عيد الأم في جبيل فضل الله: للتنافس على البرامج بعيداً عن العصبيات السياسية والطائفية

25/6/2018
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

إعداد الأستاذ محمد عبد الوهاب عمرو

برعاية العلامة السيد علي فضل الله وحضوره، أقامت مدرسة رسول المحبة الثانوية احتفالاً تكريمياً بمناسبة عيد الأم في ملعب المدرسة يوم الأربعاء الواقع فيه 21 آذار 2018م. حضره الدكتور القاضي الشيخ يوسف محمد عمرو، والشيخ علي ترمس، والشيخ محمد جواد محسن، ومدير المدرسة محمد سليم، وأعضاء الهيئة التعليمية والإدارية والطلاب وأمهاتهم.

بعد آيات من القرآن الكريم والنشيد الوطني، كانت كلمة ترحيبية، تلاها قصيدة، ثمّ قدّم أطفال المدرسة باقة من الأناشيد من وحي المناسبة.

ثم ألقى العلامة فضل الله كلمة استهلّها بتوجيه التهنئة والمعايدة إلى الأمهات في يوم عيدهنّ، مُقدّراً ما يقدمنه من تضحيات في سبيل سعادة الآخرين.

وقال سماحته:«من الواجب علينا تكريم الأم، فنحن عندما نكرمها نكرم كل هذا الحُبَّ الدافق الذي دعا إليه الأنبياء والرسل، وعملت من أجله كل الديانات السماوية .. إذا أراد الإنسان أن يعرف معنى الحب الحقيقي، فلينظر إلى ما تقدَّمه الأم من عطاءات وتضحيات من دون أن تنتظر مقابلاً لذلك ».

وتوجَّه إلى الأُمهات بالشكر والتقدير لما يبذلنه في تربية جيل المستقبل؛ هذا الجيل الذي لا يمكن أن نبنيه ونرتقي به ونجعله، كما نريد، في مقدمة الأمم، إلا من خلال الأم التي تحسن القيام بدورها وأدائها.

وأضاف: «ندعو دائماً ونعمل من أجل أن تُقدَّر الأم وتُعطى كامل حقوقها، وأن لا تتعرض للتهميش أو سوء المعاملة، لأنَّ الأُم عندما تعيش هذه الوقائع، لا يمكن لها أن تُنجِبَ جيلاً قوياً يملك شخصيّته. إنّ الشَّخص الذي يسيء إلى الأُم، لا يسيء إليها وحدها فحسب، بل إلى مستقبل وطننا وواقعنا، وإلى كل الآمال والطموحات التي نحلم بها».

وتابع سماحته: «لا يمكن أن نبني مستقبلاً لهذا الوطن إذا لم تشعر الأُم بكرامتها وعزتها وحضورها، ونحن في مدرسة تعنونت بعنوان الحبْ، وهي تنطلق على هذا الأساس وتربي الأجيال على هذا الحب».

وأكَّد سماحته أننا نُرَبي على الحبّ للجميع، وليس في إطار مُحدد أو مُعين، ونشدد دائماً على مد الجسور والتواصل مع الجميع، وهو ما نعتبره من الركائز الأساسية لهذه المدرسة وهذا الخط.

وقال: «تعبنا في هذا الوطن والعالم من الحقد والعداوات والتوترات التي تحمل عناوين مختلفة، سواء مذهبية أو طائفية أو دينية أو سياسية، فمشكلتنا في هذا الوطن أننا نتصارع على كل شيء، ولا سيما ما نعيشه على المستوى الانتخابي».

وتابع: «لا نستطيع أن نبني وطناً ونحن بهذه العقلية التي تتحكّم بنا وبالمسار السياسي في هذا الوطن. قلنا سابقاً، ونجدد القول، أن لا مشكلة في التنافس الانتخابي، فليطرح كلّ فريق أو جهة ما لديه من برامج، وليترك للناس أن تختار على أساس هذه البرامج، بعيداً عن العصبيات والتوترات الانقسامات».

وختم سماحته قائلاً:«كم كنّا نتمنّى أن يملك من يعمل في السّياسة قلباً نقياً خالياً من الأحقاد، مثل قلب الأم، حتى نستطيع أن نبني وطناً يستحقّه أبناؤه ويعيشون فيه بكرامة وعزة ».

ثمَّ قام سماحته بجولة في الصّفوف، والتقى أعضاء الهيئة التعليمية والإدارية، وجرى حوار متنوع مع الطلاب.

.