وداع الأحبة ذكرى أربعين المرّبي الأستاذ حسين حماده (1)

15/12/2014
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

أقام آل حماده وآل شرف الدين وعموم أهالي راشكيدا ـ البترون ذكرى أربعين المرّبي الأستاذ الحاج حسين محمد حماده قبل ظهر يوم الأحد الواقع في 24 آب 2014م. في حسينيّة السيدة الزهراءO، حضره حشد كبير من شمال لبنان ومن قضاء صور يتقدمهم قاضي جبيل الشرعيّ الجعفريّ الدكتور الشيخ يوسف عمرو، وسيادة المطران يوسف درغام، الأستاذ فادي حيدر ممثلاً للمفتي الجعفريّ لبلاد جبيل وكسروان الشيخ عبد الأمير شمس الدين، المرّبي الكبير الأستاذ حسين شرف الدين، السيدة الفاضلة رباب الصدر شرف الدين، الأستاذ السيد رائد شرف الدين النائب الأوّل لحاكم مصرف لبنان، الوزير السابق المحامي عمر مسقاوي رئيس المجلس الإسلاميّ الشرعيّ، الشيخ مهدي شلق، المونسنيور سمير الحايك، الشيخ رضا أحمد إمام بلدة راشكيدا، الشيخ حمد محمد الحاج يوسف إمام بلدة دير بلا، الأستاذ حسين حماده مدير ثانوية الإمام الباقرQ، في راشكيدا وبعض مخاتير القرى وجمع من الوجوه الإجتماعيّة والثقافيّة.

إستهل الإحتفال بقراءة القرآن الكريم للأستاذ علي أحمد وكلمة العريف الأستاذ داوود حماده. ومن ثُمّ كلمة صهره الأستاذ رائد حسين شرف الدين حيث تكلّم عن حياة الراحل الكبير وما ترك من صدقات جارية من بحوث ومصنّفات ومن آلاف الطلاب الّذين نهلوا من آدابه وعلومه في مدارس ومعاهد الجمعية الإسلاميّة الجعفريّة في قضاء صور. وما ترك من ذريّة طيبة عمادها العلم والأخلاق وتقوى الله تعالى.

كما تكلّم عن معرفته بالراحل الكريم كزوج للمرحومة عمته وكأستاذ ومرّبي للأجيال في مدينة صور خلال نصف قرن وعن زياراته له في فصل الصيف في راشكيدا.

ثُمّ تكلّم صديقه القديم معالي الوزير السابق المحامي عمر مسقاوي عن معرفته بالراحل الكبير من خلال زمالته وصداقته له في الكلية الشرعيّة في بيروت منذ العام الدراسي 1949 ـ 1950م. أيام مفتي الجمهوريّة اللبنانيّة الشيخ توفيق خالد منذ أوائل الخمسينيات من القرن الماضي إذ كان الأستاذ حسين حماده ينال الدرجة الأولى في الإمتحانات. كما قد دعاه إلى منزله في طرابلس عدّة مرات. كما قد زاره مع زملائه في الكليّة في بلدة راشكيدا في فصل الصيف حيث كنا نلتقي مع المرحوم والده والأهالي الكرام إذ كنت أجد كرم الضيافة والترحيب. وكان من أولئك الزملاء رئيس المحاكم الشرعيّة المرحوم الشيخ مفيد شلق، رئيس المحاكم الشرعيّة العليا السابق الشيخ ناصر الصالح وغيرهم من الأقطاب. واستمرت هذه الزمالة والصداقة في الأزهر الشريف في القاهرة حيث تخصص الأستاذ حماده في اللغة العربيّة وتخصصت في القانون وبعد عودتنا إلى لبنان عام 1959م. كان لقائي الأوّل به مع الإمام السيّد موسى الصدر في ندوة كلمة سواء عام 1966م. واستمرت هذه العلاقة الطيبة معه مدّة طويلة وبعدها مع صهره الأستاذ رائد شرف الدين إذ عندما عرّفني السيّد رائد عن نفسه وعن مصاهرته للأستاذ حسين حماده كان جوابي له: أنت بمثابة صهر لي لأن الأستاذ حسين هو أخ وصديق لي. وفي ختام كلامه ختم حديثه بقوله: الأستاذ حسين حماده وبلدة راشكيدا وآل حماده هم مصداق لقوله تعالى: }مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ{ سورة إبراهيم، الآية 24 ـ 25.

ثُمّ ألقى ابن عمه الشاعر الأستاذ حسن حماده قصيدة من وحي المناسبة. ثُمّ تكلّم المونسنيور سميرالحايك عن العلاقة الوطنيّة والطيبة التي تربط ما بين بلدته بجدرفل وبلدة راشكيدا منذ عشرات السنين كما تكلّم عن معرفته بالإمام السيد موسى الصدر من خلال الأستاذ حسين حماده ومن خلال الندوة اللبنانيّة في بيروت حيث حاضر آنذاك الأستاذ حسين عن الإنسان العادل في الإسلام. وألقى المطران غريغور حداد محاضرة أخرى حول الإنسان العادل في المسيحيّة. ثُمّ تكلّم عن الصدقات الجارية التي تركها الأستاذ حسين حماده في حياته ومنها هذه الحسينيّة التي بناها من ماله الخاص والتي كان يجب أن تسمى بإسمه. ولكنّه فضلَّ أن تذكر بإسم السيدة فاطمة الزهراءO.

ثُمّ قال إنّ هناك عدّة جمعيات ومؤسسات في جنوب لبنان قامت بتكريمه. ومن حقّ بلدته راشكيدا تكريمه لأنّه من أهل المعرفة والأدب والحوار والأخلاق الساميّة.

ثُمّ تكلّم إمام البلدة فضيلة الشيخ رضا أحمد عن إيمان أهالي راشكيدا بالوحدة الإسلاميّة والوحدة الوطنيّة لأنّ لبنان قائم بجناحيه المسلم والمسيحيّ كما كان ينادي بذلك الإمام السيّد موسى الصدر. وكان ختام الإحتفال بكلمة العائلة للمحامي الأستاذ حسن إسماعيل حماده حيث تكلّم عن مزايا الراحل الكريم ومزايا أولاده الكرام في حقول الأخلاق والتربيّة والتعليم والعمل الصالح. واختتم الإحتفال بتناول الطعام عن روحه الطاهرة وبقراءة الفاتحة.