مؤتمر عن الإمام جعفر الصادق(ع)، والوحدة الإسلاميّة

09/04/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بمناسبة أسبوع الوحدة الإسلاميّة أقامت المستشاريّة الثقافية للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة في بيروت، وتجمع العلماء المسلمين في لبنان مؤتمراً تحت عنوان: الإمام الصادق والوحدة الإسلاميّة مساء يوم الخميس في:18/1/2011م، وذلك بحضور حشد من الشخصيات العلمائيّة، والدينيّة، والنقابيّة، والثقافيّة، والتربويّة، والجامعيّة وجمهور من المهتمين. وتحدّث المستشار الثقافيّ للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة في بيروت، السيد محمد حسين رئيس زاده فقال: إنَّ الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، إستلهمت روح التوحيد والوحدة من مدرسة مشرقة في الكفاح من أجل وحدة المسلمين.

وأشار إلى الأكلاف الباهظة، التي بُذلت من أجل الوحدة، ووأد الفتن بين أبناء الأُمّة الواحدة، وقال: إنّ المثل العظيم الذي نستلهمه من ولادة النبيّ الأكرم هو ما نحتاجه اليوم لصون وحدتنا، وتآخينا في الإسلام، لأنّ ما تواجهه الأُمّة الإسلاميّة من فتن وشقاق، يُحتّمُّ علينا جميعاً إستعادة الأسوة الحسنة، التي تعلمناها من مكارم الأخلاق المحمديّة، وأهل بيت النبيّ الأطهار وصحبه المنتجبين.

ثُمّ تحدّث عضو الهيئة الإداريّة في تجمع العلماء المسلمين الشيخ زهير الجعيد، فقال: إنّ الإسلام هو دين يدعو إلى الخير، كما تنادي كلّ الأديان السماويّة، وأن أبرز تلامذة الإمام الصادق، هو الإمام الأكبر أبو حنيفة النعمان، الذي يقلده العدد الأكبر من أهل السُنّة والجماعة، وأغلب المحاكم الشرعيّة في العالمين الإسلاميّ والعربيّ، تحكم بالفتاوى والمبادئ الصادرة عن أبرز العلماء عند السُنّة. وأكدّ أنّه لو كان هناك فرق بين مدرسة الإمام الصادق ومدرسة الإمام أبو حنيفة، لما تربّى الأخير في مدرسة الصادق، وعليه نقول: إنّ كافة مدارس الفقهاء المسلمين، هي مدارس تدعو إلى الوحدة والمحبة.

وأشار إلى أن ما طرأ على الأمّة، هو تقديم للمصالح السياسيّة على أي شيء، وهو ما فرَّق أمتنا شيعاً ومذاهب، تتنافر وتتحارب فيما بينها، وأضاف أن أسبوع الوحدة الإسلاميّة في لبنان، هو مناسبة لنسأل: هل أنّ التحالف مع الولايات المتحدة الأميركيّة في المنطقة، وهي التي تقتل وتشرّد وتجرح أبناء الشعوب الإسلاميّة والعربيّة، امّا مباشرة أو من خلال دعمها لإسرائيل، هل هذا التحالف أصبح طريقاً صحيحاً، فيما من يحمل البندقيّة ليحرر الأرض والإنسان والمقدّسات، أصبح هو العدو، بالنسبة إلى البعض في لبنان، وقال: إنّ المخطط السائد في العالم العربيّ، من قبل الطغاة، هو إعتماد لغة فرّق تسدّ، وأنّ الرّد العملي المباشر على هذا المخطط، هو إنتصار ثورة الياسمين في تونس، وثورة الشباب في مصر.

ثُمّ عقدت الجلسة الأولى تحت عنوان: الإمام الصادق سيرة ونهج وأدارها الشيخ عبد الله حلاق، وتحدّث فيها عضو شورى القرار فيحزب الله الشيخ محمد يزبك، فقال: إنّ حركة الإمام الصادق الرساليّة، جاءت بعد تحكم الجهل والعصبيات، نتيجة ما عصف بالأمّة من رياح عاتية، أبعدت الحقَّ عن نصابه، وأسقطت مواثيق وبنود الصلح وحقن الدماء، وتؤكد حرمة دم المُسلم على المُسلم، وتعيد الحقَّ إلى أهله.

وأضاف: كربلاء، ثورة على الظلم والطغيان، ولكن الأُمّة في حينها حكمها الخوف والجشع، وكانت القلوب مع الحقّ والسيوف عليه، وراجت الأزدواجيّة في المعايير الشخصيّة، وحلَّ جهل لا يورث إلا عمى وانحرافاً.

ورأى أنّ من مبادئ مدرسة الإمام الصادق، التي نؤمن بها، الوحدة الإسلاميّة التي هي الأساس، وما أحوجنا إليها وإلى فكرها ونهجها العلمي، بكل أبعادها لنجسّد بذلك تعاليم الإسلام وروحه العلمية الوحدويّة، للنهوض بالمجتمع البشري، ليحقق سعادته وكماله.

وأكدَّ أننا في لبنان، نحن بحاجة إلى هذه الروح، التي توحد صفوفنا الإسلاميّة والوطنيّة، حرصاً على عيش واحد كريم، برؤية ومنهجيّة واحدة.

ولفت إلى ما تحقق في تونس ومصر، من إسقاط للطواغيت والدمى الأميركيّة، إيذاناً بسقوط مشروع الشيطان الأكبر، وتدحرج كل أحجاره ما صغر منها وما كبر، وقيام دولة الحقِّ التي تشرق بنور المهديّ، الموعود أنّهم يرونه بعيداً ونراه قريباً.