنسان، مدرسة الإمام زين العابدين الحقوقيّة هي مدرسة من مدارس الحقوق أو رسالة من مجموعة تمتاز بطريق الحقِّ والهداية، رسالة الحقوق خُصَّ بها الإنسان فاستفادت منها المجتمعات الإنسانيّة وأخذ عنها المتعلم والأمي وهي أربت على الخمسين حقاً انسانياً عاماً وخاصاً من هذه الحقوق. وتابع الأستاذ كعدي: رسالة الحقوق اعتبرها المؤرخون وأهل التقوى ومدارس الحقوق في الدنيا وبخاصة مدرسة الحقوق الإيطاليّة ومدرسة بيروت «أم الشرائع» وثيقة إصلاحيّة للإنسان وهي تصلح لكل زمان وهي كذلك وثيقة تاريخيّة وإنسانيّة، إضافة إلى أنّها تحمل فكر الإمام السّجاد للأجيال المتحضرة التي يطلب إليها تحقيق العدالة والقوانين المُنصفة والمساواة. وفي مضمون هذه الرسالة تعايش روحي يجمع الأديان المؤمنة بإله واحد وبخاصة المسيحيّة لأنّها تنأى عن الفئويّة والأنانيّة والماديّة.

ثُمّ تحدّث الأستاذ الخفّاف وقدّم بحثاً قيماً تحت عنوان: نظرة تراثيّة على رسالة الحقوق استهله بالقول: رسالة الحقوق هي رواية نسبتها المصادر الحديثية إلى الإمام زين العابدين(ع)، رواها عنه أبو حمزة الثمالي “أحد أهم أصحابه” المتوفى سنة 150هـ. أما مهمة المؤلف فهي أن يجعل هذا النّص التراثي القديم يتكلّم بلغة العصر الحديث، من خلال شرحه وتوضيحه والإستنباط منه وعرضه بصورة مفهومة وسهلة.

وختم الأستاذ الخفّاف كلامه قائلاً: إنّ تحقيق التراث المخطوط ونشره أمر مهم وضروري إذ أنّه الخزان الكبير للمعرفة الأصيلة. ولكن ذلك ليس كافياً وحده، المطلوب أن نسيّل هذا التراث المحقق ليغدو مادة يستفيد منها النّاس على مختلف طبقاتهم ومستوياتهم، وهذه هي مهمة المؤلف الذي أفاد وأجاد في تصنيفه.

وفي الختام تحدّث مؤلف الكتاب الشيخ قاسم الذي قدّم الشكر لإدارة مكتبة الشيخ بهاء الدين العامليّ على هذا الجُهد القيِّم الذي جمع نخبة من المفكرين والمثقفين الّذين يتصدون للشأن العام. إلى أن قال: يطلُّ علينا الإمام زين العابدين(ع)، بحقوق تراعي تكوين الإنسان في توازن راق بين الجسد والروح. فتجد في كل حق حالة روحيّة مُندمجة مع التنظيم المادي لحياة الإنسان. بينما حقوق الإنسان في وثيقة الأمم المتحدة خالية تماماً من أية مسحة روحيّة. إلى أن قال: إنَّ حقوق الإنسان على مستوى العالم اليوم أغرق في الماديّة إلى درجة سلطت الضوء على تفلت جسد الإنسان بلا ضوابط ليغرق الإنسان في لذته وجسده. ثُمّ بعد ذلك يضيع ما يخطط له في السياسة والإجتماع. ثُمّ تحدّث عن الحقوق الخمسين التي تكلّمت عنها رسالة الحقوق وتقسيمه لها ضمن ابواب قام بشرحها والتعليق عليها بأسلوب علمي أكاديميّ حديث في تسعمائة صفحة تقريباً.