موقف لحظة

09/04/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

إعتاد الكثير من أصحاب المؤسسات الخاصّة في بيروت وضواحيها وضع إعلان صغير على عمود صغير متنقل كُتِبَ عليه، موقف لحظة، قرب مؤسساتهم والغرض منه وقوف سيارات زبائنهم دقائق قليلة تسمح لهم بشراء ما يرغبون، ولما كنت بحاجة لشراء بعض الأدويّة فقد ذهبت بسيارتي إلى أقرب صيدلية في الحي الذي أسكنه لشرائها. كان إستقبال الصيدلي وترحيبه جيداً، ثوان ثُمَّ دقائق مرّت والصيدلي يقوم بعمله ببطء، مرةً يرد على الهاتف، وأخرى يرحب بزبون جديد، وتارةً يبتسم لزبون آخر، بعد طول إنتظار قدّم لي قسماً من الأدويّة الموجودة لديه. ومن دون إستشارتي رفع سماعة الهاتف وإتصل بجارته في الصيدلية القريبة منه طالباً منها تهيئة الأدويّة المطلوبة.

شكرته على إهتمامه، وإنطلقت للصيدليّة المجاورة إذ رأيت صاحبة الصيدلية مستغرقة بمكالمة هاتفيّة عبثيّة مع صديقتها، فألقيت السلام عليها فلم تُجب فوقفت أنتظر الجواب، والدواء المطلوب أكثر من عشر دقائق ولم أسمع الجواب إلا من خادمة فليبينيّة تعتلي الأدراج منهمكة بتنظيف وتوضيب أدوية الصيدلية تقول لي أنّها على إستعداد لتقديم الدواء المطلوب فأعرضت عنها. أعادت الاعلان عن رغبتها لتلبية طلبي عدّة مرات فأَعرضت عنها، وإذ بقطة رمادية اللون تدخل الصيدلية وهي تموء، كأنّها تعلن أنّها عادت أدراجها خائبة الأمل، مما أعاد إلى وجهي إبتسامة صغيرة، وأنا أنظر إلى صاحبة الصيدلية عساها تُنهي مكالمتها العبثيّة وتعيرني القليل من الإنتباه لهذه القطة اللطيفة أو لزبائن الصيدلية وتقدّم الدواء المطلوب. وبعد إنتظار طويل تقدّمت السيدة نحوي حيث تنفست الصعداء، طلبت حاجتي من الدواء، وهنا بدأت المشكلة، الحاسوب الموضوع لخدمة الزبائن في الصيدلية مُعطل، إِضّطرت للذهاب للحاسوب الآخر الذي كانت تلهو به.

وإذ بي بعد طول إنتظار أخرج من الصيدلية وأنا أنظر إلى اللوحة الآنفة الذكر موقف لحظة بينما كانت سيارة أخرى قد أغلقت عليَّ طريقي. 

جبيل ـ سلوى الحاج أسعد أحمد عمرو