مروان شمص يقول، إنّ اللبناني إنسان منفتح ومميز في هذه المنطقة

09/04/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

الرئيس العلاّمة الشيخ حسن عوّاد في ذكرى المرحوم

أقام آل شمص وأهالي مشّان إحتفالاً جماهيرياً كبيراً في ذكرى مرور أربعين يوماً على وفاة فقيد الشباب المغترب المرحوم مروان فوزي تامر حمزه شمص، في حسينية البلدة مشّان قبل ظهر يوم الأحد في:23/1/2011م، حضره حشد كبير من أهالي القرى الجبيليّة من مسلمين ومسيحيين يتقدمهم سماحة رئيس المحاكم الشرعيّة الجعفريّة العلاّمة الشيخ حسن عوّاد، والمفتي الجعفري لبلاد جبيل وكسروان الشيخ عبد الأمير شمس الدين، وقاضي جبيل الشرعي الجعفريّ الدكتور يوسف محمد عمرو، والنائب الحاج عباس هاشم، والمحامي الأستاذ جان حوّاط، ورئيس بلدية جبيل الأستاذ زياد حوّاط، والأب سمير ضو، وأصحاب الفضيلة الشيخ حسين شمص، والشيخ محمد أحمد حيدر، والشيخ رمزي شمص، بالإضافة إلى رؤساء البلديات ومخاتير القرى، وفعاليات حزبيّة وإجتماعيّة، قدّم الخطباء الشاعر الدكتور عبد الحافظ شمص، بعد قراءة القرآن الكريم، تكلّم سماحة الرئيس العلاّمة الشيخ حسن عوّاد، ومما جاء في كلمته: إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراًسورة النساء، آية:97.

وبعد أن تحدث سماحته عن مسؤوليّة الإنسان عن واقعه وعن أية امكانيّة لتغيير ذلك الواقع إنطلاقاً من الآية الكريمة، تابع قائلاً: أريد أن أنطلق من مفهوم هذه الآية المباركة لأقول إنّ صاحب المناسبة إختار الهجرة مواجهة للظلم الذي عاشه ويعيشه أكثرنا في لبنان، والهجرة واللبناني توأمان ولذلك أسباب كثيرة فاللبنانيّ منذ التاريخ القديم يهاجر، لقد قرأت في قصة الحضارة وفي موسوعات علميّة أخرى أن اللبنانيين كانوا يهاجرون منذ ما يزيد على ثلاثة آلاف وخمسمائة سنة من شواطئ لبنان إلى غرب أفريقيا عابرين المحيط الأطلسي. وَعُرِف اللبناني أو الفينيقي منذ قديم الزمن بالهجرة، كما أن كلمة فينيقي ترادف كلمة مهاجر لأنّهم على حوض البحر الأبيض المتوسط أسسوا لهم مواقع تجارية وكذلك في أغلب المرافئ على شاطئ أوروبا، وأفريقيا، وآسيا، ولذلك عدّة أسباب منها:

أولها: مساحة لبنان الصغير:

ثانيها: قلّة عدد هذا الشعب وقلة الموارد الإقتصاديّة، كما جاء في مفهوم الحديث الشريف: أن الرزق يكون عند مزاحمة الأقدام، أي عند وجود وكثرة المستهلكين.

ثالثهما: إنّ لبنان بمساحته وبقلّة عدد شعبه عاجز عن أن يستنبط أحلاماً بالفتح لبلدان أخرى وإستعمارها، لإستغلال أراضيها ومواردها وإنشاء أسواق جديدة فيها، ومن هنا كان البديل الوحيد للبناني أن يُهاجر، وبالتالي كانت هذه الهجرة جيدة وأضافت إلى اللبناني ثقافة مميزة ونمط حياة مميزاً.لأنّ المهاجرين حينما كانوا يهاجرون يحملون معهم خصائص شعبهم الثقافيّة والحضاريّة والأخلاقيّة كما أنّهم يكتسبون من الشعوب والحضارات التي يذهبون إليها نماذج تساعد على تطوير واقعهم.

فكان اللبناني بحقِّ إنساناً منفتحاً ومُميزاً، في هذه المنطقة من العالم.. وأنهى سماحته حديثه متوجهاً لأبناء جبيل موصياً لهم بما يلي: أولاً: أن تعملوا وتعملوا وتعملوا من أجل جيل مُتعلمُ مُتميز لأنَّ العلم بحدِّ ذاته قيمة لا تَعلو عليها قيمةً أخرى. وما إستطاع الإنسان السيطرة على الأرض وإستغلال خيراتها والتطور إلا بالعلم.

ثانياً: أُوصيكم بعد الإهتمام بالعلم، الإهتمام بالتجارة لأنّها من الأعمال المُستحبة شرعاً وهي تساعد على الإكتفاء الذاتي وعلى النمو على كل صعيد، ولأنّ الوظيفة ليس فيها ما يُساعد إلا على الإكتفاء الذاتي أو ما دون ذلك.

وتشجيعنا على الهجرة هو للعلم وللعمل وللعودة إلى الوطن بعدها حاملين لواء التنميّة والعمران كما نرى ذلك عند أهلنا في جنوب لبنان، أكثر مما نراه في أي مكان آخر.

كما تكلّم رئيس بلديّة جبيل الأستاذ زياد حوّاط، ومما جاء في كلمته:الكلام حول صديقي مروان صعب جداً لأنّه كان يمتاز بالوفاء، ماذا أقول لأُمه الحنون ولزوجته المفجوعة، وللأشقاء والشقيقات، لقد كنت بينهم ـ يا مروان ـ قمراً فأفتقدوك في الليلة الظلماء ولا يسعني إلا التمثل بقول رسول الله(ص):العين تدمع العين، ويحزن القلب ولا نقول إلاَّ ما يُرضي الرّبّ، وإنّا بك يا إبراهيم لمحزنون.

ثُمّ قال إنّ الشيعة في بلاد جبيل لم يكونوا وحدهم المستضعفين والمهضومة حقوقهم بل أن جميع أهالي بلاد جبيل قد هُضمت حقوقهم وهم مستضعفون. ونحن في أيام فخامة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال سليمان يجب أن نضع أيدينا مع بعض لرفع الغُبن والحرمان عن هذه البلاد.

ثُمّ ألقى الشاعر فارس محمد إسكندر قصيدة من وحي المناسبة.

كما  ألقى فضيلة الشيخ حسين شمص كلمة العائلة شاكراً جميع الحاضرين على مشاركتهم وشعورهم نحو فقيد العائلة.