أبو سمير محمد نكد عوّاد وداعاً

20/04/2015
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم: الأستاذ علي حسين عوّاد

فقد آل عواد وبلدة علمات وعائلاتها عميد السن فيهم المرحوم محمد نكد عوّاد «أبو سمير» عن عمر ناهز التسعين عاماً قضاها في خدمة بلدته ورعاية شؤونها العامّة واصلاح ذات البين. والتمسك بالفضائل الأخلاقيّة والمزايا الوطنيّة. وقد أقيم لذكراه أسبوع في مجمع الإمام شمس الدين الثقافيّ التربويّ في شاتيلا قبل ظهر يوم الأحد الواقع فيه الخامس عشر من شهر شباط 2015م. حضره حشد كبير من أهالي علمات والضاحية الجنوبيّة.

ومما جاء في قصيدة الدكتور عاطف جميل عوّاد بهذه المناسبة:

كُنَّـــــــــا نَلُــــــــــــــــوذُ بِــــــــــــــهِ إذا عَصَفَــــتْ بِنــــا

فِتَــــــــنٌ، فَحِكْمَتُـــــــــــــهُ تَـلُــــــــــــــــمُّ، وَتَجْمَــــــــــعُ

وَأَحَــــــــبُّ مَخْلُـــــــــــــوقٍ على الرحمانِ مَـــنْ

جَمَـــــــــــــعَ القُلُـــــوبِ بِــــوَصْــــــــلِ ما يَتَقَطَّــــــــعُ

فأبو سَميــــــــــرٍ كـــــــانَ خَيْـــــــــرَ مُســــامِــــــــــر

بِحَـــــــديثِــــــــــــهِ عِقْـــــــــــدَ المَجَــــــــالِـــسِ يُمْتِـــــــــــعُ

يَــــــــــــرعــــى حُـــدُودَ اللـــــهِ فـــــي إيمــــانِـــــــــــــــهِ

وَعَــــــــنِ الصَّغــــائِــــــــــرِ والأذى يَتَـــــــــرَفَّــــــــــــــعُ

يَهْـــــــــــــوى مُجــــــــــامَلَــــــــــةَ الأنــــــامِ وَنَفْعَهُــــــمْ

وَلَــــــــــهُ إلـــــــــــــى قِمَـــــــــــمِ الشُّمُـــــــوخِ تَطَلُّـــــــــــــعُ

فالَـنّــــــــــــاسُ خَفُّــــــــــــوا يَشْهَـــــدُونَ رَحِيلَـــــــــــــهُ

وَقُلُــــــوبُهُــــــــمْ تَـــــــأْســـــى علــى مَــنْ وَدَّعُـــــــوا

رَفَعُـــــــــــوهُ مِــــنْ فَــــــــــــوقِ الأَكُــفِّ وأَطْــرَقُــوا

مــــا بَيــــــــنَ مَـــنْ يَبْكِــــــــــــي وَمَــــنْ يَسْتَــرْجِــعُ

ومما جاء في كلمة ابن شقيقته الأستاذ علي حسين عوّاد ما يليكان المرحوم محمد نكد عوّاد من المميزين، وذلك منذ نعومة أظافره. حين كان تلميذاً في مدرسة علمات بين عامي 1931 ـ 1932م. آنذاك أرسلت الدولة اللبنانية أيام الإنتداب الافرنسي أحد الآباء لتفقد المدرسة الرسميّة والإطلاع على أحوال طلابها، حيث كانت بعض الإرساليات تقدم المساعدات المالية للمدارس. كان أستاذ مدرسة علمات حينذاك المرحوم علي خليل حيدر أحمد «والد الشاعر المرحوم نجيب حيدر أحمد» كان يكتب الشعر، كتب قصيدة ترحيب بالأب من آل دريان. واختار من بين التلاميذ المرحوم محمد نكد عوّاد لإلقاء القصيدة.

«هذا يدلُّ على أن المرحوم محمد نكد عوّاد كان تلميذاً نجيباً حيث اختاره استاذه لهذه المناسبة».

كان المرحوم يرددها على مسامعي كلما زرته وهو على فراش المرض في السنوات الأخيرة من عمره. مطلع القصيدة:

ومما جاء في تلك القصيدة:

أهلاً وسهلاً في أبانا الفاضلِ

من آل دريانُ ولات مَناصَبِ

حُرُّ الضمير ما له غرضٌ سوى

نَفع العموم على اختلاف مذاهب».

عام 1954 اختارته بلدتا علمات والصوانة رئيساً لمشاعاتهما فصدر مرسوم جمهوري بتعيينه رئيساً للمشاعات مع لجنة كريمة ضمت المرحومين المختار ابراهيم شقير، ابراهيم موسى خير الدين، علي ديب قاسم عوّاد، محمود أسعد حيدر أحمد، وذلك دون مقابل مادي وبقيت هذه اللجنة تمارس أعمالها خير قيام لغاية عام 2004م. حيث حلَّ المجلس البلدي الجديد محلّها. ثُمّ تكلّم عن انجازات تلك اللجنة خلال خمسين عاماً وختم كلامه بقصيدة جاء بها:

بكيتُ شمائل رجل غيور

تجلّى في المروءاتِ وسادا

فَساحُ بلدتي علمات تروي

حكايا من بها ناجى ونادى

أحبوا بعضكم كونوا كراماً

وشدّوا أزركم كونوا عمادا

عماد محبّةٍ تبني سلاما

 

ورفقاً وادعاً يرسي الرشادا.(2)