أربعينية الشهيد حكمت حيدر أحمد

22/1/2018
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

 

تُعاتبني دماؤك يا شهيدُ

 

ويأسرني عبيرُك إذْ تُنيبُ

 

إذا ما رُمْتُ عنْ ذِكراكَ نأْيًا

 

تحاصرني رموشك يا حبيبُ

 

هنا رسمَتْ شفاهك ألفَ سطرٍ

 

هنا حفرَتْ جراحُكَ يا خَضيبُ

 

رويْتَ لنا حكايا من طفوفٍ

 

جِمارُ حروفها تكوي تُذيبُ

 

هو التأريخُ تتلوهُ جهادًا

 

ولا تتلو كما يتلو الخطيبُ

 

فكمْ مِنْ ماجدٍ قَدْرًا تسامى

 

وكمْ مِنْ موجَعٍ قهْرٌ يُصيبُ

 

إذا ما الشوقُ نادانا أقمْنا

 

على جُرْحٍ يُغالبنا النحيبُ

 

وليس البعدُ يجفونا فننسى

 

وليس الجرحُ يبرحُهُ اللهيبُ

 

وليس الكونُ يقهرُنا وإنّا

 

مِنَ الكرّارِ بأسًا لا يشيبُ

 

طغاةُ الأرضِ قدْ خَبِروا علانا

 

ذُرانا المجْدُ والشرفُ النسيبُ

 

إذا خفقَتْ بيارقُنا بِتُرْبٍ

 

يعودُ العزُّ والحقُّ السليبُ

 

وإنْ عُدْنا نعودُ بألفِ نصرٍ

 

نُزّيِّنُهُ بِوَشْمِكَ يا تريبُ

 

فكلُّ الكونِ يعرفُنا بِأَنّا

 

أسودُ السوحِ لسْنا نستريبُ

 

قلائدُ عزْمِنا في كلِّ فَجٍّ

 

تُسَوِّرُها شموسٌ لا تغيبُ

 

بِنا يزهو ترابٌ إذ يُقام

 

على أوداجِنا حفلٌ مَهيبُ

 

ولكنْ إنّما هي حشرجاتٌ

 

نشيجُ القلبِ يدميهِ الوجيبُ

 

فيا شهداءنا لكمُ الجنانُ

 

ومِنْ طه دعاءٌ لا يخيبُ

 

لَئِنْ ننسى فلنْ ننسى شذاكمْ

 

لأنتمْ فخرُنا عطرٌ وطيبُ