المجتمع المدنيّ والسلم الأهلي في عام 2015م.
إعداد: الأستاذ محمد عبد الوهاب عمرو
بدعوة من «ملتقى الأديان والثقافات للتنميّة والحوار» عقد في قصر الأونيسكو في بيروت عصر يوم الجمعة في 20 شباط مؤتمرٌ برئاسة العلاّمة السيّد علي فضل الله بالتعاون مع مؤسسات من المجتمع المدني وشخصيات دينيّة، عقد هذا المؤتمر لاعلان عام 2015 عاماً للسلم الأهلي وإعلان الثالث عشر من نيسان من كل عام يوماً وطنياً للسلم الأهلي في لبنان. حضر اللقاء حشد من الشخصيات الدينيّة والروحيّة والإجتماعيّة والسياسيّة وممثلون عن الأحزاب والقوى السياسيّة في لبنان.
وقد جاء في صحيفة «البلد» الصادرة في يوم السبت في 21 شباط 2015م. الصفحة الثامنة بقلم: الصحافيّة زينب زعيتر ما يلي:
هيئة وطنية
وكان ملتقى «الأديان والثقافات للتنمية والحوار» والذي يرأسه العلاّمة السيّد علي فضل الله قد أنجز وبالتعاون مع مؤسسات وشخصيات من المجتمع المدني مبادرة لدعم الحوار والسلم الأهلي، فيما دعا السيّد فضل الله بالأمس خلال لقاء موسع الى تشكيل الهيئة والتي سوف تضمُّ كل المؤسسات والجمعيات والشخصيات الحريصة على تقديم إسهامات في هذه القضية إيماناً منها بالسلم الأهلي. وكانت دعوة مفتوحة الى كل الحريصين على تعزيز مناخات التحاور وتغليب الصوت الديني المعتدل وإعطاء الدعم الكامل للمجتمع الأهلي لتحفيزه ودعمه كي لا يكون دوره بلا فعالية نظراً الى تجارب المجتمع المدني الكثيرة التي لم تستطع ان تشكل قوة ضاغطة في كثير من الاستحقاقات.
وتسجل للمشاركين في إعداد المبادرة وإطلاق الوثيقة نقاط إيجابية كونها لا تزال مُصرّة على التأكيد على دور المجتمع المدني عبر إعطائه الثقة وعدم إحباطه لكي يؤدي دوراً فاعلاً في هذا المجال، وإفساح المجال للشخصيات الدينية لتشارك الى جانب تلك المؤسسات في عملية النهوض بالسلم الاهلي.
المجتمع المدني
واذ لا يخفى على أحد أنّ الامكانات للوصول الى هذه الأهداف قد تكون متواضعة، شدد السيّد فضل الله في كلمته على رؤيته لـ «دور فاعل للمجتمع الاهلي والمدنيّ في مجال حماية السلم الأهلي، لافتاً الى أنّه إذا لعب هذا المجتمع دوره فإنه سوف يترك آثاراً إيجابية كبيرة على الواقع». وأضاف «ربما لا تخدمنا الظروف الموضوعية ولكن من واجبنا ان نتحرك ونقوم بدورنا. نحن متفائلون ولا نرى المستقبل الا بالحوار والسلم الأهلي ونريد لهذا اللقاء أن يكون منطلقاً لعمل تشاركي دؤوب لحماية السلم الأهلي من كل العواصف التي تسعى الى هز كل الكيانات لتكون على أساس طائفيّ ومذهبيّ».
المواثيق الدوليّة
وشكلت عناوين النداء الذي تمت تلاوته محوراً للإنطلاق الى المداخلات التي ستشكل في المرحلة الثانية عناوين لبرنامج العمل وبموجبه ستبدأ الآليات التنفيذية لبلورة هذا النداء. وفي النداء، تمَّ التركيز على رغبة المبادرين الى إطلاقه وقد هالهم ما وصلت إليه الأمور من فظائع وإرتكابات بحق الإنسانية ومن تدنيس وتشويه للقيم الإنسانية، الذين اعتبروا أنّ الدعوة تأتي لكسر حاجز الصمت والى رفع الصوت عالياً، أضحت واجباً دينياً وانسانياً. وفي الوثيقة أيضاً «يدرك المبادرون أن ما بعثت به الديانات السماوية يلتقي مع إتجاهات ومبادئ العهود والمواثيق الدوليّة، وهم ينظرون بعين التقدير والإحترام الى جميع البيانات والنداءات الصادرة تباعاً عن اعلى المرجعيات الروحيّة المسيحيّة والإسلاميّة».
دولة المواطنة
أمّا النقاط التي سيتم العمل على أساسها فهي: القيام بدور ديني فاعل أخلاقياً وإجتماعيا ًلتعزيز الحوار ورفض التطرف ورفض إستغلال الأديان في النزاعات السياسيّة، الحرص على وحدة الأمة وتحصينها في مواجهة الإرهاب، تعزيز دور المرجعيات الدينية ومؤسسات المجتمع المدني من أجل إعداد خطة طوارئ لإطفاء الفتن الدينيّة والأهلية، والتأكيد على دولة المواطنة والحريات في لبنان والمنطقة. ويسعى المعنيون الى التأكيد بأن الحفاظ على الخصوصيات الدينيّة العقائديّة والشرعيّة بين اللبنانيين، لا يتنافى واحترام حرية المعتقد الدينيّ لجميع المواطنين، ولا يتعارض مع حق المواطنة والمساواة بين اللبنانيين كافة، والتأكيد بأن إنهاء حال الإحتقان المذهبيّ والطائفيّ في الأمة هو مسؤوليّة جميع المواطنين من دون إستثناء. إضافة الى دعوة جمعيات المجتمع المدنيّ وهيئاته ومنظماته ومؤسسات الحوار الى إعداد خطة طوارئ ذات توجهين دينيّ ومدنيّ تعمل على إطفاء الفتن الدينيّة والأهلية كما تسعى الى توحيد الموقف ممّا يُسمى بتحليل العنف بإسم الدين والحاجة الماسة الى ضرورة معالجة هذه الظاهرة ببرامج متخصصة من خلال دراسة أسبابها والإشارة الواضحة الى تداعياتها الخطيرة على المجتمع.
عام للسلم
وتخلل اللقاء عدد من المداخلات إقترحت ما يفترض من خلالها تعزيز النداء وبرامج العمل خدمة للأهداف، فمنها ما ركزّ على أن قيامة السلم الأهلي لا تكون إلا بقيامة الدولة المدنيّة، وتفعيل الحوار الإسلاميّ ـ المسيحيّ او السنيّ ـ الشيعيّ، إضافة الى الإعتراف بالتعدديّة، وبناء الشراكة مع الجامعات والثانويات لإشراك الطلاب في الخدمة المدنيّة، وتعزيز مفهوم المساءلة. كما تضمن اللقاء إقتراحات وأنشطة وفعاليات ليكون العام 2015 عاماً للسلم الأهلي في لبنان، وإقتراحاً بأن يكون الثالث عشر من نيسان اليوم الوطنيّ للسلم الأهلي في لبنان.