الحداثة

15/11/2018
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

شعر مستشار التحرير الدكتور عبد الحافظ شمص

لُغَةُ الهوى بالشّعر قد تتحكّم

والشاعر الفنّان فيها يحلم

تتزيَّنُ الدنيا بلُؤْلُؤ عطرها

والحبّ في آفاقها يُستلهم...

الشعر خبز اليوم، بحر درائرٍ

للشاعرين وكالجواهر يُرسَم

وسفينة الشعراء ليس يقودها

بزماننا إلاّ العظيم الأعظم...

سبحان ربّي، نعمة أُنْعِمْتُها...

قلمي بغير الصّدقَ لا يتكلّم

فالشعرُ يُفهم من خلال قصيدةٍ

موزونةٍ، من جَرْسها نتنعّمٍ

والعبقريّة أن يكون مُوشَّحاً

ببلاغةٍ، بحدودها تتحطّم..

أوهامَ من يتسابقون لوأده

خسئوا وخاب الوهمُ والمتوهّم...

نَسْجُ القصيدة في العَروض قوامها

وبوزنها وببحرها تتكرّم

لا بالحداثة، حيث تُقتلُ قبل ما

ينتابُها مَرَضُ عُضالُ مُسْقِم...

فالنثر هذا ليس شعراً، إنّما

الشعر المقفّى، لا النثار المبهم...

في كلّ يومٍ يُكشف المرض الذي

ينتاب هِرْجاً، بالحداثة يُغرم

بغرابةٍ يدعو إلى إحلالها

في موقعٍ لا الشعر فيه يُفهم!

وبخفةٍ يقضي على آمال مَنْ

يستلهمون الوّحْيَ، كم هو مجرم!!!

زمن الحداثة لن يدوم، سينتهي

إنّ آجلاً أو عاجلاً، سَيْحَرَّم

سيظلّ يُرفض، لن يَقِرَّ قراره

ولسوف يبقى في الحضيض يُهمهم

في النّاس، لن يلقى رضىًّ من عاقلٍ

مهما تمادوا، رونقوا أو هندموا

والناثرون، بِغَيّهم وضلالهم

يتناثرون مُحَالهم، لن يسلموا

من لعنة التاريخ، من أحكامه

والحكم للتاريخ حكمٌ مبرم...

لغة النُّهى، عرَفَ الأنام كيانها

ومقامها وبها الأنام ترنّموا

والطيّب المتنبّىءُ الفحل الذي

قد خلّد الشعر السليم، ألا افهموا

لا مَنْ يُرَصّفُ أسطراً وفواصلاً

وتعجُباً، منها الحجى يتألم

فالشعر يبقى للحَياة بحلوها

وَبمرّها، والمحدثون توهّموا...

أنَّ الحداثةَ مهنةٌ شعريّةٌ

كلاّ، بحقّ الشعر هُمْ قد أَجرموا!!

يا سادة الشعر انهضوا وتضامنوا

في وجه تيّار الحداثة، واعلموا...

أنَّ الحداثة أنهكت أعصابنا

بمساخرٍ أَدواؤها لا ترحم

فَشِلَ الأُلى قد حطّموا أوزانها

أو ساهموا في نشرها أو ترجموا

فتنبّهوا للمُغريات وقاوموا

طغيان مَنْ يطغى، ولا تستسلموا...