سليم عبد الكريم ناصيف مؤسس ورئيس جمعية الحصين الخيريّة (١)

25/11/2019
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

إعداد رئيس التحرير

ودّعت بلدة الحصين الكسروانيّة والقرى المجاورة لها في التاسع من شهر تموز ٢٠١٩م. «أبو عبد» سليم عبد الكريم ناصيف مؤسس ورئيس «جمعية الحصين الخيريّة» سنة ١٩٦٣م. علم وخبر ١٤٤٢، ومعرفتي بالراحل الكريم كانت في عام ١٩٦٨م. حيث انتدبني أستاذي العلاّمة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله (قده)، للرعاية الدينيّة والتدريس الدينيّ في بلدة الحصين في فتوح ـ كسروان إذ كنت طالباً آنذاك عند سماحته في المعهد الشرعيّ الإسلاميّ ـ برج حمود ـ النبعة.

لقد كان (ر)، مع مختار البلدة دعيبس خليل قبلان وولديه خليل وكمال والحاج حسين ابراهيم الحلاّني، ورئيس البلدية أحمد موسى ناصيف مع أشقائه الكرام وداود رشيد وغيرهم من أبناء الحصين في استقبالي. إذ كنت أذهب معهم ومع أولادهم إلى المسجد للصلاة وتعلّم أحكامها الشرعيّة وللحديث حول الإسلام في أصوله وفروعه وحول القرآن الكريم والسيرة النبويّة الشريفة وأهل البيت i، كما كنت أسهر في بيوتهم وأنام في ضيافتهم.

وفي شهر رمضان خصصوا لي غرفة خاصة في المبنى القديم لبلدية الحصين القريبة من المسجد، حيث كنّا نجتمع في بعض أيام الأحاد في منزل الرئيس عبدالله حمود ناصر للتباحث في شؤون القرية العامّة.

لقد كان «ابو عبد» (ر)، يحدّثني دائماً عن طفولته وصباه وذكرياته التي قضاها في دمشق مع المرحوم جدّه سليم ناصيف حيدر أحمد وولديه عبد الكريم والشيخ محمّد وبعض أبناء الحصين الّذين هاجروا إلى دمشق بعد الحرب العالميّة الأولى طلباً للعمل وللرزق الحلال... وعن المرحوم عمه الشيخ محمّد الذي كان أوّل طالب علم في تاريخ الحصين وفتوح كسروان وعن دراسته وتعلّمه على الإمام السيّد محسن الأمين الحسينيّ العامليّ (قده)، كما يحدّثني أيضاً عن ذكرياته عن الإمام السيّد محسن الأمين (قده)، واصطحابه مع الأولاد في حي الأمين لزيارة السيّدة زينب إبنة عليِّ o، سيراً على الأقدام ذهاباً وإياباً، وعن رعاية السيّد الأمين لفضيلة المرحوم الشيخ محمد ناصيف الذي عاد إلى بلدته الحصين عام ١٩٤٠م. مريضاً. ومع مرضه كان (ر)، يقوم بتدريس أبناء بلدتي الحصين وقرقريا القرآن الكريم.

كما كان حريصاً (رحمه الله تعالى)، على تعريفي على أبناء بلدته الحصين من آل دياب وعلى الساكنين من أبناء الحصين في مدينة جبيل وضواحيها...

لقد استطاع (ر)، وبمساعدة الرئيس عبدالله حمود ناصر أن يؤسس مع أبناء بلدة الحصين أول جمعية بتاريخ الحصين عام ١٩٦٣م. تحت علم وخبر رقم ١١٤٢. تحت إسم «جمعية الحصين الخيريّة»، ويترأسها بالتزكيّة طوال حياته.

وكذلك أتت بعدها بلدية الحصين بمساعدة الرئيس عبدالله حمود ناصر وبسعي المرحوم أحمد موسى ناصيف والرعيل الأول الطيب من أهالي الحصين عام ١٩٦٤. (٢)

ومن أهم إنجازات هذه الجمعية المباركة تكملة بناء المسجد الذي كانت بدايته عام ١٩٥٥م. بالتعاون والتنسيق مع الرئيس عبدالله حمود ناصر وشقيقه الأستاذ عبد الجليل ومختار البلدة دعيبس خليل قبلان والحاج حسين ابراهيم الحلاني وغيرهم من المحسنين الكرام. (رحمهم الله تعالى جميعاً) حيث لم يكن هناك لجنة أوقاف في البلدة بل كانت الجمعية هي التي توّلت أمر المسجد والإهتمام به منذ عام ١٩٥٥م. ولغاية تاريخه.

وختاماً كان سروره عظيماً آخر حياته (ر)، مع الثلة المباركة من زملائه الآنفي الذكر بإنشاء قاعة كبرى للإجتماعات وللمناسبات في المبنى الجديد لبلدية الحصين في عهد رئيسها الأستاذ محمد ناصيف.

رحمك الله تعالى يا أبا عبد، ورحم الله رجالات الحصين الأبرار الّذين أحتفظ لهم بأجمل الذكريات وأكنُّ لهم أسمى التقدير والإحترام.

الهوامش:

  1. من الكلمة التي ألقاها رئيس التحرير في قاعة بلدية الحصين قبل ظهر يوم الأحد الواقع فيه ٢١ تموز ٢٠١٩م. في ذكرى المرحوم سليم عبد الكريم ناصيف .
  2. وقد حكى لي (ر)، أنّ بعض البلدات الأخرى المجاورة لبلدة الحصين أرادت إنشاء بلديّة وضمَّ بلدة الحصين إليها من خلال الطلب إلى محافظة جبل لبنان آنذاك. فإستشار المحافظ الرئيس عبدالله ناصر، فأجابه الرئيس ناصر سوف أطلب من رئيس جمعية الحصين الحضور عند سعادتكم للجواب. وعندما حضر «أبو عبد» أجاب المحافظ بالرفض وأن يكون هناك مجلس بلدي خاص ببلدة الحصين. فسأله المحافظ عن السبب؟. فأجاب أنّ القرى المجاورة لبلدة الحصين يوجد بها أحزاب مؤيدة للعهد، وأحزاب أخرى معارضة. ولا يوجد عندنا في بلدة الحصين أيّ حزب من الأحزب. فوافق المحافظ بعدها على إعطاء رخصة إنشاء بلديّة مستقلة لبلدة الحصين... راجع «إطلالة جُبيليّة» العدد الخامس الصادر في تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١١ م. الموافق ذي الحجة ١٤٣٢ هـ. ملحق خاص عن الرئيس عبدالله ناصر، ص ١١٨.