حوار بين القلم والورقة

9/10/2017
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم الأستاذ هيثم عفيف الغدّاف

 تحدّث القلم إلى رفيقته الورقة قائلاً: «أُنظري رفيقتي إلى ملايين التلامذة قد تركونا وراء ظهورهم وانشغلوا باللعب واللهو بـ«الانترنت» و«الواتساب» وغيرها من وسائل وألعاب حديثة طلباً للمعرفة والعلم!!!.

أُنظري إليهم يا رفيقتي وقد استبدلوا لغة الضاد وفصاحتها وبلاغتها بالألفاظ النابيّة والهجينة والدخيلة على اللغة العربيّة وكتبوها باللهجات واللكنات اللبنانيّة والسورية والمصريّة!!!.

أنظري إليهم يا رفيقتي وإلى جهلهم الحضارات الإنسانيّة وتطورها عبر التاريخ.

أُنظري إليهم يا رفيقتي وقد نسوا المعلقات العشر التي عُلقت على الكعبة والقصائد التي كانت تكتب بماء الذهب!!!.

أُنظري إليهم يا رفيقتي وقد نسوا رسائل الحُبِّ والعشق ما بين الشعراء والغيد الحسّان. وما بين قيس وليلى. وما أنشدته رابعة العدويّة في العشق الإلهي!!!.

أنظري إليهم يا رفيقتي وإلى جهلهم الألواح التي أُنزلت على موسى في صحراء سيناء والوصايا العشر!!!.

 أُنظري إليهم يا رفيقتي وإلى جهلهم أولى الآيات التي أُنزلت على قلب سيّدنا مُحمّد w، تأمره بالقراءة والكتابة بالقلم في قول الله تعالى في سورة العلق:}اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الاْنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ اْلاِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ{، الآية 1ـ2ـ3ـ4ـ5!!!».

وقالت الورقة: «يا قلمي الحبيب لا تحزن إن تركك بعض الصبيّة وراحوا يعبثون بهذه الألعاب الحديثة، يكفيك فخراً أن الله تعالى قد ذكرك في كُتبه المُقدّسة وكتب بك الأنبياء والأولياء والفلاسفة والعلماء والشعراء وأنّك بحبرك قد أدخلت المعرفة إلى عقول النّاس عبر التاريخ.

ويكفيك أنك كنت وما زلت شجرة المعرفة التي أعطت وأنارت لنا الطريق عبر السنين».

قال القلم: «يا ورقتي العزيزة كنتِ بيضاء وحيدة وكان حبري بلسماً لجراحاتك، واليوم جفَّ حبري وتغيّر بياضك لكنّ الأمل بالله تعالى والثقة به سوف يعيد الحياة إلى عقول الناشئة ويرجعهم إلينا بعد غياب طويل».