مؤتمر نهج البلاغة. إعجاز الكلمة وتسامي المعنى

08/01/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

برعاية فخامة رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة العماد ميشال سليمان إفتتح مساء يوم الثلاثاء في:23 تشرين  الثاني مؤتمر نهج البلاغة. إعجاز الكلمة وتسامي المعنى في فندق كورال بيتش في بئر حسن، بدعوة من المستشاريّة الثقافيّة الإيرانيّة لسفارة الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة والمجمع العالمي للتقريب بين لالمذاهب الإسلاميّة لمناسبة عيد الغدير.

حضر الإفتتاح ممثل رئيس الجمهوريّة الوزير عدنان السيّد حسين، ممثل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، النائب عمّار حوري، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال صفير رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، ممثل مفتي الجمهوريّة الشيخ محمّد رشيد قباني مفتي البقاع الشيخ خليل الميس، ممثل النائب الأوّل لرئيس المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان المفتي الجعفريّ الممتاز الشيخ أحمد قبلان، ممثل المرجع الدينيّ آية الله العظمى السيّد السيستانيّ(دام ظله) الحاج حامد الخفّاف، مندوب جمعيّة المبرّات الخيريّة الشيخ فؤاد خريس، رئيس اللجنة الثقافيّة في المجلس الثقافيّ لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبو المنى، رئيس المجمع العالمي للتقريب ما بين المذاهب الإسلاميّة 

العلاّمة الشيح محمّد علي التسخيري، السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي، وحضور نواب وشخصيات قياديّة حزبيّة وفعاليات سياسيّة، وإجتماعيّة، ودينيّة وعسكريّة. بعد قراءة القرآن الكريم والنشيدين اللبنانيّ والإيرانيّ وكلمة ترحيب من الدكتور علي قصير ألقى المستشار الثقافيّ الإيرانيّ السيّد محمّد حسين زاده جاء بها: لقد كانت العدالة الإجتماعيّة والزهد والتقوى ونضال الظلم والمستكبرين في رأس الأولويات الكبرى للخلافة العلويّة، حيث منح المنهج الإسلاميّ فرصة البناء والتغيير والإصلاح في شتى الأصعدة والمستويات، ومن أجل ذلك، ملأ الإمام دنيا المسلمين قسطاً وعدلاً وحقق ثورة في واقع الإسلام وفقاً لمقتضيات العدل الإلهي.

وألقى السفير الإيراني الرسالة التي وجهها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى المؤتمر والتي جاء بها: لا شك أنّ الإمام الشخصيّة النادرة والإستثنائيّة في تأريخ البشريّة هو الحقيقة الناصعة التي توّجت القرون فغزا قلوب العباد وتغلغل في أعماقهم. لقد تلبس هذا النجم الساطع بالقيم الإنسانيّة والأخلاقيّة، فإستطاع أن يشدَّ إليه أنظار كل المثقفين والأحرار على مُختلف أديانهم ومشاربهم. وعلى حد تعبير جبران خليل جبران، فإنّ عليّ بن أبي يطالب هو  من الرجال الّذين ولدوا في زمن غير زمانهم كما أنّ نهج  البلاغة بما يحمل من أفكار ومعارف ومعرفة قادر أيضاً على الأخذ بيد البشريّة والتقدم نحو التطور والتخلص من دنس الفساد والرذيلة.

وألقى المفتي الجعفريّ الممتاز كلمة النائب الأوّل لرئيس المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى جاء فيها: لا يمكن لأي باحث أو مفكر أن يرسم بدقة ملامح الإمام عليّ وشخصيته.

والكلام عنه لا تقدر عليه الكلمات ولا تتسع له الصفحات كل الفضائل ومكارم الأخلاق إنّه الإمام المطلق والعقيدة الراسخة، والمتفانيّ في ذات الله سلوكاً ومسلكاً وتطبيقاً. هو الزاهد في الدنيا والحريص على الإسلام. ولم يترك شاردة تعني الإنسان إلا وأشبعها علماً وتفصيلاً. كشف حقيقة الإنسانيّة. وهو القائل: النّاس صنفان إمّا أخ لك في الدين وإمّا أخ لك في الخلق ودعا كل المظلومين إلى كلمة الحقِّ أمام سلطان جائر. واستشهد بما قاله الأديب جورج جرداق عن الإمام عليّ وما قاله أيضاً عبد المسيح الإنطاكي وميخائيل نعيمة وجبران خليل جبران وجوزيف الهاشم وبولس سلامة وسواهم.

كما ألقى مفتي البقاع الشيخ خليل الميس كلمة مفتي الجمهوريّة اللبنانيّة جاء فيها: إنّ الكلام في محراب سيّد الكلام يستوجب أن يكون من جنس صاحب الكلمة واقترح لإجتماعات الدولة والثورة الإيرانيّة الإبقاء على كرسي فارغ على رأس طاولة الإجتماعات تكون كرسياً للإمام عليّ.

وألقى رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران مطر كلمة البطريرك الماروني صفير جاء فيها: لقد كان نهج البلاغة عصارة قلب مُنشغل بالله وعقل صار وسيطاً بين الأدراك الأعلى وبين النّاس ليهتدوا به سواء السبيل، كباراً وصغارا. وختم كلامه بقوله: فليكن كلام الإمام لكل مقال في هذا المؤتمر خير ختام، وأعقدوا العزم أيها السادة على أن تكون نهج البلاغة في قلب الوطن، وفي قلب الأُمّة بكل أطيافها نهج رسالة ونهج حياة.

كما ألقى الوزير السيّد حسين كلمة فخامة رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة جاء فيها: مرةً جديدة تتألق بيروت فكراً وتراثاً في مؤتمراتها العلميّة والثقافيّة.

إنّها مساحة في وطن صغير أخذ على عاتقه طرح رسالة إنسانيّة على العالم. لبنان الفكر ولبنان الحريّة يشهد مؤتمراً علمياً حول نهج البلاغة.

أضاف: ما أحوجنا اليوم، كما في الأمس، إلى أصالة حضارات الشرق، حيث يسطع تراث الإمام عليِّ في إطار الحضارة الإسلاميّة، وقد كان للمسيحيين دور في إطلاقها وإعلاء صرحها بعيداً من العصبيّة والتطرف، ما أحوجنا إلى مكافحة الإرهاب من أي نوع، ومكافحة العنصريّة تحت أي إدعاء بتكريس القيم الحضاريّة الإنسانيّة في حرية المعتقد، وحق المساواة إنسانياً، وحماية الكرامة الشخصيّة. أليست هذه من الأُسس العالميّة لحقوق الإنسان؟. أليس الإمام عليِّ من أوائل الداعين إلى حقوق الإنسان قبل أن تصدر الإعلانات العالميّة والمواثيق والمعاهدات الدوليّة الحديثة؟. قال منذ زمن بعيد:الناس صنفان: أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق. دعونا نطبق هذه الدعوة الإنسانيّة الصريحة في حياتنا الإجتماعيّة في شرقنا المضطرب، وفي عالمنا الباحث عن أمن وسلام.