رحلت المربيّة والزوجة الفاضلة الحاجة بلقيس الحاج عليّ دايخ

15/4/2016
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم زوجها الأستاذ الحاج حسن يوسف الزين

مساء الجمعة في الخامس عشر من كانون الثاني من العام الحالي 2016م. توقف قلب الحاجة بلقيس عن الخفقان وتجمدت البسمة على الوجه الصبوح ورحلت البهجة التي كانت تتسلل إلى أولادها وإلى أسرتها الدافئة في ليالي كانون الثاني الباردة تدغدغ في أحلامنا البريئة. وتوقفت اسراب البلابل والحساسين التي كانت تزقزق وتغرد كل صباح على نافذة الشقة التي كنا نقيم فيها والواقعة في قلب العاصمة البلجيكيّة (بروكسل) حيث خيم على المدينة المذكورة وعلى البلدة التي ولدت فيها (جويا) وعلى بلدات داريا والغبيري صمت ثقيل وسكون رهيب، ما الخبر؟؟..

لقد رحلت المربيّة والزوجة الفاضلة الحاجة بلقيس (أم عماد) عن عُمر ناهز الثلاثة والسبعين عاماً قضتها في مجال التربيّة والتعليم وتنشئة أجيال من الطالبات الناجحات، ناجحات في جميع الأعمال التي قمنَّ بها، بحيث كرست حياتها وعملها كمسؤولة على إدارة مدرسة الغبيري الأولى الرسميّة للبنات لمدة جاوزت الـ 35 سنة، كما أنّها نسجت علاقات ود وصداقة وأخوة راسخة ومتينة مع جيرانها في بلدة داريا الشوف حيث كنا نمضي فصل الصيف في ربوعها. ومع جيرانها، وفي الإقامة الشتوية في بلدة الغبيري. مع عذوبة كلماتها ولياقتها المعهودة وسجيتها من وداعة الطبيعة التي تربت في افنائها وعاشت في كنفها وترعرعت بين روابيها ووهادها...

كما أننا لا ننسى الأيام الجميلة التي كنا نمضيها مع أولادنا لدى زيارتنا لهم كالعادة في غُربتهم للعزيزة سمر في امريكا وللعزيزة ندى في بريطانيا وللعزيزين الدكتور عماد والمهندس محمد في بلجيكا حيث كانت رحلاتنا وإياهم تتجاوز الحدود نحو البلدان المجاورة (المانيا ـ هولندا ـ فرنسا...) كل هذه الزيارات والرحلات كانت تمدنا بالنشاط والقوة والعطف الشديد نحو أولادنا الّذين كانوا في ذروة المساعدة والإحترام لوالديهم ولكنّ القدر كان أقوى فرحلت العزيزة أم عماد تاركة الأعزاء في حُزن شديد لهذا الفراق الحزين فودعوها ودموعهم ملء المآقي لهذا الحدث الجلل...

هذا غيض من فيض من محاسن وذكريات الفقيدة الغالية (أم عماد) وانجازاتها الرائدة في المدرسة التي أحبت حيث أمضت معظم عمرها في سبيل تربية ومحبة تلامذتها وأولادها الذين يبادلونها هذه المحبة وحزنوا كثيراً لفراقها داعين لها بالرحمة طالبين من الله تعالى أن يسكنها فسيح جنانه...

ـ الفقيدة الغالية (أم عماد) من مواليد بلدة جويا عام 1942 والدها المغفور له الحاج علي الدايخ وهو من علماء الدين في عصره...

ـ تلقت علومها الإبتدائيّة في مدرسة العلم والعرفان في الشياح وعلومها الثانوية في ثانوية الطريق الجديدة الرسميّة التي كان الدكتور عبد الحافظ شمص يدّرس فيها.

ـ وفي عام 1962 عُيّنت مُدرسة في مدرسة بدادون الرسميّة المختلطة ـ قضاء عالية.

ـ في بداية العام التالي نُقلت إلى مدرسة الغبيري الأولى الرسميّة للبنات كمدّرسة في بادئ الأمر ثُمّ ناظرة حتى عام 1970م. حيث اختيرت من بين خمس مرشحات لإدارة المدرسة المذكورة حتى بداية عام 2006م. احيلت على التقاعد ومُنحت وسام المعلم لحسن ادارتها وتفانيها في عملها طيلة الفترة التي قضتها في الخدمة دون كلل أو ملل.

ـ وأثناء عملها كمديرة مدرسة لم تتوقف عن متابعة الدراسة الجامعيّة حيث نالت سنة 1980م. إجازة في التاريخ من الجامعة اللبنانيّة وانهتها بشهادة الماجستير في التاريخ عام 1983م. رحم الله الفقيدة وأسكنها فسيح جنانه.

 

 

الهوامش:

(1) جاء في ورقة النعي ما يلي:

المرحومة الحاجة بلقيس الحاج علي الدايخ زوجة الحاج حسن يوسف الزين (أستاذ سابق في بلدة المعيصرة من سنة 1954 وإلى سنة 1962م).

أولادها: الدكتور عماد، المهندس محمد

بناتها: ندى زوجة الدكتور سالم طالب. سمر زوجة محمد التنير

الآسفون: آل الزين، دايخ، دبوس، كمال، طالب، التنير، الظريف، عيتور وعموم أهالي المتن الجنوبي.