مع آية الله الشيخ حسن طرّاد

14/7/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

سماحة شيخنا الأستاذ العلاّمة الجليل آية الله الشيخ حسن طرّاد، هو قطب من أقطاب العلم، والتقوى، والإجتهاد، والأدب في لبنان، ومرجع من مراجع الصّلاح والإصلاح في الساحة الإسلاميّة العامليّة، وأستاذ في الفقه والأصول في النجف الأشرف وفي بيروت، تتلمذ عليه جماعة من أهل الفضل والعلم في لبنان والعراق.. كما أنّه من البقيّة الباقيّة من أهل الإجتهاد والإستنباط في لبنان. كان لمجلة «إطلالة جبيليّة» ولرئيس تحريرها ومديرها المسؤول هذا اللقاء معه في منزله في حارة حريك، حيث كان هذا بالتعاون مع نجليه الفاضلين الشيخ محمد والشيخ محمد باقر. وقبل الحديث مع سماحته قدّمنا سطوراً عن سماحته للقراء إقتبسناها من كتاب: «السيرة الذاتيّة لحياة سماحة الشيخ حسن طرّاد» منشورات دار الزهراء ـ بيروت، الطبعة الأولى 2008م، وقد إستطاعت الدار الآنفة الذكر جمع هذه المعلومات وتحقيقها وإخراجها بالتعاون مع أبناء سماحته .

أ ـ آية الله الشيخ حسن طرّاد في سطور:

هو الشيخ حسن بن الحاج مُحمّد آل طرّاد ولادة بلدة معركة ـ قضاء صور عام 1931م، له خمسة أشقاء وشقيقتان أنبههم كان شقيقه العلاّمة المرحوم الشيخ مُحمّد عليّ طرّاد،{.

درس مبادئ اللغة العربيّة والحساب والقرآن الكريم في مدرسة بلدته الرسميّة وكان متفوقاً فيها على زملائه.

كانت بداية دراسته الحوزويّة في بلدته معركة على إبن خاله العلاّمة السيّد مُحمّد جواد الحسينيّ{، وعلى إمام البلدة السيّد عباس أبو الحسن{، كما تابع دراسته في بلدة العباسيّة على العلاّمة آية الله الشيخ خليل ياسين{. وعلى العلاّمة آية الله الشيخ موسى عز الدين{.

كما التحق بعدها بقرية طيردبا وكان ذلك سنة 1950م تقريباً للدراسة على يدي العلاّمة الشيخ خليل مغنية{، وبعد أن أُصيب الشيخ مغنية بعارض صحي إنتقل إلى بلدة جناتا للدراسة على يدي آية الله السيّد هاشم معروف الحسنيّ{، وكان ذلك عام 1952م تقريباً، وبعد أن إنتهى من دراسة المقدّمات على يدي أستاذه الأخير رجَّح لهM، الالتحاق بالحوزة العلميّة في النجف الأشرف.

هاجر إلى النجف الأشرف عام 1954م، ودرس السطوح العالية على آية الله السيّد إسماعيل الصدر{، وعلى آية الله الشيخ محمد تقي الجواهريّ{.

من أساتذته في بحوث الخارج الإمام السيّد محسن الطباطبائي الحكيم{، والإمام السيّد أبو القاسم الخوئي{، والإمام الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر{.

على أثر وفاة والد زوجته آية الله الشيخ حسين معتوق{، في 17صفر 1401هـ، الموافق 22 كانون الأوّل 1980م، وبناء على طلب بعض العلماء الأجلاء وجماعة من المؤمنين الصالحين ومنهم أبناء الشيخ معتوق وتوجيههم عدّة رسائل للإمام الخوئي{، يطلبون فيها حضور سماحة الشيخ حسن طرّاد، إلى لبنان لملء الفراغ الذي تركه الشيخ معتوق{، بعد وفاته في الضاحيّة الجنوبيّة ومدينة بيروت بشكل خاص وفي لبنان بشكل عام. فحضر، إلى لبنان مُلبياً هذا الطلب وذلك في سنة 1981م، الموافق10/11/1401هـ،

مؤلفات سماحته المطبوعة: 1) من وحي الإسلام. 2) فلسفة الصيام في الإسلام. 3) فلسفة الحج في الإسلام. 4) فلسفة الصلاة في الإسلام. 5) دروس تربوية من وحي النهضة الحسينيّة. 6) سيرة المعصومين الأربعة عشرR، وهو كتاب ملحق بسيرة الشيخ الذاتيّة.

مؤلفاته المخطوطة: تقريرات أساتذته في علمي الأصول والفقه وهم الإمام السيّد محسن الطباطبائي الحكيم{، والإمام السيّد أبو القاسم الموسوي الخوئي{، والإمام الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر{، كما له ديوان شعر بعنوان(من نور الإسلام)، وسيصدر قريباً إن شاء الله تعالى، تقريراته لبحث الخارج في علم الأصول وكذلك سيصدر كتاب مختصر الرسائل للشيخ الأنصاريّ، وكتاب مختصر المكاسب للشيخ الأنصاريّ{.

ب ـ اللقاء مع سماحته.

 س1) خلال الإطلاع على سيرتكم الذاتيّة المباركة تبيّن لنا أن للأدب العربي وللشعر العامودي حيزاً في حياتكم وترجماناً لمشاعركم النبيلة، فما رأيكم في الشعر الحديث للشاعرين العراقيين بدر شاكر السيّاب، والسيدة نازك الملائكة، وللشاعر السوري محمد الماغوط وغيرهم ممن  سلك هذا الباب؟.

ج) أنا أحترم كل أنواع الشعر ما دام مُعبِّراً عن الشعور الصادق والإهتمام بالقضايا العامّة والهامة وخصوصاً فيما يتعلق بالرسالة الإسلاميّة والمجتمع الإسلاميّ.

غايته أن الشعر المتعارف في الأوساط الأدبيّة وعند أكثر الشعراء المبدعين هو الذي ينسجم مع الذوق العام في المجتمع البشري، بهذا الإعتبار قد يرجَّحُ على غيره لانسجامه مع الغاية الأساسيّة التي ينبغي للشاعر أن يستهدفها في شعره، وهي التوجيه والإصلاح.

س2) ما هي توجيهاتكم ونصائحكم لطلبة العلوم الدينيّة في الحوزات الدينيّة في الضاحيّة الجنوبيّة وجبل

عامل وبعلبك والّذين فضّلوا البقاء في لبنان ولم يهاجروا إلى النجف الأشرف أو قُم المقدّسة؟.

ج) نصيحتي العامّة والهامة لأبنائي وإخواني الأحباء أن يخلصوا لله بالنية والقصد بأن يكون طلبهم للعلم ودراستهم لمسائله بدافع التقرب إلى الله بإعتبار أنَّهُ من أهم العبادات التي يتقرب بها إلى الله زلفى مع الإخلاص للعلم ببذل الجهد المستطاع في سبيل تحصيله على الوجه المطلوب المحبوب لله والمفيد للمجتمع والرسالة.

س3) ما هي توجيهاتكم ونصائحكم للأقليات الإسلاميّة الشيعيّة المتواجدة في منطقة الفتوح وبلاد جبيل وشمال لبنان والّذين يعانون الغُبن والظلم بحرمانهم من الوظائف العامّة في الدولة اللبنانيّة، وسائر فُرص العمل من قبل مواطنيهم، ومن قبل من بيده الأمر من أَبناء جلدتهم؟.

ج) نصيحتي لهم بالإعتصام بحبل الله والتوكل عليه مع المطالبة لحقوقهم ممن يتوقعُ إنجازها لهم بالحكمة والموعظة الحسنة عملاً بقوله سبحانه: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ. سورة النحل، آية:125 .

س4) إذا كان الزوج ينفق على زوجته من قبله أو من قبل وليّه ولكنه لا يعاشرها بالمعروف بسبب ادمانه على الخمرة أو المخدرات أو القمار مع إمتناعه عن طلاقها فهل يحقّ للحاكم الشرعي أن يطلقها بعد المرافعة؟.

ج) هذه المسألة تحتاج لأن ترفع إلى الحاكم الشرعي ليصلح بينهما لتعود الحياة الزوجيّة إلى مجراها الطبيعي، وإذا تعذر الإصلاح بين الطرفين بحيث يحصل اليأس وإمكانية عودة الأمور إلى مجراها، فالحاكم الشرعي حينئذٍ يتصرف بما تقتضيه مصلحة الطرفين بصورة خاصة والمصلحة العامّة بصورة عامّة فيطلب منه المعاشرة بالمعروف والقيام بواجب النفقة في نطاق إمكانه.

وأمّا إذا كان الداعي لطلب الزوجة لطلب الطلاق هو الأمور المذكورة فالحاكم الشرعيّ يرى رأيه في المقام فيطلب منه المعاشرة بالمعروف بقيامه بالنفقة الواجبة والمعاشرة بالبرِّ والإحسان، وإذا حصل اليأس لدى الحاكم الشرعي من إمكانية ذلك فقد تقتضي المصلحة في نظره بأن يجبر الزوج على الطلاق، وإذا إمتنع عنه فقد يقوم هو بمباشرة الطلاق وهو ما يعبر عنه بطلاق الحاكم.

س5) إذا كان الزوج ينفق على زوجته ويريد معاشرتها بالمعروف ولكنه أُصيب بمرض مُعد بعد الزواج لا شفاء له كمرض نقص المناعة (الايدز)، ونحوه من أمراض، فهل يحقُّ للحاكم الشرعيّ أن يطلقها بعد المرافعة؟.

ج) في هذا الغرض يُعرَضُ على الحاكم الشرعي ليحكم بما يقتضيه الشرع الإسلاميّ الحنيف. فقد يطلب منه الطلاق إذا إقتضت المصلحة ذلك، ومع تمنعه ربما يقوم الحاكم بالطلاق نيابة عنه عندما تقتضي  المصلحة ذلك.

س6) بعد إطلاع سماحتكم على مجلة «إطلالة جبيليّة» ما هو رأيكم بها. وما هي توجيهاتكم للأخوة في هيئة التحرير ولقرائها الأعزاء؟.

ج) الرأيُ في هذه الإطلالة هو أنّها إطلالة خير وبركة، حيث تطلُّ على الجيل بما يعود بالخير العميم والنفع الجسيم.

أمّا بالنسبة إلى هيئة التحرير فلا أراني بحاجة إلى تقديم توجيه ونصيحة ما داموا يملكون من العلم النافع والتجربة الصحيحة ما يغنيهم عن ذلك. وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

والسلام عليكم أولاً وآخراً

ورحمة الله وبركاته.

(مدير التحرير المسؤول)