البحر وطيور النورس

08/01/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

في صباح يوم من أيام الشتاء القارس، كانت السماءُ مُتلبدةً بالغيوم، ترسل لنا المطر تارةً، والرياح أخرى، قررت أن أبثَّ شجوني للبحر وأشكو إليه ما حلَّ بوطني الجميل من مآسٍ، وتجاذب بين المسؤولين، وإضاعةٍ لحقوق المواطن في التربيّة، والتعليم، والصحة، والتأمين.

فأرتديت ثيابي على عجل مُنتهزةً إنقطاع المطر للذهاب إلى الشاطئ القريب من منزلي والذي تعشش في بعض جدرانه المتداعيّة بعض طيور النورس الجميلة.

ألقيت تحية الصباح على البحر وأمواجه المتلاطمة، علَّ الرياح الباردة القادمة منه تُنعش بعض تلك الشجون والأحلام حول وطني الحبيب!

وقبل أن يجيب على تحية الصباح بادرني بالسؤال والكلام: أليست أيامي هي تأريخ لبنان؟.

أليست أحرف النور الأبجديّة التي أنارت سماء أوروبا، وأفريقيا كانت جبيليّة بإمتياز صادرة من بيبلوس؟

أليس لبنان مديناً لي في ماضيه وحاضره، وفي إقتصاده وسياحته، وفي طعامه ومقامه الجميل في هذا الشرق؟

وقد قطعت حديثه أصوات طيور النورس الجائعة التي إنقضت على مئات الأسماك الصغيرة الطافيّة على الشاطئ لتلتهمها.

إعتراني الشك من كلام البحر وحديثه، راحَ نظري نحو اليمين والشمال عسى أن يكون كلامه خيالاً ووهماً!

وإذ بنظري يقع على بعض طيور النورس قرب مجاري صرف المياه الآسنة، والمجاري الصحيّة أخذتني نحو الحقيقة... أيقظتني من غفلتي، وجعلتني أشعر بصدق كلام البحر وشكواه الأخيرة.

 

جبيل ـ سلوى الحاج أسعد أحمد عمرو.