رجل النضال والمثابرة الحاج حسين داود بلوط

20/1/2017
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم الأستاذ عمر بهيج اللقيس(1)

مناضل مثابر عرف الحياة بجوانبها الحلوة والمرّة ـ هذا هو الحاج حسين داود بلوط مبتدئاً حياته في الرمل الظريف، ثُمّ إلى الزلقا وبعدها إلى مدينة الآباء والأجداد إلى جبيل حيث تأقلم مع أهلها بإختلاف ألوانهم ومذاهبهم.

تَبِعَ عمله ولم يتبع هواه فانتقل إلى المملكة العربيّة السعوديّة مبتعداً عن الضائقة المعيشيّة متوغلاً في العمل الذي يؤمّن له الحياة الكريمة وللعديد من الأقارب الّذين ربطته بهم أواصر القربى. فانتظم مع أخويه بعمل ضمن المجال التجاري واليدويّ.

أحبّ الرياضة معتمداً القول :«الجسم السليم في العقل السليم»، فمارس هواية مصلحاً أفكاره وممضياً وقته متابعاً دورة الحياة متميزاً بالتقدم والفاعليّة.

من هنا انطلقت المسيرة مساهماً في تأمين تأشيرات إلى المملكة العربيّة السعوديّة للعديد من ابناء جبيل معتمداً على روح التعاون مع أبناء منطقة جبيل العزيزين على قلبه. ومساهمة في تحقيق العديد من الخدمات الإجتماعيّة للقريب والبعيد فعاش حياة الزمن الماضي حيث كان النّاس أسهل قياداً وأطيبُ معشراً وأمتع صحبة ورفقةً فبذل قدرة مضاعفةً في العمل لمساعدة العديد من أهله والأقرباء في تخطي زمن الضائقة المعيشيّة التي كانت تعصف بشرقنا العربيّ جراء الحروب والدسائس والفتن. فعمل مع شقيقيه معتمدين روح التعاون والمحبة.

فهو رجل الحكمة وعنده وقار العالم الزاهد وكان مرجعيّة للأهل والأقرباء في كل قرار حتى توصل إلى باب الحقيقة والترقي للوصول إلى باب الشهرة. فظلّ حُبّ وطنه مدوياً في أعماقه وهو يرتقي مع شقيقيه سُلّم النجاح حتى الوصول إلى عالم الآخرة.

فذكرته الأجيال وهو يبتعد عن الصراعات الطائفيّة والمذهبيّة حتى صار قامةً من قامات المرجعيات على مستوى العمل الناجح. فصنّف مرجعاً تاريخياً ورجلاً من رجال الأعمال في الترقي إلى بلوغه، مرجعيةٌ غير مسبوقة على المستوى الإجتماعي والتجاري.

هذا هو حسين داود بلوط يورث أولاده وأحفاده في زمننا المعاصر أساساً عملياً ومرجعية في التراث المهني حتى اصبح مدرسة في المثابرة والنضال فحقق العديد من الفضائل وضُرب به المثل بالمناقبيّة.

وبعد هذا العمل بالجد والإستبسال في الدفاع عن هموم الحياة عاد إلى أهله ومحبيه مرتاحاً مع أولاده ممضياً وقته في جبيل حيث إستقرّ متعاطياً مع أبناء جيله يلتقي بهم كل يوم بأنشودة التواصل ضد موجات الطائفيّة والمذهبيّة بعد أن أدى واجبه الدينيّ بزيارة الأماكن المُقدّسة مؤدياً فريضة الحج ثلاث مرات. حيث كان يسعى إلى الحياة المدنية والدينيّة مؤدياً واجبه المُقدّس منسجماً مع عقله واثقاً أن القطار يسير ضمن تعرجات الزمن فأمّن الوصول متجاوزاً مباهج الحياة ومفاتنها متقبلاً الفكرة الدينيّة في الفكر والممارسة.

مثال في الذهنيّة المنفتحة. عاش حياته حتى توفاه الله تعالى في 22 كانون الأوّل 2016م. تاركاً قيمة حضاريّة وهالةً من السمو الأخلاقي والفضيلة. رحم الله تعالى الحاج حسين داود بلوط (أبو علي) وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان راجياً من الله تعالى أن يكون أولاده (علي وأحمد مع بناته والأحفاد خير خلف لخير سلف) وإنّا لله وإنا إليه راجعون.

الهوامش:

(1) مُقدراً جهد مجلة « إطلالة جُبيليّة» لما تفسح في المجال لأبناء جبيل ومنطقتها. وابناء الوطن عامة لتكريم العديد وهي تسير على نور الهدى، متمنياً لجميع القيمين عليها متابعة هذه المسيرة الشاقة والنبيلة في سبيل الخير والتواصل بين جميع أفراد المجتمع بإختلاف طوائفهم ومذاهبهم فهي آلة من آلات المجتمع تصلح بالأفكار والأقلام المجتمع عامة وتنهض به نحو التسامي والكمال مضيئة على الخصائص الإجتماعيّة بتسليطها الضوء على رجالات الفكر والعمل المُقدمين في مجتمعاتهم في عالم من التهميش بعاني منه العديد من افراد المجتمع.

جاء في ورقة النعي:

زوجته: الحاجة هيام حيدر الحاج

ولداه: علي وأحمد

بناته: ألفت زوجة جمال المولى، ميرفت

زوجة الأستاذ عمر اللقيس، زاهية زوجة

المهندس حسين زراقط

شقيقاه: المرحوم الحاج محمد خير

والمرحوم الحاج حسن

شقيقاته: المرحومة الحاجة خيرية أرملة

المرحوم الحاج توفيق مشرف، الحاجة

زنيب أرملة المرحوم الحاج خليل مشرف،

المرحومة الحاجة رمزية أرملة المرحوم

الحاج عصام تامر عمرو،

صلّي على جثمانه الطاهر عصر يوم الجمعة

الواقع فيه 23 كانون الأوّل 2016م. في

جامع الإمام عليّ بن أبي طالبt ـ جبيل

وووري الثرى في جبانة جبيل.