الذكرى السنوية الأولى لرحيل آية الله العظمى السيّد فضل الله

3/11/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

كانت الذكرى السنويّة الأولى لرحيل المرجع الديني العلاّمة السيّد محمد حسين فضل الله{، في يوم الإثنين الرابع من شهر تموز 2011م، جامعة للبنانيين بمختلف توجهاتهم الدينيّة والحزبيّة والسياسيّة تماماً كما كانت شخصيّة الراحل العظيم في حياته موحدة للبنانيين في قضايا كثيرة. وقد تكلّمت الصحف والمجلات اللبنانيّة والعربيّة والأجنبيّة عن هذه الذكرى وعن شخصيّة الراحل الوطنيّة والعلميّة الإسلاميّة الجامعة للبنانيين. وكتبت صحيفة «الأنوار» اللبنانيّة الصادرة يوم الثلاثاء في 5/7/2011م، تحت عنوان: ذكرى رحيل فضل الله بين المعارضة والأكثريّة حيث جاء في الخبر: الذكرى السنوية الأولى لرحيل العلاّمة السيّد مُحمّد حسين فضل الله{، جمعت الأكثرية والمعارضة تحت سقف تكريم صاحب الذكرى. وقد أُقيم بالمناسبة مهرجان حاشد تقدَّم الحضور فيه الرئيس نبيه برِّي والرئيس حسين الحسينيّ والرئيس فؤاد السنيورة وممثلون للقيادات الروحية والسياسيّة.

وقد أُلقيت في المهرجان كلمات لنجل العلاّمة الراحل السيّد عليّ فضل الله، والبطريرك بشارة الراعي، والمفتي مالك الشعار، ومما جاء في كلمة الشعار: في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي، برز الإمام الفقيه سماحة العلاّمة السيّد محمد حسين فضل الله، في صورة الحديث اليومي، مرجعية رؤية دينيّة وإجتماعيّة وسياسيّة في سائر المعايير... لقد خلَّف الراحل الكبير تُراثاً من الإبداع في كلمة الفقه والفتوى لما يُستجد من الأحداث، فاجتهاده طرح مرتكزات تستوعب حركة وتطور الحياة.. إن مساحة المدى الفكري والروحي في ذكرى الإمام فضل الله، تحتل في صراعنا مع اسرائيل مكاناً يدلف إلى عمق ما أفضنا من عمق دوره الإرشادي والفكريّ.

ونقلت الصحيفة كلمات الخطباء في المهرجان التي سوف نختصرها بما يلي: كلمة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ألقاها عنه أسامة حمدان جاء فيها: سماحة آية الله العظمى السيّد محمّد حسين فضل الله(رحمه الله). قامة مديدة بين رجالات الأُمة وكبارها، يأسرك بتواضعه وهو الكبير، يحدثك أن التقيته حديث القلب والروح والعقل، أشدُّ ما يكون حضوراً في الحديث، رغم آلام الأُمة وجراحها. كانت الوحدة الإسلاميّة أولويّة اساسيّة لديه، لا يكتفي برفعها شعاراً، بل كانت في حياته سلوكاً دائماً. ثم تحدّث عن إهتمام الراحل الكريم بقضيّة فلسطين ومقاومة الكيان الصهيونيّ.

ثُمّ كلمة المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة للعلاّمة الشيخ محمّد علي التسخيريّ ألقاها الدكتور محمّد حسين تبرئيان، ومما جاء فيها: ونحن إذ نذكر هذا الإمام المجدد، والروح الهائمة فناءً في الله، وحباً لرسوله وأهل بيتهR، فإنما نتطلع إلى اليوم الذي تتحقق فيه آماله الكبار في مجال الصحوة الإسلاميّة وإنتصار ثورة الإسلام على كل العقبات التي وضعت في طريقها. إننا في الذكرى الأولى للرحيل، نقف إجلالاً لهذه الشخصيّة الكبيرة، ونعلن أنّها لن تغيب عنا وعن سماء الفكر والفقاهة والثورة.

ثم كلمة رئيس مجلس الوزراء العراقي، نور المالكي، ألقاها الوزير علي الأديب. ومما جاء فيها: كان سماحة السيّد فضل الله بحقِّ مرجعاً دينياً منفتحاً وقائداً جماهيرياً ومفكراً مبدعاً وسياسياً بارعاً يقرأ الأحداث بواقعيّة وصدق، لينبه على احتمالات متوقعة للأحداث، ليدفع بذلك الضرر عن الأمّة ومواقفها المبدئيّة.. أعطى الصورة  الحقيقيّة الناصعة عن الإسلام كرسالة تحرير للإنسان من سيطرة الآخر، ونفى عنه التخلف والتطرف والمقالات والتعصب.

كلمة الأمين العام لحزب الله ألقاها نائبه الشيخ نعيم قاسم، مما جاء فيها: سيدي... ها هم تلامذتك ومريدوك ينشرون في مواقع الإيمان والعمل والجهاد، فبصمات علمك وجهادك مُنطبعة في أرجاء الساحة بإسم الله وفي سبيل الله تعالى. والحالة الإسلاميّة في لبنان مدينة للعلاّمة الكبير آية الله السيّد محمد حسين فضل الله بنشأتها وقيادتها وفعاليتها... كان سماحته{، داعماً ومؤيداً وداعياً إلى المقاومة واستمراريتها لتحرير الأرض وإسقاط مشروع الإحتلال الإسرائيلي وهو القائل: لن أرتاح حتى تسقط إسرائيل.

وألقى رئيس مجلس النواب نبيه برّي كلمة جاء فيها: نؤكد مع السيد فضل الله أن الحوار الإسلاميّ يجب أن يؤكد على قيمة هذا الحوار وهويته وروحيته وموضوعيته وصولاً إلى المستقبل الذي نريد والخلافات القائمة هي نفسيّة لا فكريّة والمشكلة في التعصب والإستكبار يحاول تحويل الإنتباه عن إسرائيل إلى إيران عبر محاولة إيقاع فتنة بين المسلمين. وتابع: نؤكد ما أكدَّ عليه مرجعنا من أن مسألة التقريب بين المذاهب لا بُدَّ أن ينطلق من ساحة الصراع مع الإستكبار والصهيونيّة. ورأى أنّ الشخصيّة الإنسانيّة لسماحة السيّد فضل الله تستحق عقد مؤتمر لا بل مؤتمرات للإحاطة بشخصيته الفطريّة والفقهيّة والأدبيّة.

وكانت كلمة الختام لنجل المرجع الدينيّ فضل الله العلاّمة السيّد علي فضل الله حيث شكر الحضور الكريم وجميع من شارك في العزاء من شخصيات وهيئات رسميّة وحزبيّة وشعبيّة لبنانيّة وغير لبنانيّة وأكدَّ على متابعة مسيرة الراحل الكريم وحفظ نهجه في الحياة وعلى تحمل الأمانة. متسلحين أولاً بثقتنا بالله والتي لا تعرف حدوداً، وبمحبة النّاس وثقتهم الغالية التي نعتبرها رصيدنا الأساسيّ. وفي كلِّ خطوة نخطوها، سنلتزم ثوابت السيّد لإكمال مسيرته.