الشيخ محمد قيس اليحفوفي «أبو نايف» وداعاً

15/4/2016
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

 بقلم القاضي الدكتور الشيخ يوسف محمد عمرو

في أواخر شهر آذار 2016 نُقل إلينا خبر وفاة صديقنا العزيز فضيلة الشيخ محمد قيس اليحفوفي في اسبانيا غريباً عن وطنه وبلده عن عُمر ناهز الثمانين عاماً قضى أكثر من ثلاثين منها في خدمة محكمة طرابلس الشرعيّة الجعفريّة.

كان «أبو نايف» خير مثال للكاتب الأمين الحريص على تطبيق القوانين المرعية الاجراء. وعلى طاعة الله تعالى في كل حال مع زميليه الشقيقين الأديبين الكريمين الشيخ حسن صالح والأستاذ علي رحمهم الله تعالى جميعاً.

لقد حظيت محكمة طرابلس الشرعيّة الجعفريّة في شارع الثقافة منذ إفتتاحها في أواخر سنة 1964م. بأفضل القضاة في لبنان وأعلمهم آية الله الشيخ عبدالله نعمة (قده)، العلاّمة الكبير ورجل القضاء النزيه. وبأفضل الكتبة والموظفين في لبنان وهم السيد أحمد نور الدين والأستاذ حيدر حيدر والشيخ محمد قيس اليحفوفي والشقيقان حسن وعلي صالح الّذين كانوا تلامذة نجباء للشيخ نعمة. وقد سطروا في حياتهم أجمل العلاقات الإجتماعيّة دون تمييز بين السُنَّة والشيعة والعلويين في شمال لبنان ضمن إطار الشريعة والقانون.

لقد كتبت عن الراحل الحبيب في كتابيّ:« التّذكرة أو مذكّرات قاضٍ» وعن محافظته على سجلات المحكمة الشرعيّة الجعفريّة ووثائقها خلال الحرب اللبنانيّة ما يلي:« مبادرة صاحب الفضيلة الأستاذ محمد اليحفوفي رئيس قلم محكمة طرابلس الشرعيّة الجعفريّة في المحافظة على هيبة القضاء الجعفريّ واحترامه. والمحافظة على سجلات المحكمة الجعفريّة وملفاتها على الرغم من تعرض بناء المحكمة للإحتلال من قبل المسلحين أثناء الأحداث اللبنانيّة لثلاث مرات، والمحافظة على الترابط الأخوي ما بين الشيعة والسُنّة والعلويين في الصراعات المسلحة التي وقعت على الساحة الطرابلسيّة. ومن خلال مواقفه النبيلة والتي كان جميع الفرقاء يُقدّرون جهوده ويحترمونها. ومن الجنود المجهولين الّذين تعاونوا معه خلال تلك الأيام العصيبة الوجيه الكريم الشيخ «أبو فؤاد»شحادة من محلة بعل محسن، والوجيه الكريم «أبو ناظم » علي حماده من أهالي راشكيدا (1)».

وبعد، إنّ غياب العلاّمة الكبير آية الله الشيخ عبدالله نعمة (قده)، وتلامذته الكرام الآنفي الذكر والسيد المؤسس للمحكمة الشرعيّة الجعفريّة ولدار الإفتاء الجعفريّ في طرابلس الإمام السيّد موسى الصدر وسعادة محافظ شمال لبنان بالوكالة الأستاذ عبد العزيز أبي حيدر وفضيلة المفتي الشيخ علي محمود منصور ورئيس جمعية القرى الخمس الشيخ خليل حسين وولده الدكتور ماهر وفضيلة الشيخ سعيد شعبان والشيخ يوسف غانم الخطيب والأستاذ أحمد زعيتر والأستاذ غازي سلمان والشيخ علي حماده وشقيقه الأستاذ الحاج حسين مدير المدارس الجعفريّة في صور والمحامي الأستاذ طلعت الحسن والمحامي الأستاذ مدحت جعفر والمحامي علي حمادة والمحامي الحاج علي حسين ووالده وفضيلة الشيخ المحامي مصطفى ملص والقاضي ناظم عكاري والحاج حسين أسعد مسؤول مؤسسة العلاّمة المرجع فضل الله (قده)، في جبيل وطرابلس والحاج محمد صالح والحاج أحمد درة وفضيلة السيّد علي الموسوي والدكتور يحيى فرحات. والصديق الكبير فضيلة الشيخ الدكتور أسد عاصي وصاحبي الفضيلة الشيخ علي سليمان والشيخ أحمد الضايع وفضيلة القاضي الشيخ الرئيس مفيد شلق وشقيقه الشيخ مهدي والقاضي الدكتور الشيخ مصطفى الرافعي وأصحاب الفضيلة الشيخ علي عزيز ابراهيم والشيخ عبد الوهاب الزغبي والمحامي الدكتور أكرم خضر والشيخ عبد القادر المقدّم والحاج علي الوعري وغيرهم، عن الساحة الطرابلسيّة لهو خسارة كبرى للوحدة الوطنيّة وللوحدة الإسلاميّة في طرابلس.

رحمك الله يا «أبا نايف » وحشرك مع مُحمّد وآل مُحمّد وَحُسنَ أولئك رفيقاً. وألهم آل بيتك وأرحامك ومُحبيك الصبر وَحُسنَ العزاء. آمين.

 

الهوامش:

(1) «التّذكرة أو مذكّرات قاضٍ » للقاضي عمرو. الطبعة الأولى 2004م. المؤسسة اللبنانيّة للإعلان، بيروت ـ ج2، ص 498.