الرئيس فيليب خيرالله وداعاً

15/12/2014
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم: القاضي الدكتور الشيخ يوسف محمد عمرو

خسر القضاء والعدالة في لبنان الرئيس القاضي فيليب فياض خيرالله كركنٍ من أركان العلم والقانون في لبنان. حيث كان الأصدقاء والأحبة ورجال الدولة والقانون في وداعه وذلك في انطلياس قضاء المتن، وفي بلدته زيتون فتوح كسروان عصر يوم الأحد في 26 تشرين الأوّل 2014م.

كان المرحوم والدي وأهالي قريتي المعيصرة وسائر قرى فتوح كسروان وبلاد جبيل عندما يذكرون الرئيس خيرالله، أو صديقيه الرئيس عبدالله ناصر والرئيس أديب علاّم يذكرونهم بالثناء والفخر والإفتخار بهؤلاء الأعلام الثلاثة لما امتازوا به من علم وكفاءة في وزارة العدل وسيرتهم في القضاء خير شاهد على ذلك.

وقد وفقَّ الله تعالى مجلة «إطلالة جُبيليّة» لإعداد ملحق خاص عن الرئيس أديب علاّم بالتعاون مع سعادة النائب عباس هاشم وآل علاّم الكرام في العدد الرابع الصادر في تموز (يوليو) 2011م. بمناسبة مرور خمس سنوات على رحيله.

كما وفق الله تعالى أيضاً هذه المجلة لإعداد ملحق خاص عن الرئيس عبدالله حمود ناصر في عددها الخامس الصادر في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011م. بالتعاون مع أنجال الفقيد وأهالي قرية الحصين الكرام بمناسبة أربع سنوات على رحيله. وشاء الله تعالى أن يشارك في الكتابة في هذا الملحق الصحافي الأستاذ السيد علي الموسوي والصحافية الآنسة رنا جوني. إذ قاما بإجراء حوار خاص مع الرئيس فيليب خيرالله حول صديقه الرئيس عبدالله ناصر في الصفحة 111 من العدد الآنف الذكر.

كما شاء الله تعالى أن أعرف الأستاذ ايلي فيليب خيرالله شقيق الراحل الكبير عن قرب من خلال زياراتي المتكررة لوزارة التربيّة الوطنيّة في أوائل التسعينيات من القرن الماضي أيام الوزير الشيخ مخايل الضاهر ولغاية صدور المرسوم الجمهوري أيام الوزير عبد الرحيم مراد واستقلاليتها عن ثانوية عزير الرسميّة. بموجب مرسوم رقم: 9990 في 15 نيسان 2003م.

ولا ننسى دور الأستاذ ايلي في ذلك حيث كان لسان حال هذه القرى المجاورة ذاكراً حاجتهم لهذه الثانوية حسب الأصول القانونيّة المرعيّة الإجراء. كما كانت هذه العلاقة ممهدة لعلاقتي بالرئيس خيرالله.

ومعرفتي المباشرة بالراحل الكبير كانت من خلال تلبيته لدعوتي له إلى حفل توقيع كتبي الخمسة في قاعة الزهراءO، التابعة لجمعية المبرّات الخيريّة في حارة حريك برعاية العلاّمة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله{ في 20/12/2005م. ومن خلال رضاه على مسيرة ثانوية المعيصرة الرسميّة. وعلى مسيرة مجلة «إطلالة جُبيليّة» وتخصيصه لها برسالة تنويه خاصة صادرة عنه في 25/11/2011م. وضعتها على الغلاف الداخلي للمجلة في العدد التاسع الصادر في 15 كانون الثاني 2013م. كوسام وشهادة شرف لهذه المجلة من أعلى هيئة قضائية في لبنان. ومن خلال متابعته لأعداد هذه المجلة على الرغم من إنشغاله في رئاسة محكمة التمييز شرفاً.

كما قام بإهدائي كتابه الأخير «نحكم بإسم الشعب اللبناني» الصادر عن دار صادر في بيروت سنة 2013م. والذي تكلّم به بنزاهة وصدق عن حياته وحياة أُسرته وعن قريته زيتون وعن سيرته في المحاماة وفي القضاء. وعن أصعب القضايا والإشكالات التي مرَّ بها القضاء اللبنانيّ في أيامه. وقد تكلّم فضيلة الدكتور الشيخ أحمد محمد قيس عن هذا الكتاب النفيس في العددين المزدوجين 13 ـ 14 الصادرين في 10 شباط 2014م. في الصفحة 100.

وبعدُ، إنَّ فقدنا للصديق الكبير وللرئيس القاضي فيليب خيرالله في هذه الأيام خسارة كبرى للنزاهة والعدالة في لبنان. وخسارة لمنطقة الفتوح ـ كسروان بغياب علم كبير من أعلامها وركن من أركان الوحدة الوطنيّة والعيش المشترك بها.

مع الرئيس جان فهد

وخير ما نختم به كلامنا عن الراحل الكبير، ما قاله عنه رفيق دربه الرئيس جان فهد في تأبينه في كنيسة انطلياس حيث جاء في كلامه:« فيليب خيرالله رفيق القيم العليا، الغياب كبير، والمصاب جلل، والقضاء يدرك أن علماً من أعلامه يطوى، وكتاباً حافلاً بالمآثر يغلق. يغلق بالمادة لا بالروح، بقياس الأيام لا بقياس المناقب، بستارة إن حجبت فهي غير قادرة على حجب ما تراكم من قيم، وما بات نهجاً ومثالاً ومدرسة».

أضاف:« قبل رحيله بعام، شاء الرئيس فيليب خيرالله أن يقدّم أمام الملأ شهادة حياة أصدرها في كتاب سماه:« نحكم بإسم الشعب اللبنانيّ» ولادته، بيئته الأهلية والقروية، تحصيله العلمي، مروره العابر في المحاماة، انتماؤه إلى القضاء، عائلته الصغرى، المناصب التي سعت إليه وصولاً إلى الأعلى، المحاكمات الكبرى، إدارة الشأن القضائي، نضاله في سبيل السلطة الدستوريّة الثالثة، زهده بإغراءات الدنيا الغرور، شغفه بالحق، وصاياه هذه وسواها لم تكن مادة الكتاب وحسب، بل كانت عناوين لمدرسة إنسانية قضائيّة ينسب إليها الغائب الكبير...».

مجلة «إطلالة جُبيليّة» بهيئة تحريرها ومستشاريها ومديرها العام ورئيس تحريرها تتوجه بالعزاء الحار لآل خيرالله الكرام وانسبائهم في لبنان والمهجر سائلين الله تعالى أن يرحم الراحل الكبير ويلهم أهله وأصدقاءه ومعارفه الصبر وَحُسن العزاء. كما تأمل هذه المجلة التعاون مع آل الفقيد الكبير لإخراج ملحق خاص عن سيرته (1). في المستقبل إن شاء الله تعالى.

 

الهوامش:

ـ جاء في ورقة النعي ما يلي: فيليب فياض خيرالله. رئيس سابق لمجلس القضاء الأعلى ـ الرئيس الأوّل لمحكمة التمييز شرفاً. حامل وسام الأرز الوطنيّ من رتبة كومندور مجلس القضاء الأعلى.

زوجة الفقيد: مرسال ميشال مزّاوي

ابنته: المحامية ارليت وزوجها المحامي توفيق أبي فاضل وعائلتهما

شقيقه: البير فياض خيرالله

خيرالله فياض خيرالله وزوجته ماري انطوانيت كامل وعائلتهما

شقيقتاه: لورا أرملة راجي عساف وأولادهما وعائلاتهما

حلا فياض خيرالله

أولاد شقيقه المرحوم ايلي فياض خيرالله وعائلاتهم

ايفيت خيرالله شقيقه ميشل وأولادها وعائلاتهم

تريز مخول أرملة شقيقه وجيه وأولادها وعائلاتهم