ندوة فكريّة عن الإصلاح والوحدة في ثورة عاشوراء

09/04/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

ب ـ أقامت جمعيّة الإمام الصادق(ع) لإحياء التراث العلمائي، ندوة فكريّة ـ سياسيّة، تحت عنوان: الإصلاح والوحدة في ثورة عاشوراء من فكر وفقه العالمين الكبيرين الإمام السيّد موسى الصدر، والعلاّمة الشيخ عبد الله العلايليّ

في قاعة الإحتفالات في مقر المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى في الغبيري في:18/1/2011م.

تحدّث فيها، عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ حسن بغدادي، وإمام مسجد القدس في مدينة صيدا الشيخ ماهر حمود، والمفتي الجعفريّ الممتاز الشيخ أحمد قبلان، بحضور النائب السابق حسن يعقوب، المستشار الثقافيّ في سفارة الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة في لبنان محمد حسين ريس زادة ممثلاً السفير الإيراني غضنفر ركن آبادي، الشيخ عبد الناصر جبري، رئيس إتحاد بلديات الضاحيّة الجنوبيّة ورئيس بلديّة الغبيري الحاج محمد سعيد الخنساء، السيد صدر الدين موسى الصدر، بالإضافة إلى حشد من رجال الدين من السُنّة والشيعة والدروز، وفعاليات ثقافيّة وإجتماعيّة وتربويّة، ووفود شعبيّة وجمهور من المهتمين.

 

بداية آيات من القرآن الكريم تلاها الشيخ علي الفقيه، ثُمّ قدّم الخطباء الشيخ عارف تركي، تحدّث عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ حسن بغدادي ومما جاء في كلمته: كلّ الذين كتبوا وألفوا وخطبوا في موضوع عاشوراء لم ينطلقوا من كونها حادثة أليمة وقعت بين أفراد من المسلمين، بل إنطلقوا من موقع الخلافة التي جسدها الحسين بن عليّ(ع) كإمتداد طبيعي وشرعي لخلافة رسول اللهP، مقابل يزيد الذي مثَّلَ رأس النفاق في مواجهة الإسلام بشتى الأساليب، وعندما نعود إلى ما كتبه الإمام الصدر والعلاّمة اللغوي عبد الله العلايلي في الحسين وعاشوراء سنجد الموقف موحداً في فهم عاشوراء المدرسة والفكر والعطاء.

ثُمَّ تكلَّم إمام مسجد القدس في مدينة صيدا، فضيلة الشيخ ماهر حمود، ومما جاء في كلمته أنَّ الإمام موسى الصدر، والعلاّمة الشيخ عبد الله العلايلي، يبقيان رمزين من رموز الإسلام، وأنّ ثورة عاشوراء ليست لفئة من المسلمين دون الآخرين، فالحقُّ يقال أنّ النَص الإسلاميّ الذي يصف ثورة الحسين وينقل كلماته الطاهرة والمضيئة، تعود مصادره التاريخيّة، إلى علماء من السُنّة كتبوا وسلطوا الضوء على تلك المرحلة.

وما كتبه العلاّمة العلايلي عن ثورة الإمام الحسين، كان مميزاً إلى أبعد حدود، من خلال كتابه: تاريخ الحسين، نقد وتحليل. والشيخ العلايلي بقي مرجعية علميّة ولغويّة.

أمّا الإمام موسى الصدر، فإنّه يتميّز بأنّه نفَّذ ما قاله وأطلقه بشكل عملي وتطبيقي، فانطلق في الستينيات من القرن الماضي من مدينة صور بعيد عودته من إيران طارحاً مفهوم الوحدة والتقارب بين المسلمين. وعليه نقول أنَّ أهل الإيمان، الّذين آمنوا بخطه ونهجه، يحملون السلاح في جنوب لبنان ويحررون ويحمون هذا الوطن ويغيرون وجه لبنان في العام 2000، والإنتصارات التي تحققت للمقاومة الإسلاميّة في لبنان، إنّما إنطلقت من فكر ونهج الإمام الصدر، ومن رحم حركة المحرومين أمل، ومن مدرسة المجلس الإسلاميّ الشيعي الأعلى، ومن خط نُصرة الجنوب الذي ضمّ رجالاً مسيحيين كباراً، أمثال البطريرك خريش، وغيرها من المؤسسات الكثيرة في لبنان وخارجه، التي شارك بها الإمام موسى الصدر بذرت جذور المقاومة في هذا الوطن، وأطلقت شعارات مشهورة ومنها: إسرائيل شر مطلق، التعامل مع إسرائيل حرام.. فيما تخلى عنها آخرون.

ثُمّ تكلّم المفتي الجعفريّ الممتاز فضيلة الشيخ أحمد قبلان، ومما جاء في كلمته: في نظرة سريعة لواقعنا العربيّ والإسلاميّ ماذا نرى؟

نرى التخلف والجهل، نرى الفوضى والتفلت، نرى الجوع، والفقر، والتسلط، نرى الحكام يتقاتلون على الدُنيا، ويتهالكون على الخسائس، والعدو على أبوابهم، فهذه فلسطين، وهذه العراق، وهذه السودان، وهذه تونس، وهذه حتى يصل العدّ إلى كل دولة إسلاميّة عربيّة، ماذا نجد؟ الصورة قاتمة والمستقبل مجهول والرزايا قد حطَّت بكل أثقالها وأعبائها على كاهل الأُمّة.

وعن الوضع اللبنانيّ قال المفتي قبلان: لا يمكننا أن نتحدث عن الوحدة وعن الإصلاح ولا نتطرق إلى واقعنا اللبنانيّ ونأمل أن الفرج قريب إن شاء الله تعالى، ونعيد الأمل إلى اللبنانيين بإعادة بناء دولتهم القوية القادرة على حمايتهم وحفظ حقوقهم وصون سيادتهم والذود عن إستقلالهم، هذه الدولة لا تقوم، ولن تقوم إلا وفق معادلة واحدة ووحيدة الجيش والشعب والمقاومة.