العلاّمة السيّد هاني فحص وداعاً

15/12/2014
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

العلّامة السيد هاني فحص مع الشاعر الشيخ عباس فتوني

فقد لبنان وفلسطين والمقاومة الوطنيّة اللبنانيّة والفلسطينيّة. بل فقدت الوحدة الوطنيّة اللبنانيّة ركناً من أركانها الكبار وعلماً من أعلامها وسفيراً من سفرائها إلى الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة وفلسطين والعالم العربيّ بغيابه وأقيمت لذكراه مجالس العزاء في مسقط رأسه في بلدة جبشيت قضاء النبطية ومن قبل عدّة جهات وهيئات في لبنان وخارجه. كان منها صلاة مشتركة في ذكرى أربعينه في كنيسة مار الياس في انطلياس مساء يوم الجمعة في 24 تشرين الأوّل 2014م.

مجلة «إطلالة جُبيليّة» برئيسها وهيئة تحريرها ومستشاريها ومديرها المسؤول تتوجه لعائلة الراحل الكبير وإلى أصدقائه بالعزاء سائلين الله تعالى له الرحمة والرضوان.

الصلاة المشتركة في ذكرى الأربعين

أقيمت مساء الجمعة في كنيسة مار الياس انطلياس صلاة مشتركة بمناسبة أربعين غياب السيّد هاني فحص، بدعوة من دير ورعية مار الياس ـ أنطلياس بالتعاون مع بلدية أنطلياس ـ النقاش، الحركة الثقافية ـ أنطلياس، حركة التجدد بالروح القدس، إنتظارات الشباب، النادي اللبناني للكتاب، المؤسسة اللبنانية للسلم الأهلي الدائم، درب مريم، رسالة حياة، رسالة سلام، فرح العطاء، مؤسسة أديان، جمعية التسلح الخلقي، معاً نعيد البناء، الفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي، في حضور الرئيس السابق العماد ميشال سليمان، ووزراء سابقين وفاعليات رسمية وسياسية ودينية واجتماعية وثقافية وفنية وممثلي وسائل الإعلام.

وفي المناسبة قال القاضي المستشار السيد محمد حسن الأمين:« ما جئنا لنرثي فقيدنا الكبير، جئنا لنحتفي بين الإخوة الأجلاء، مطارنة، خوارنة ومثقفين في هذه الكنيسة، ويشعر المرء وهو مدعو للحديث عن السيد هاني فحص بمعضلة الزمن أي معضلة الوقت المتاح، فلا أستطيع في هذه المناسبة إلا أن أذكر ملمحاً واحداً من ملامح هذه الشخصية التي استدعت ميل هذا المعبد المسيحي أن يقيم له هذه الصلاة

أضاف :«هذا الملمح الذي تكامل وتوهج وتبلور في ثقافة فقيدنا الراحل وفي سلوكه، هو أن الأديان جميعها تصلح لأن نعتنقها نحن الكائنات الإنسانية وكتب علينا بفعل الإجتماع الإنساني أن نرث أدياننا، ولكن أن يكتشف رجل دين أن الأديان كلها صالحة لأن تتبع، غير أن إتباعها لا يجوز ان يكون بفعل الوراثة فحسب

ودعا اللبنانيين أن « يهتدوا الطريق الى الحياة المشتركة وليس الى العيش المشترك، الى الوجدان المشترك والتجربة الروحية المشتركة

ثم قال حسن هاني فحص :«قبل أشهر طلب مني أن أكتب عنه، بكثير من النقد وقليل من المشاكسة، بكثير من الحب كقلبه، لكن سيد الحب رحل. وقال : « الهي كسره ولا يجبره الا لطفك وحنانك ، وفقري اليه لا يغنيه إلا عطفك وإحسانك «وختم: «فيا منتهى أمل الآملين، أسألك أن تنيله من روح رضوانك وتديم عليه وعلينا نعمة امتنانك».

وقال الأب مارون عطالله: «يا سيدي، يا من دعوتنا لأن نكون كلنا واحداً، نحن الليلة في بيتك واحد في صلاة مشتركة من أجل السيد هاني فحص، المتصوف والمناضل معاً. لقد كتبت لي: أتمنى عندما أكبر أن أبقى شاباً مثلك، وأن أكون الى جانبك في قلب المسيح

أضاف :«أمنيتك تحققت، لقد بقيت شاباً وها أنت في كنف المسيح وفي قلب الله

وبعد إضاءة الشموع التي وزعت على الحضور، أدى إدي عون ترافقه جوقة قداس الشباب ترنيمة «نحن ساهرون ومصابيحنا مشتعلة» من كلمات الأب يوحنا الحبيب صادر وألحان زياد الرحباني.

ثم تلا المطران كميل زيدان والأخت كليمنص الحلو ومصطفى هاني فحص الأدعية عن راحة نفس السيد فحص.

وبعد إنشاد جاهدة وهبة المزمور 86، رفع الأدعية كل من المطران غي نجيم والشيخ سامي أبو المنى ومحمد السماك وملحم خلف.

تلا ذلك عزف على الكمان لنداء أبو مراد. ورفع الأدعية كل من الشيخ محمَّد النُقَري والأب مكرم قزاح ورشيد الجلخ وأنطوان سيف، لترنم جاهدة وهبة المزمور 46، ثم رفع الأدعية الشيخ نزيه صعب، والأب فادي ضو وشارلوت فرحات وميشال عقل، ثم كانت قراءة لكل من أنور مهدي ورفعت طربيه.

وفي الختام تليت الفاتحة ورفع دعاء مشترك كتبه الراحل من أجل التماس السلام بين اللبنانيين وصلت كريمته عزة ترحيني وجورج عبده على التوالي وأنشد إدي عون وجوقة قداس الشباب مزموراً. ثم تقبل أبناء السيد فحص التعازي من الرئيس سليمان والحضور، ووزع كتاب يتضمن « شذرات مما كتب السيد فحص وما كُتب فيه».