قصة قصيرة -مع طائري الصغير

18/5/2017
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

فجر يوم من أيام الربيع، وبعد صلاة الفجر، سمعت صوتاً حزيناً لطائر صغير على شباك غرفتي فأسرعت الخطى إليه استرقُّ السمع منه، عساني أستطيع مساعدته بطعام أو شراب... وإذ نظره يقع عليَّ طالباً أن أسمع شكواه من خلال عينيه الصغيرتين!...

شعرت أن الله تعالى أفاض عليَّ فَهمَ لغة الطير، فقلت له: يا طائري الصغير لا تَخفْ وقل ما يختلج في قلبك. تجدني إن شاء الله مُطيعةً لك.

أجاب: يا جارتي إن الله تعالى تكفلَّ رزقي ورزق جميع مخلوقاته، فلا حاجة لي بطعام أو شراب، وحاجتي هي الأمان والاطمئنان على مستقبل فراخي من الصيادين!...

ومن تلوث البيئة من خلال وجود أطنان من النفايات بجميع اشكالها وحرقها بدل طمرها أو الإستفادة منها. ومن القضاء على المساحات الخضراء والغابات بحرقها (وإزالتها عن الخارطة) من خلال مشاريع البناء.

وترك الكلاب والقطط الشاردة تسرح وتمرح في جميع أعشاشنا وصغارنا!...

وقبل أن يكمل طائري الصغير كلامه تقدمت منه ومددت يدي ومسحت على رأسه وقبّلته وفاضت عينايّ بالدموع، مُعتذرةً وطالبة منه ومن جميع الطيور في وطني الحبيب لبنان العفو والسماح والدعاء، عسى الله تعالى أن يرحم اللبنانيين بدعائهم ويلهمهم حُب الطبيعة والجمال والحياة والنقاء...

بقلم الحاجة سلوى أحمد عمرو