علمات تواصل «درب السنديانة»

26/09/2013
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

منذ خمس سنوات اختار محمد حيدر أحمد(أبو وليد)، المربّي من بلدة علمات ـ جبيل، الاحتفال بعيد السنديانة. هو ومجموعة من الأصدقاء والأصحاب رأوا في تلك الشجرة رمزاً لمسيرتهم النضالية الثابتة في مبادئها والمتجذرة في الوطن والتي تظّلل كل إنسان ـ مواطن، إلى أي دين أو عرق أو طائفة انتمى. فتحوّل الاحتفال إلى عادة سنوية.

بالأمس التقى أكثر من سبعمئة شخص في العيد وقد غاب عنه صاحبه. مشوا درب السنديان وتذكروا معاً ذاك الوجه المشرق، المبتسم أبداً، وتلك العينين الزرقاوتين البارقتين اللتين عهدتا على مصارعة نور الشمس بين حقول الورد، والجلسة الأنيسة بين حجارة البيت العتيق والمتجدد. بالأمس مشوا درب السنديان ليس للتكريم فقط، بل لأن الدرب، تلك الدرب تحديداً أصرّ عليه الغائب إصراره على القومية العربية ونبذ الطائفية والمواطنة التي انتمى إليها أولاً وأخيراً. وقد ملأوا باحة الحسينية آتين من مختلف مناطق وأقضية لبنان للاستماع إلى شهادات في «الجذع» الذي لم يلو يوماً على الرغم من كل العواصف السياسية والطائفية التي عصفت وتعصف في لبنان. والحال على ما هي عليه في سوريا والعراق ومصر والوطن العربي عامّة، بدوا بحاجة إلى جرعة من محمد حيدر، إلى تذكر أحاديث طويلة تنتهي بأمل. هكذا تذكّر الفنان مارسيل خليفة كيف كان يلقي بتعبه على كرسي البيت وهو يتحدث إلى أبي وليد، ومثله عدد كبير من الحاضرين. بالأمس كانت شهادات حبّ تلاها كل من أديب نصر الدين باسم «ملتقى خوابي الذاكرة» الذي عرّف الاحتفال وتحدث عن معنى الانتماء إلى الذاكرة، والدكتور سمير حيدر باسم «المجلس الثقافي في بلاد جبيل» الذي تناول دور أبي وليد التربوي وانتماءه القومي العربي. كما تحدث باسم «نادي حبوب» الدكتور زخيا خوري الذي شبّه مسيرة أبو وليد بصلابة السنديان وشموخه. وكانت كلمة لسمير عوّاد باسم «نادي علمات» أشار فيها إلى أهمية المناسبات الثقافية في حياة الأمم وتطورها. واعتلى المنبر للمناسبة الشاعران طانيوس لحود وحسين حيدر، تبعهما شهادتا وفاء وتكريم من الدكتور نوفل نوفل والكاتب سامر أبو هواش. وذلك قبل أن يختتم اللقاء الذي اجتمع على تنظيمه كل من الملتقى والناديين والمجلس الثقافي بالإضافة إلى بلدية علمات، بكلمة شكر من ابنة الراحل، الزميلة ضياء حيدر