بمناسبة ذكرى المولد النبويِّ الشريف الإحتفال بمولد النبيِّ مُحمّد(ص)، في مدينة جبيل

09/04/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

 أقام المركز الإسلاميّ التابع لجمعيّة المبرّات الخيريّة في مدينة جبيل إحتفالاً جماهيرياً كبيراً في قاعة مدرسة رسول المحبة(ص)، قبل ظهر يوم الأحد الموافق 20/2/2011م، حضر الحفل جمع كبير من الفعاليات الدينيّة والإجتماعيّة يتقدمهم العلاّمة السيّد جعفر فضل الله، والنائب الحاج عبّاس هاشم، والدكتور الشيخ مصطفى ملص، وقاضي جبيل الجعفريّ الدكتور يوسف محمد عمرو وعضو المجلس البلدي لمدينة جبيل المهندس محمد المولى ومدير مكتب جمعيّة العلاّمة المرجع السيّد فضل الله{، في الشمال وجبيل وكسروان الحاج حسين أسعد، والشيخ محمود حيدر أحمد ومدير المدرسة الحاج زهير حيدري ووفد من حزب الله برئاسة الحاج فؤاد عوّاد، ووفد من حركة أمل برئاسة الأستاذ شادي نصر الدين، ووفود من البلديات، ومخاتير القرى وحشد من الفعاليات والجمعيات والهيئات. قدّم الخطباء الأستاذ كميل حيدر أحمد الذي أعطى لمحة موجزة عن المركز الإسلاميّ في جبيل شاكراً للمرجع الدينيّ آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله{، أياديه البيضاء على مدينة جبيل بلد الأحرف الأبجديّة والوحدة الوطنيّة، ثُمّ قرأ آيات من القرآن الكريم الأستاذ إبراهيم خير الدين، ثُمّ تكلّم فضيلة الدكتور المحامي الشيخ مصطفى ملص عضو مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين ومما جاء في كلمته: إنّ العبادة الخالصة لله تعالى تكون من خلال الإقتداء بسيرة النبيّ(ص)، وحيث كانت سيرته وحياته وأخلاقه تماماً كالقرآن الكريم، فعلينا الإقتداء بهديه(ص)، وأوامره في الوحدة والإعتصام بحبل الله وعدم التفرق، وأمّا الّذين يمزقون ويشتتون أمر هذه الأُمّة فهم عبيد الشهوات والإطماع وما حصل هذا إلاّ لأنَّ بعض من يعتمرون العمائم قد باعوا آخرتهم بدنياهم. وختم كلامه بتوجيه نداء إلى جميع المسلمين بإحتضان كلَّ من يشهد أن لا إله إلا الله وأنّ مُحمّداً رسول الله(ص)، وأن نفتح قلوبنا للحوار مع جميع النّاس.ثُمَّ تكلّم السيّد العلاّمة جعفر فضل الله ومما جاء في كلمته: إنّ ذكرى المولد النبويّ الشريف هي ذكرى العزَّة، والكرامة، والهدى، والمطلوب هو أن لا نعيش اللهو العابث وإنّما نُحيي هذه الذكرى لكي نستضيء بها وتترك فينا أثراً في الوجدان والفكر، وقد أمرنا الله تعالى، بآيات كثيرة بالتدبر والتفكر والتعلم منها قوله تعالى:وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا طه، 14.

وقوله تعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ الزمر،9.

ومن خلال الأمر بالعلم والتعلم إنتصر المسلمون في معركة بدر الكبرى وهم قلَّة صغيرة أمام قريش وعندما إنشغل بعضهم بالدنيا في معركة أُحد خسروا وقد ذكر الله تعالى ذلك في القرآن الكريم وذلك لأنّ نبينا مُحمّد(ص) أراد أن يأخذ بأيدي النّاس نحو التعلم والعلم إذ من خلاله يحفظون كرامتهم كما أنّ تقوى الله تعالى، التي أُمرنا بها هي، أساس الفضائل الإنسانيّة. وقد حدثنا القرآن الكريم عن فرعون وأنّه لم يُردْ لقومه التعلم والعلم وإنّما أراد لهم البقاء على الجهل والأُميّة.

وهكذا هو ديدن جميع الطُغاة في تاريخ الإنسانيّة، وأمّا الأنبياء فكانوا يعيشون مع النّاس ويأمرونهم بالتفكر والتدبر والتعلم للأخذ بيدهم نحو الفضيلة والحرية والكرامة. وإذا أردنا أن نعيش مع رسول الله(ص)، فعلينا بالتواضع والعيش مع النّاس وأمرهم بالتعليم والعلم والإبتعاد عن الجهل والخرافات والغلو. وفي أدبياتنا لا بُدَّ للإنسان أن يعيش مع الحقِّ ولو كان مُراً، ومن خلال التمسك بالحقِّ نستطيع أن نتحاور وَنلتقِ. وأمّا التمسك بالباطل فلا يزيد النّاس إلا تمزقاً وشتاتاً وضياعاً ولا مكان في ذلك للحوار أبداً.

وهجرة نبيّنا مُحمّد(ص)، من مّكة إلى المدينة كانت هجرة من موقع لم يستطع به تبليغ رسالته(ص)، إلى موقع آخر إستطاع به أن يبلّغ رسالته وأن يعيش مع النّاس ليأمرهم بالتعلم والعلم وبتقوى الله تعالى، والتي هي أساس الفضائل..

ثُمّ كانت كلمة الختام للقاضي الدكتور الشيخ يوسف محمد عمرو عن لجنة المركز الإسلاميّ في جبيل حيث تكلّم عن مؤسس المركز الإسلاميّ في جبيل سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيّد مُحمّد حسين فضل الله{، وإهتمامه ورعايته لهذا المشروع، وللمؤمنين في بلاد جبيل وكسروان، وأنّ الإسلام هو دين العقل والعلم والحوار، وأنّ هذا المركز الذي أنشأه المرجع الدينيّ العلاّمة السيّد فضل الله{، ليكون مشروعاً ثقافياً حضارياً وواحة خير ورحمة لأبناء المجتمع الجبيلي لهو خير دليل على محبته لنا في مدينة الحرف وفي هذه المنطقة حيث يريد منّاM، أن نكون سفراء للحوار والمحبة والوحدة الوطنيّة في بلاد جبيل.

وفي الختام توجه بالشكر لسماحة العلاّمة السيّد جعفر فضل الله، وللدكتور المحامي مصطفى ملص، ولسعادة النائب الحاج عبّاس هاشم، ولأصحاب السماحة والفضيلة، والفعاليات الدينيّة والإجتماعيّة، والجمع الكريم على حضورهم. وختم الإحتفال بأناشيد من وحي المناسبة للحاج دياب سليم وفرقته.