إنطفأ عصر ملحم كرم!

01/09/2010
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

 

فقد لبنان والصحافة اللبنانيّة والعربيّة علماً من الأعلام الكبار وهو نقيب الصحافة ملحم كرم في 22أيار 2010م، وقد كتب الأستاذ طلال سلمان عن الفقيد الكبير في صحيفته السفير في:24أيار2010م، تحت عنوان: إنطفأ عصر ملحم كرم، ما يلي:

إنطفأ عصر كامل من تأريخ الصحافة في لبنان مع رحيل الرجل الذي غلبت صفة «النقيب» على إسمه ملحم كرم.

فعلى إمتداد إحدى وستين سنة حافلة بالأحداث الجسام والتطورات التي غيرت الخرائط، كان ملحم كرم حاضراً بإجماع رفعه فوق المنافسة، فصار اقرب إلى «الخلود» في الموقع الذي إحتله بقوة حضوره الشخصيّ والمعنويّ بوصفه حامي حمى الحريّة وحقوق المنتسبين إلى مهنة الصحافة، خصوصاً أنّه كان يتبنى شعار «أُنصر أخاك، المحرر، ظالماً، أو مظلوماً»

بل إِنَّه قد تغلب على التناقض البديهي بين كونه يرأس مجموعة من المطبوعات، بلغات عدّة، وبين موقعه كنقيب للمحررين، وبينهم من يعمل في مؤسساته ذاتها... لا هو شعر بأي قدر من التناقض، ولا المحررون إنتبهوا إلى المفارقة بين صفتيه المتباعدتين إلى حد التصادم.

أوّل الحاضرين في المناسبات جميعاً، وطنيّة أو مهنيّة، إجتماعيّة أو نقابيّة، أفصح الخطباء بالذاكرة التي تختزن القرآن الكريم، ونهج البلاغة، والإنجيل، وديوان المتنبيّ، ومختارات من الأخطل الصغير، وأمين نخله، ووالده الأديب مُنشئ دار ألف ليلة وليلة من صُنَّاع السياسة في العالم.

وأنشط العاميلن المساهمين في بعث الروح في إتحاد الصحافيين العرب من موقعه كنائب للرئيس الدائم لهذا الإتحاد الذي فقد الكثير من زخمه مع رحيل أمينه العام الزميل الكبير صلاح الدين حافظ.

لكنه الموت الذي يأتينا ولو كنا في بروج مشيدة.