القماطية إحياء ذكرى ولادة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع)

06/09/2016
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

إعداد هيئة التحرير

بمناسبة ذكرى ولادة الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (ع)، أُقيم في بلدة القماطية قضاء عالية. عصر يوم الأربعاء في 20 نيسان (ابريل) 2016م. الموافق 12 رجب 1437هـ. إحتفال شعري كبير في حسينيّة البلدة شارك فيه علماء ورجال دين مسلمون ومسيحيون وموحدون دروز وحضور شعبي وفاعليات ثقافيّة وتربويّة واجتماعيّة وسياسيّة وبلديّة واختياريّة. يتقدمهم الوزير السابق جوزف الهاشم، الوزير السابق الدكتور فوزي صلوخ، رئيس المحاكم الدرزيّة السابق الشيخ مرسل نصر، قاضي جبيل الشرعيّ الجعفريّ الدكتور الشيخ يوسف محمد عَمرو، سماحة الدكتور السيد محمد هادي الخرسان وغيرهم من الشخصيات. عريف الإحتفال كان الحاج حسن النجار.

وسوف نقتصر على إيراد كلمة راعي الإحتفال وقصيدتين في المناسبة حيث ألقى راعي الإحتفال إمام البلدة الشيخ الدكتور مهدي الغروي كلمة ترحيبيّة شكر فيها الحضور على مشاركتهم في هذا الإحتفال وممّا جاء في كلمته:[« الإمام عليّ بن أبي طالب شخصيّة أدهشت العقول وحارت فيها الألباب وتوقف الفكر وتكسَّرت الأقلام عند حروفها، فالوجود بأبعاده طيّ يمينه فهو بطرق السماء أعلم منه بطرق الأرض وقد أصرّ على القوم بقوله سلوني قبل أن تفقدوني... ولكن لا حياة لمن تنادي. وهو القائل: إنّ ها هنا لعلماً لو وجدت له حملة... وكيف لا يكون كذلك وهو باب مدينة علم رسول الله وقد عجن الحياة وخبزها بفنِّه الرائع فكانت طوع ارادته.

لم يُخطئ الحسابات والتقادير ولم يتحدث إلا عن الحقائق المكشوفة المسخَّرة بين يديه، فلو انكشف الغطاء ما ازداد يقيناً كما قال لأنّه لا غطاء يحجبه. بنور الله تعالى اهتدى إلى كل الحقائق.. روح نقيّة وصفاء أي منه صفاء... وإذا تحدّث الإمام عليّ (ع)، فإنّه يحكي الواقع والحقيقة ويستوقف المفكر والعالم الإجتماعيّ أمام الحقيقة التي لفت إليها بأن التاريخ هو مختبر العلوم والأمم والحضارات وأنه لا يقارب الواقع إلا بقراءة وتجارب مختبرية...

الإمام عليّ (ع)، لم يفهم الزمان إلا قيمة وجوهرة ثمينة لا يُفرّط بها، وها هو يوصي ولده الإمام الحسن (ع)، قائلاً:[«أَيْ بُنَيَّ، إِنِّي وَإِنْ لَمْ أَكُنْ عُمِّرْتُ عُمُرَ مَنْ كَانَ قَبْلِي، فَقَدْ نَظَرْتُ فِي أَعْمَالِهِمْ، وَفَكَّرْتُ فِي أَخْبَارِهِمْ، وَسِرْتُ فِي آثَارِهِمْ، حَتَّى عُدْتُ كَأَحَدِهِمْ، بَلْ كَأَنِّي بِمَا انْتَهَى إِلَيَّ مِنْ أُمُورِهِم قد عُمِّرت مع أوّلهم إلى آخرهم...»].

إنّه لم يتجاوز الخمس والستين من العمر بحسب السنين والأيام ولكن بتجربته وقراءته للتاريخ الذي وضعه بين يديه كأنّه عاش كل ذلك الزمان وشاطر أهله حياتهم فادرك تفكيرهم ووعيهم وحركتهم وأعمالهم وحضارتهم وخلافاتهم ونزاعاتهم واتفاقاتهم، وها هو يوصي ولده والبشريّة بهذه التجربة...

إن كلّ الذين يريدون أن يفهموا الحياة والتاريخ عليهم أن يستلهموا من حياته وسيرته ويحولوه إلى مختبر لحياتهم ووجودهم وأعمالهم فلا يقتنعون بالعيش في زمان دون زمان بل يستحضرون التاريخ بكل أبعاده وعلومه الإجتماعيّة والحضاريّة وكأنهم يعيشون تلك المحطات، يفرحون ويتألمون وينتجون ويبدعون ويقفون ويواجهون كأنّهم بالفعل قد عَمَّروا من أول ذلك الزمان إلى آخره وهذا يتطلب أن يكون الإنسان في حركة دائمة ومقارنة مستمرة يقلِّب الوجود ليدرك كنه الحقيقة.

هكذا يعلّمنا الإمام عليّ (ع)، كيف ندرك الأشياء من خلال معرفة حقائقها والتاريخ من خلال أنّه التجربة المختبرية المستمر، لتعقُل المسائل والواقع عقل وعاية ورعاية لا عقل سُماع ورواية. فإن رواة التاريخ وقصصه كثير ولكن رُعاته الذين عقلوه عقل اختبار وتجربة قليل.

 

من مدرسة عليٍّ أمير المؤمنين (ع)، ننطلق ومن تعاليمه نطلُّ على فهم الواقع الذي نعيش فيه لكي لا نأسف على ما فاتنا ولا نفرح بما آتانا، فإنّ التاريخ حركة وتجارب وعبر لا مكان فيه للقاعدين المتقاعسين المنهزمين بل هو وقف على المتحركين معه المجدّدين فصوله وأحداثه بما يتناسب مع الإنسان المستخلف في الأرض....»].