ذكرى أربعين الحاجة خيريّة داوود بلوط

15/12/2014
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

أقام آل مشرف وآل بلوط والعائلات الجبيليّة في مدينة جبيل ذكرى أربعين المرحومة الحاجة خيريّة داوود بلوط أرملة المرحوم الحاج توفيق مشرف قبل ظهر يوم الأحد الواقع في 3 أيار 2014م. في قاعة العلاّمة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله{، في المجمع الثقافيّ والتربوي التابع لجمعية المبرّات الخيريّة في جبيل. حضر الذكرى حشود من المعزِّين يتقدمهم العلاّمة السيّد علي فضل الله، المفتي الجعفري لبلاد جبيل وكسروان الشيخ عبد الأمير شمس الدين، قاضي جبيل الشرعيّ الجعفريّ الدكتور الشيخ يوسف محمد عمرو، نائب بلاد جبيل الحاج عباس هاشم، النائب السابق الدكتور محمود عوّاد، قائمقام جبيل السيدة نجوى سويدان فرح، وزوجها المقدّم نبيل فرح، المحامي جان الحوّاط، الشيخ غسّان اللقيس إمام المركز الإسلاميّ في جبيل. الشيخ حسين شمص رئيس المؤسسة الخيريّة الإسلاميّة لأبناء جبيل وكسروان، الشيخ جمال كنعان، الشيخ محمد أحمد حيدر، الشيخ علي ترمس، الأب مارون غاريوس، الدكتور جوزيف الشامي، الأستاذ زياد الحوّاط رئيس بلدية جبيل، المهندس أحمد فضل الله رئيس مؤسسة العلاّمة المرجع السيد محمد حسين فضل الله{، الحاج حسين أسعد، الأستاذ بولس قصيفي رئيس بلدية بلاط وجمع من رجال التربيّة والتعليم وقوى الأمن وبعض رؤساء البلديات والمخاتير والفعاليات الإجتماعيّة والثقافيّة.

إستهلَّ الإحتفال عريف الحفل الأستاذ علي حسين عوّاد بكلمة وقصيدة من وحي المناسبة.

بداية آيات بينات من القرآن الكريم للأستاذ عبّاس شرف الدين، ثُمّ كلمة للعلاّمة السيّد علي فضل الله تكلّم بها عن فضل الأم وقلب الأم وعما تمتاز به الأم. ثُمّ ذكر وصيّة الإمام عليّ بن الحسينL، حول إكرام الأم وإحترامها. كما تحدّث عن تكريم السيّد المسيح لوالدته السيّدة مريمL، في قوله تعالى: ( وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً ) سورة مريم، آية 32.

مُشيداً بمدينة جبيل؛ هذه المدينة العريقة التي إنتقل منها الحرف والحضارة إلى العالم، لافتاً إلى أنّها امتازت بتنوع أديانها ومذاهبها وطوائفها وثقافاتها، وتلاقي أبنائها على المحبّة والتواصل والعيش المشترك. ولذلك، مثّلت نموذجاً رائعاً وقدوة في قدرة هذا التنوّع على التفاعل والتّواصل والتعايش.

وأضاف سماحته:« نريد لهذا النموذج أن يعمّم في كل واقعنا الذي بدأت تتفشى فيه ظواهر غريبة عن الدين، تسعى إلى تقسيم النّاس وتكفيرهم وقتلهم وتهجيرهم، تحت عناوين دينيّة ومذهبيّة، وتعمل على طمس كلّ هذا التاريخ الحضاري المشرق لهذا الشرق، في قدرته على التّعايش وقبول التنوّع والإنفتاح والإعتراف بالآخر».

واعتبر سماحته أنَّ المطلوب أمام هذه الظاهرة الغريبة، توحيد الجهود والإمكانات، والوقوف صفاً واحداً، لمواجهتها، وإفشال مخططاتها الهادفة إلى ضرب قيمنا ووحدتنا وإنساننا، وإسقاط كلّ مواقع القوة لدينا، وكل هذا التاريخ والتراث، داعياً إلى تشكيل جبهة واحدة مشتركة متعاونة لمواجهة هذه الحركات والظواهر التي يراد لها أن تغرق ساحاتنا في المآسي والقتل والتهجير.

ورأى سماحته أننا نعيش في أجواء خطيرة ومعقّدة، وخصوصاً بعدما تعرض الجيش اللبنانيّ الذي يمثل عماد هذا الوطن وعنوان وحدته واستقراره، للإستهداف المباشر أمنياً وسياسياً، مطالباً كلّ القيادات السياسيّة والدينيّة والإجتماعيّة، بأن تقف إلى جانب هذا الجيش، وأن تؤازره وتدعمه، لإفشال هذا المشروع الفتنوي الّذي يهدّد وحدة البلد وأمنه.

وتابع:« علينا أن نقف ضد الظّلم كله، وفي أي مكان كان، سواء في غزّة أو العراق أو نيجيريا، لأننا عندما نقبل بالظلم، نكون قد شجعنا الظالمين على الإستمرار في ظلمهم، ولقد رأينا كيف وقف هذا العالم الذي يدّعي الحضارة والحريّة متفرجاً على ما يرتكبه العدو من مجازر وحشيّة في غزّة، بل داعماً له، لأنّه لا يهتم سوى بتأمين مصالحه ومصالح هذا الكيان، وكيف يتفرج على تهجير المسيحيين من الموصل، بل يساهم في ذلك، من خلال فتحه أبواب الهجرة لهم».

وختم قائلاً:«عندما أسَّس المرجع السيّد فضل الله(رض) هذا المجمع، أراده أن يكون عنواناً للوحدة والتعايش، وصوتاً من أصوات المحبة والحضارة، وأن يحمل هوية هذه المدينة في التعايش والإنفتاح».

واختتم الإحتفال بمأدبة غداء عن روح الفقيدة وبقراءة الفاتحة.