الذكرى السنوية الثانيّة لرحيل آية الله العظمى السيّد فضل الله (ق) - (حضور لا يمحوه الغياب)

11/10/2012
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بمناسبة الذّكرى السنويّة الثّانية لرحيل العلاَّمة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله(رض)، أقامت لجنة إحياء المناسبة، احتفالاً حاشداً في قاعة الكوثر ـ طريق المطار عصر يوم الأربعاء في 4 تموز 2012م.

وقد أَمّت الاحتفال وفود سياسيّة وشعبيَّة، تقدَّمها ممثّل الرّؤساء الثّلاثة النّائب علي بزي، والرّئيس حسين الحسيني، وفادي فوَّاز ممثِّلاً الرّئيسين السّنيورة والحريري، الشّيخ نجيب الصَّايغ ممثِّلاً مؤسَّسة العرفان التوحيديّة، ممثّل غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي الخوري سليم مخلوف. ممثّل وزير الداخليّة العقيد حسين صالح. ممثِّل مدير عام الأمن الدّاخلي العقيد حسين خَشْفَة. ممثّل مدير عام الأمن العام العقيد صلاح حلاوي. ممثّل رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي الوزير وليد جنبلاط الأستاذ دريد ياغي. ممثّل وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش العميد محمد جانبيه. ممثل عن مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني وزير العمل سليم جريصاتي. ومن النوّاب الحاليّين: الوليد سكريّة، علي عمَّار، عبّاس هاشم، إميل رحمة، محمد رعد، قاسم هاشم، مروان فارس، حسين الموسوي، أمين وهبي، روبير غانم، عبد اللطيف الزين وحكمت ديب ومن الوزراء والنوّاب السابقين: حسن علويّة، إسماعيل سكريّة، عصام نعمان، أمين شرِّي، محمد البرجاوي، هنري شديد، عبد الرّحيم مراد. كما حضر اللّواء علي الحاج. السفير الإيراني غضنفر ركن آبادي، والسفير العراقي في لبنان عمر البرزنجي، الوزيرة السّابقة ليلى الصّلح حمادة. ممثّل حركة حماس في لبنان علي بركة، أبو وسام عن حركة الجهاد الإسلامي. وفد تجمّع اللّجان والرّوابط الشّعبيّة، برئاسة معن بشُّور، منظّمة التّحرير وفتح فتحي أبو العردات، شفيق كوسى ممثّل الجماعة الإسلاميّة، صلاح سلام ممثّل حزب التّحرير. ووفود علمائيّة من السعوديّة والبحرين والكويت والعراق.

تخلّل الحفل كلمات لكلّ من:

كلمة رئيس مجلس النوّاب الأستاذ نبيه برّي (ألقاها نيابةً عنه النّائب علي بزّي).

إعتبر فيها أن العلاّمة المرجع السيّد فضل الله كان إماماً للوحدة... حارساً أحلام الفقراء... وعلى أكتافه كانت الشّمس تمسح دمعة المتعبين، ومن خلال كلماته كان يغزل إنسانيّتنا، ويغازل عناصر الضّوء والضّياء في المقاومين.. كونوا الملتزمين ولا تكونوا المتعصّبين...

وختم كلمته بقوله:«حمل السيّد همّ الأمّة، كلّ الأمّة، في وجدانه وعقله أينما حلِّ، والتّقريب بين مذاهبها كان ديدنه وأمله».

كلمة رئيس التّحالف الوطني العراقي، السيّد إبراهيم الجعفري حيث جاء فيها:

«كان من القِلّة الحاملين للواء الوحدة الإنسانيّة والاجتماعيّة والدّينيّة.. ولأنَّنا في مجتمع الشّرق الذّكوريّ، كان صوت المرأة الأم والأخت الّتي أرادها الله إنساناً بانياً للمجتمع.. كتابه وخيارُهُ جناحان، وشعاراتُهُ كانت متوّجة بالخشية والتّقوى.. وفي السياسة كان بطلاً له كلّ الميادين.. حيث تحدَّث عن واقعيّة الإسلام، وحركيّته، عن الإسلام الّذي يدين الطائفيّة، وكان السياسيّ بمعنى الأصالة والصّدق.. السيّد فضل الله عاش غربة الوعي ووحشة الطّريق».

كلمة الأستاذ محمّد السمّاك حيث جاء فيها:

«ففي اجتهاداته الفقهيّة، كما في مواقفه الوفاقيّة، وكذلك في مبادراته التوفيقيّة، مدّ السيّد الرّاحل جسراً بين الفكر والاجتهاد، وجمع بين الفقه المتخصّص والثّقافة العامّة، واستطاع بذلك مقاربة الهدف الأسمى، وهو: «تقريب المضمون الإسلاميّ إلى الوجدان الإسلاميّ العام، وترتيب مفرداته، لتركيز القاعدة الفكريّة الواحدة في عالم القرن الواحد والعشرين». كان هدفه «أن لا يكون هناك عدة إسلامات، بل إسلام واحد، لا تختلف عناوينه في خطوط الفكر والواقع إلا ببعض التّفاصيل التي لا تمسّ الخطّ العام».

وكان يرى «أنّ الخطّ المذهبيّ يمثّل وجهة نظر في فهم الإسلام في تجربته الثقافيّة.

كم نفتقد علاّمتنا المفكّر المؤمن السّمح في هذا الوقت بالذّات، حيث تذهب العصبيّات المذهبيّة إلى حدّ تكفير الآخر المختلف. والتّكفير يعبّر عن ثقافة إلغائيّة للمؤمن الآخر، وهي ثقافة احتكاريّة للطّريق إلى الله.

وكما نفتقده في وحدتنا الإسلاميّة، نفتقده أيضاً في وحدتنا الوطنيّة. ففي ضوء المتغيّرات الّتي تعصف بدول العالم العربيّ ـ سلباً أو إيجاباً ـ نبحث عن العقل الحكيم الّذي يزرع الطّمأنينة في النّفوس القلقة والخائفة على المستقبل والمصير».

كلمة الوزير غازي العريضي حيث جاء فيها:

تجمعنا ذكرى رجلٍ كان سيّداً وعلاّمة، فكراً وثقافةً ومعرفةً وسعة اطّلاع وفقهاً واجتهاداً.. وكان علامة فارقة بين المرجعيّات الروحيَّة والفكريّة والثّقافية والسياسيّة، لأنّه تميّز بالأخلاق والإنسانيّة والتّسامح والتّواضع الّذي غلّف هذه التّقوى المجتمعة في شخصيّته. كلّما اجتمعنا إليه، غرفنا من علمه، وانجذبنا إلى سعة اطّلاعه في الحياة، وهو الحاضر من خلال تواضعه حواراً مع الآخر وتعاوناً معه..

كلمة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله ألقاها نيابةً عنه الوزير محمّد فنيش حيث جاء فيها:

«سلام لروح سيّدنا وأستاذنا، آية الله السيّد محمد حسين فضل الله.

وعهداً أن نبقى دائماً في الموقع الرّساليّ المنفتح على قضايا الوطن والأمّة والإنسان، لنكون على مستوى تطلّعات «السيّد» وطموحه وحلمه في تقديم النّموذج الإسلاميّ الرّساليّ المتعدّد الأبعاد، والمتوافق مع متطلّبات الانتماء الوطنيّ والقوميّ والإنسانيّ، في إطار منظومة قيم الإسلام وأحكامه ومفاهيمه».

كلمة المفكّر الإسلامي الدّكتور محمد سليم العوّا حيث جاء فيها:

«تكون المفردات أكثر من التّعداد.. أتيت إلى بيروت لساعات قليلة لأمرٍ يتعلّق بي، وكان في نيّتي التّواصل مع أخي السيّد علي فضل الله..

عرفت السيِّد في مؤتمر بطهران، من خلال قضيّة الأمّة المقاومة للعدوّ الصّهيونيّ... ورأيت أنّي أمام رجل كبير الشّأن وعظيم، يقول ما يعرف، ويعرف ما يقول..

كان هاجسُهُ هو مسألة الوحدة الإسلاميّة، ومسألة وحدة الأمّة ووحدة الأمَّة المقاومة للعدوّ الصهيوني.. وكثيراً ما تحدَّثنا عن الجماعات الإسلاميّة وحركيّتها.. وعن التعصّب المقيت، هذا الرَّجل العظيم الّذي ربّاهم في حياته.. ونحن نحترمُهُ ونحبّه كداعية..

الذّكريات مع هذا السيِّد العظيم مَعْلَمٌ عظيم، ولسنا ممّن تستغرقهم الأحزان، ولكنَّنا كما قال السَّمؤال: كلَّما مات منّا سيِّد قام سيِّد».

كلمة الوزير السّابق ناجي البستاني جاء فيها:

«كان سماحة السيّد حجّة في الدّين، كما في الدّنيا، كان الفقيه المجدّد الّذي أدار الحوزات الدينيّة، والسياسيّ المتيّم بأمور الأمّة، والملهم بقضايا الفقراء والمحتاجين والمعذّبين، والّذي أقام الصّروح العلميّة والجامعيّة والمؤسّسات الاجتماعيّة والصحيّة، اجتذب إليه الشّيوخ والشّباب، وأعطى المرأة حقوقها ودافع عنها، رافضاً أن تكون في الدّرجة الثّانية من المجتمع...».

كلمة الشّيخ حسن الصفّار حيث جاء فيها:

«وإذا كان المصلحون والمجددون قلة في المجتمعات البشرية، فإن من يظفر منهم بفرصة النجاح العملي في الميدان الاجتماعي، وهم الصفوة في تلك القلة.

وفقيدنا الراحل العلامة المرجع السيد فضل الله رضوان الله تعالى عليه هو من تلك الصفوة التي حباها الله تعالى بتوفيقه وتسديده لتشق بأفكارها وآرائها التجديدية الإصلاحية طريق الممارسة والتجسيد.

لقد نجح في تحويل كثير من الأفكار التي بشرَّ بها وتحدث عنها إلى واقع يعيشه في سيرته العملية، وإلى برنامج قائم يحكي النجاح، ويثبت إمكانية الإصلاح والتغيير، لتتم به الحجة على جميع الطامحين والمتطلعين نحو التجديد والإصلاح.

وإذا كنا ندرك حجم المعاناة التي تكبدها في مسيرة جهاده المباركة من مختلف الجهات والأطراف في الداخل والخارج، فإن علينا أن نتأمل بموضوعية وإنصاف مدى الإنجازات العظيمة التي حققها».

وختاماً كلمة العلامة السيّد علي فضل الله حيث جاء فيها:

«وكان هاجسه وحدة الأمّة، إدراكاً منه أنّ الخطر النّاجم عن الشّرذمة والتمزّق، أشدّ خطراً من الاستكبار العالميّ عليها، وهل يوجد سلاح هو أكثر خطراً عليها من التعصّب المذهبيّ؟

كانت فلسطين بالنّسبة إليه هي البوصلة وهي المعيار والميزان، لذلك كان يؤكّد موقفه الثّابت من الاستكبار الدّاعم للكيان الصّهيونيّ...

إنّ التحدّيات الّتي نعيشها، وفي أكثر من ساحة عربيّة وإسلاميّة، تؤكّد مدى حاجتنا إلى أمثال السيّد، حاجتنا إلى الّذين يعملون على فتح الجسور المغلقة بين العقول والقلوب، وبين المناطق والأوطان...

من جهتنا، لن نكلّ ولن نملّ، سنتابع معكم هذه المسيرة..

سنظلّ نؤكّد الوحدة في ساحة الوطن، مسيحيّين ومسلمين، فهي حصننا عند أيّ أزمة، وحصننا ضدّ أيّ خطر، وسبيلنا لحلّ معضلات أزمات النّاس المعيشيّة والحياتيّة، النّاس في ضيق، والمطالب كثيرة، ابتداءً بأزمة الكهرباء، وليس انتهاءً بأزمات الرّغيف والفقراء.

سنظلّ نؤكّد الوحدة ثم الوحدة ثم الوحدة في السّاحة الإسلاميّة، بإغلاق أيّ باب للفتنة. تعالوا نتحاور، ونتناصح، ونتواصى بالحقّ، ونتواصى بالصّبر، فمصيرنا واحد، وهمومنا واحدة، وعلى رأسها فلسطين والقدس».