خواطر: لم أشعر بطعم الشتاء في منزل والدي..

25/6/2018
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

خواطر: لم أشعر بطعم الشتاء في منزل والدي..

بقلم الآنسة نسب حيدر أحمد

أحببته... وعاندت والدي... جزماً وإعتقاداً مني أنَّ المال ليس عائقاً... ظننت أنّي أحببته... ولكن ما سببّ عائقاً بيننا وبينه ليس المستوى المادي بقدر ما كان المستوى الثقافي والعقلي.

اكتفى بعددٍ من الجدران ... ليحبسني بداخلها... يعزلني عن مجتمعٍ... لخصَّهُ لي بشاشة تلفازٍ ومرآة... انظر من خلالها إلى ضعفي... وأحدّثها علّها تبعثُّ بي القوَّة ... ولا تتركني وحيدة... حيث استنزف مني كل شيء... وجردني حُضن والدي!... حتى جازفت بكل ما لديَّ ... ووصلت الى هذا الحبل.

إشتقت إليه... ليس هو... بل الى سريري... الى نافذتي التي كانت تطلُّ على السماء... حيث وضعت كل أحلامي ومضيت إلى السراب... أنا لا أريده... أريد أن أكون بعيدة عنه... مقدار بعد السماء من الارض... أو أبعد...

اليوم... أستطيع أن أقول «أنا»... أنا اليوم أكتب... لكِ... كي تكوني حُرّة... غير مُقيدة... مكسورة... ومسلوبة من المراهقة... لسبب وحيد:

«لا احد يستحق ان تبكي أمك لأجله وتكسري قلب والدك من أجله».

انا اليوم أم... ومراهقة... وقاتلة... نعم... قتلت نفسي مرتين... الأولى عندما رأيت دمعة أمي، والثانية حينما قتلته قبل أن اقول له:

«انني لم أُحبه يوماً... بل كان طيش مراهقة».