الحاج محمود جعفر المولى رجل الوحدة الوطنيّة

3/11/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

مدينة جبيل مدينة التراث والتاريخ حيث تعاقبت عليها أجيال من المبدعين الذين كان لهم في حضارة البحر الأبيض المتوسط دور رائد وممتاز. والإهتمام بتاريخ هذه المدينة هو إهتمام بتاريخ لبنان وتاريخ الإنسان به لأنّ جبيل هي قلب جبل لبنان النابض بالوحدة الوطنيّة.

وفي مطلع السنة الثانية من هذه المجلة في عددها الخامس، كان إهتمام هيئة التحرير برجالات جبيل في القرن العشرين بتخصيص ملحق خاص عن إبن جبيل البار الرئيس الحاج عبد الله حمود ناصر وعن والده وأشقائه(رحمهم الله تعالى)، وعن الذاكرة الشعبيّة في هذه المدينة (الحلقة الثالثة). حتى نستطيع إيفاء رجالات جبيل بعض حقهم علينا. من الذكر الجميل في المنتصف الثاني من القرن العشرين. وهذا مما دعانا لتخصيص موضوع الغلاف عن المرحوم الحاج محمود جعفر المولى للدور الوطني الكبير الذي لعبه منذ مطلع عام 1951م. ولغاية يوم وفاته المفاجئ في 20 آذار 1993م. في أحلك الظروف والحالات التي مرّ بها الوطن العزيز لبنان. وذلك على صعيد بلدية جبيل، وحزب الكتلة الوطنية وعميدها ريمون إِده. أو على صعيد الأهالي من مسلمين ومسيحيين وهيئات وجمعيات وأحزاب ومؤسسات، أو على صعيد المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى ودار الإفتاء الجعفريّ، أو على صعيد آية الله العظمى السيّد محمد حسين فضل الله{، وجمعية المبرّات الخيريّة، أو على صعيد قضاة الشرع الشريف الّذين تعاقبوا على المحكمة الشرعيّة الجعفريّة في جبيل، أو على صعيد مطرانيّة جبيل المارونيّة والمؤسسات الكنسيّة في المنطقة، أو على صعيد المؤسسة الخيريّة الإسلاميّة لأبناء جبيل وكسروان ومؤسسيها الأوائل، أو على صعيد آل المولى الكرام وسائر العائلات الجُبيليّة التي تنتمي إليهم من حيث النسب أو المصاهرة، أو الصداقة والجوار، أو على صعيد تجار مدينة جبيل ورجال الأعمال بها، حيث كان(رحمه الله تعالى)، موضع ثقة الجميع واحترام الجميع ورجل اصلاح ذات البين. وحامل لواء ميثاق عنايا الشهير الموقع منه ومن رجالات جبيل ومن رفيق دربه وصديقه المحامي الكبير الأستاذ جان حوّاط في 21 أيلول 1975م.

أ ـ بطاقة شخصيّة:

1ـ الحاج محمود بن جعفر بن يونس آل المولى وهم من شجرة آل بلوط نسبة إلى بلدة بلاط وهي من ضواحي مدينة جبيل الجنوبيّة الشرقيّة. والدته المرحومة نظيرة خليل علي أحمد حيدر أحمد.

 مواليد مدينة جبيل عام 1923م. والده المرحوم جعفر يونس المولى كان يعمل بتجارة المواشي وقد رزقه الله تعالى، إلى جانب الحاج محمود المرحوم فهد والمرحوم شريف والمرحومة الحاجة أميرة زوجة المرحوم الحاج محمد عبد الله يونس بلوط والمرحومة ظهيرة زوجة مصطفى عبد الله يونس بلوط والمرحومة نجاح زوجة المرحوم حسن قاسم بلوط والسيدة نوال زوجة حسن عبد الله يونس بلوط.

2ـ درس القرآن الكريم ومبادئ اللغة العربيّة في مدرسة المقاصد الخيريّة الإسلاميّة في مدينة جبيل بإشراف ورعاية المرحوم فضيلة الشيخ حسين الحساميّ إمام مدينة جبيل ومدير المدرسة المرحوم الشيخ حسين اللقيس. ثُمّ تابع دراسته الإبتدائيّة في مدرسة الأخوة المريميين (الفرير) جبيل لمدة ثلاث سنوات حيث حاز على شهادة السرتيفكا اللبنانيّة. ثُمّ درس سنة أولى للمرحلة المتوسطة في المدرسة الآنفة الذكر. غير أنّ الحالة الماديّة التي كانت تمرُّ بها العائلة دعت المرحوم والده للإستعانة به في مساعدته، بتجارة الثياب الجاهزة والأحذيّة. ولترك دراسته في المدرسة الآنفة الذكر.

3ـ تابع عمله في تجارة الألبسة الجاهزة والأحذية بنجاح كبير نتيجةً لتحلّيه بالصدق والأمانة حيث وفقه الله تعالى، لإستئجار دكانين في سوق جبيل القديم ملك أوقاف جامع إسلام جبيل في المدينة وقرب السراي ملك سلامة سلامة. كما وفقه الله تعالى لإنشاء معمل للأحذيّة الجاهزة في منطقة برج حمود ـ كمب آمانوس ـ وكان يصدّر إنتاج هذا المصنع إلى دولة الكويت والإمارات العربيّة المتحدة والبحرين.

4ـ تزوج من الحاجة فاطمة علي يونس بلوط عام 1948م. ورزقه الله تعالى منها: 1) المهندس محمد. 2) المحامي رشاد. 3) الدكتور جمال. 4) الحاج علي. 5) زينب زوجة المنهدس منير بلوط. 6) نهاد زوجة المحامي نزيه عواضه. 7) سهام زوجة إبن عمها الدكتور جعفر فهد المولى. 8) وفاء زوجة الأستاذ سامي الحاج موسى. 9) لينا زوجة حسن صالح المولى.

5ـ نتيجة لإعجابه بمواقف العميد ريمون إده الوطنيّة ولصداقته مع الدكتور انطوان الشاميّ والمحامي الأستاذ جان حوّاط فقد إنتسب لحزب الكتلة الوطنيّة وحاز على ثقة مؤسسي هذا الحزب.

وقد قام أصدقاء الحاج محمود من المسلمين والمسيحيين في المدينة وقيادة حزب الكتلة الوطنيّة بترشيحه لعضويّة بلدية جبيل في دورة عام 1951م. فنجح بها مُتخطياً رئيس اللائحة الدكتور انطوان الشاميّ بعدد الأصوات التي نالها.

وقد حافظ على هذه الثقة وعلى عضويته في البلدية لغاية وفاته في: 20 آذار 1993م. ومما يجدر ذكره أيضاً أن العميد ريمون إده أراد ترشيح الحاج محمود المولى عن المقعد الشيعي في بلاد جبيل في دورة إنتخابات عام 1972م. فاعتذر الحاج عن عدم تلبية الطلب!!.

ب ـ مع مطرانية جبيل المارونيّة

كانت مطرانيّة جبيل المارونيّة والبطريركيّة المارونيّة تثقان بالحاج محمود جعفر المولى وبصدقية تمثيله للمسلمين في مدينة جبيل وضواحيها خير تمثيل وفي وطنيته وسعيه الدائم لإبعاد شبح الفتنة الطائفيّة عن بلاد جبيل من خلال مواقفه. وقد صدر الرقيم البطريركي العام عن مطرانية جبيل المارونيّة في 16 أيار 1993م. مُعزياً آل المولى وأصدقاء الفقيد بالراحل الكبير وذاكراً مواقفه الوطنيّة. ومما جاء في نهاية هذا الرقيم:[«إلى روحه الطيبة أصدق الطلبات والصلوات، وإلى آله الكرام، آل المولى وبلوط وإلى حزب الكتلة الوطنيّة اللبنانيّة وإلى الجمعيّة الخيريّة الإسلاميّة لأبناء كسروان وجبيل أصدق مشاعر التعزية بإسم صاحب الغبطة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير الكلي الطوبى، وبإسم سيادة المطران بشارة الراعي رئيس أساقفة جبيل السامي الإحترام، وبإسمنا الشخصي، على أن ينال فقيدنا الكبير الجزاء الحسن على أعماله الخيّرة وأن يكون لكم جميعاً طول البقاء مع الدعاء والمحبة، راجين من المولى عزّ وجل أن يسكنه فسيح جنانه مع الأبرار والصديقين. عوّض الله علينا وعليكم بأبنائه: المهندس محمد والمحامي الأستاذ رشاد والدكتور جمال والتاجر علي الذين يسلكون خطاه في الصدق والإستقامة والأمانة.

المونسنيور بولس نصر الله صفير

النائب العام

ج ـ مع المجلس الإسلامي

الشيعي الأعلى

من خلال صداقاته مع الجمعية الخيريّة الإسلاميّة العامليّة ومؤسسها المرحوم النائب الحاج رشيد بك بيضون والجمعية الخيريّة لإنعاش القرى الخمس في الكورة ـ ومؤسسها المرحوم الحاج خليل حسين»أبو ماهر» ومن خلال مواقفه الطيبة كانت علاقاته الجميلة مع مؤسسي المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى وهم: الإمام السيّد موسى الصدر ونائبه المفتي الشيخ سليمان اليحفوفي وسماحة المفتي الجعفري الممتاز الشيخ عبد الأمير قبلان.

ونحن نلمس هذه العلاقة الوطيدة ما بينه وبين الإمام السيّد موسى الصدر من خلال تلبية الإمام الصدر للحاج محمود بعقد قران كريمته زينب على إبن عمها المهندس منير بلوط عام 1970م. في منزله في مدينة جبيل وبذلك كان أوّل إطلالة للإمام الصدر على مدينة جبيل من خلال راحلنا الكريم.

كما نلمس هذه العلاقة الوطيدة ما بينه وبين المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى من خلال دعوته أيضاً لمفتي بعلبك الجعفريّ ونائب رئيس المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى آنذاك العلاّمة الشيخ سليمان اليحفوفي لعقد قران كريمته نهاد على المحامي نزيه عواضه عام 1973م، في منزله في مدينة جبيل وبذلك كانت أوّل إطلالة للشيخ اليحفوفي على مدينة جبيل من خلال راحلنا الكبير.

كما تجلّت هذه العلاقة بتحريره لبناء المحكمة الشرعيّة الجعفريّة من المحتلين في عام 1991م. وتجهيزها وتأسيسها على نفقته الخاصة وبالتعاون مع بعض المحسنين الكرام.

كما تجلّت هذه العلاّقة الوطيدة بتأبين المفتي الجعفريّ الممتاز العلاّمة الشيخ عبد الأمير قبلان للراحل الكبير في ذكرى أربعينه في قاعة لاسيتدال ـ جبيل يوم الأحد الواقع في 16 أيار 1993م. تحدّث بها سماحته عن مزايا الراحل الكريم وعن قضايا أخرى ذكرتها الصحف في يوم الإثنين في 17 أيار 1993م. تحت عنوان:«دعا المفتي الجعفريّ الممتاز الشيخ عبد الأمير قبلان العميد ريمون إده للعودة إلى لبنان للمشاركة في مسيرة الإنقاذ والإعمار. كما كان لسماحة مفتي جبيل وكسروان العلاّمة الشيخ حسن عوّاد دور كبير في المشاركة بالعزاء وفي مشاركة المجلس الإسلاميّ الشيعي الأعلى للعزاء ولتقبل العزاء بالراحل الكبير.

د ـ مع المؤسسة الخيريّة الإسلاميّة لأبناء جبيل وكسروان

بعيد إنتدابي للتبليغ الديني لبلاد جبيل والفتوح من قبل آية الله العظمى السيّد محمّد حسين فضل الله{. في أواخر عام 1978م. وعن المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى في منتصف 1979م. كنت أقوم بزيارات لوجهاء المسلمين من أبناء المنطقة الصامدين بها مع أرحامهم وبني قومهم والّذين لاقوا رياح الفتن الطائفيّة بصبرهم وتوكلّهم على الله تعالى. وبالتعاون مع جيرانهم المسيحيين. وكان من أصدقائي في مدينة جبيل المرحوم الحاج محمود جعفر المولى ومختار بشتليده وفدار المرحوم الحاج خليل برق والمرحوم الأستاذ عبد الله قاسم الحساميّ والمرحوم الحاج دعيبس حيدر أحمد وولده الأستاذ كميل، حيث كنت أزورهم في منازلهم وأجتمع معهم في المناسبات واستشيرهم. غير أنّ عُمر الأستاذ الحساميّ كان قصيراً حيث توفاه الله تعالى في عام 1989م. وأمّا الحاج خليل برق فكان يشاركنا بالرأي والمشورة ولا يستطيع مشاركتنا في لقاءات المؤسسة الخيريّة الإسلاميّة في مركزها الرئيس في الشياح لأسباب صحيّة. وصلتنا به كانت تتمُّ من خلال صديقه المرحوم الحاج كامل حسن كنعان إذ كان يرسل لنا بعض التبرعات والصدقات والحقوق الشرعيّة من خلال الحاج كنعان رحمهما الله تعالى.

وأمّا المرحوم الحاج محمود جعفر المولى فكان يشاركنا في جميع اللقاءات التي ندعوه إليها عندما تكون المعابر ما بين الشرقيّة والغربيّة سالكة وآمنة.

وكانت الأولويّة في طروحات الحاج المولى في جميع تلك اللقاءات هي الإهتمام بشراء عقار في مدينة جبيل وتخصيصه لبناء مسجد جامع للمسلمين الشيعة يكون منطلقاً لهم لتربية الأجيال على تقوى الله تعالى ومكارم الأخلاق وللتعاون مع العائلات اللبنانيّة الأخرى في المدينة على البرِّ والإحسان. وقد تبّنت المؤسسة الخيريّة الإسلاميّة لأبناء جبيل وكسروان هذا الطرح الكريم وعرضناه على من يهمه الأمر من أهل البرِّ والإحسان فلم نجد آذاناً صاغية إلاّ من سماحة آية الله العظمى السيّد محمّد حسين فضل الله{. وجمعية المبرّات الخيريّة.

وعندما تلّقت المؤسسة الخيريّة الإسلاميّة خبر وفاة راحلنا الكريم المفاجئ في أواخر شهر رمضان المبارك 1414هـ. الموافق 19 أذار 1993م. سارع جميع الأعضاء في الهيئتين الإدارية والعامّة للحضور ولتقديم العزاء لآل الفقيد. ولتقبل العزاء من جميع الأصدقاء والمحبين أيام الدفن ويوم الثالث ويوم السابع وفي ذكرى الأربعين. وكانت الكلمة التي ألقاها فضيلة الشيخ محمّد حسين عمرو رئيس المؤسسة الخيريّة الإسلاميّة لأبناء جبيل وكسروان في منزل الراحل الكبير قبيل التشييع مؤثرة على النّاس حيث تكلّم عن مزايا الفقيد وعن خسارة مدينة جبيل وخسارة المؤسسة الخيريّة الإسلاميّة بفقده والمدينة بحاجة إليه.

هـ ـ مع جمعية المبرّات الخيريّة

كانت زيارتنا لسماحة آية الله العظمى السيّد محمّد حسين فضل الله{. تتمُّ بإسم المؤسسة الخيريّة الإسلاميّة لأبناء جبيل وكسروان ووفدها كان يتألف من علماء المؤسسة ومشايخها آنذاك. وبإسم مدينة جبيل حيث كان يتألف الوفد من المرحوم الحاج محمود جعفر المولى ومن ولده المهندس محمد ومن إبن شقيقه ماجد فهد المولى والأستاذ كميل حيدر أحمد والأستاذ خليل حيدر حيث كنّا نعرض على سماحته ضرورة وجود مسجد جامع في المدينة. وقد إستجاب سماحته للطلب، وطلب من شقيقه مدير جمعية المبرّات الخيريّة الدكتور السيّد محمّد باقر فضل الله مع بعض المهندسيّن في الجمعية مرافقتنا لزيارة جبيل حيث كان الحاج محمود بإستقبالنا مع الأخوة الكرام الواردة أسماؤهم آنفاً حيث شربنا الشاي في منزله وقمنا بزيارة العقار المنوي شراؤه لهذا الغرض المبارك برفقة مالكه. وقد أُعجب الدكتور فضل الله بالعقار المطلوب وأُتفق على الثمن من حيث المبدأ. وطلب صاحب العقار إمهاله مدة لدراسة العرض. وقد فوجئنا بعدها برفضه الطلب وإعتذاره.

وقد وفقني الله تعالى في أوائل شهر رمضان المبارك 1414هـ. الموافق لأوائل شهر آذار 1993م. لدعوة سماحة آية الله العظمى السيّد محمّد حسين فضل الله{. ونجله العلاّمة السيّد علي(حفظه الله تعالى)، للإفطار في منزلي القديم في الغبيري مع أعضاء المؤسسة الخيريّة الإسلاميّة لأبناء جبيل وكسروان ووجهاء المنطقة. وكان على رأسهم الحاج محمود جعفر المولى. حيث تكلّم في ذلك الإفطار مع آية الله العظمى السيّد فضل الله{، عن مدينة جبيل وحاجة أهلها لوجود مسجد جامع لهم. وقد وعد سماحته بذلك في كلمته الجوابيّة التي أشاد بها بصمود المسلمين في المدينة وببلاد جبيل والفتوح وتمسكهم بمكارم الأخلاق وبالوحدة الوطنيّة.

ولكن نداء الله تعالى أدرك الحاج محمود بعد ليال قليلة قبل أن يتحقق الحلم فاستجاب له وغادرنا إلى دار البقاء رحمه الله تعالى.

وكانت بداية الحلم بعد ذكرى أربعين المرحوم الحاج محمود جعفر المولى بقليل بواسطة لجنة من جمعية المبرّات الخيريّة مؤلفة من: الحاج عفيف الزيات والحاج محمد حيدر والحاج حسين أسعد والحاج أكرم برق حيث قاموا بالكشف عن العقار المطلوب وتكليف الحاج أكرم برق بشراء العقار الآنف الذكر لحساب جمعية المبرّات الخيريّة على نفقة المحسن الكويتي الحاج أسامة الكاظميّ(حفظه الله تعالى)، لبناء المسجد الجامع. حيث تمَّ وضع حجر الأساس لهذا المسجد المبارك من قبل سماحة آية الله العظمى السيّد محمّد حسين فضل الله{، بمناسبة ذكرى ولادة النبيّ مُحمّدP، في 18 ربيع الأوّل 1421هـ. الموافق 16 حزيران عام 2000م.

و ـ كلمة الختام

وكلمة الختام التي نتوجه بها إلى آل المولى الكرام وأرحامهم من العائلات الجُبيليّة الكريمة وإلى أصدقائهم من مسلمين ومسيحيين في المدينة وببلاد جبيل وبمناسبة قدوم الذكرى التاسعة عشرة لرحيل هذا الرجل الوطني الكبير، والتي تصادف في 20 أذار2012م. هو إتخاذ هذا الرجل الوطني الكبير عبرةً وقدوةً لنا في سيرته مع أسرته ومع أرحامه ومع أصدقائه حيث حافظ على واجباته الدينيّة نحو الله تعالى، وعلى التمسك بالأخلاق الإسلاميّة التي تأمر بالتسامح والمحبة والصدق والأمانة. وعلى واجباته الوطنيّة في مواقفه المشهورة والتي تكلّمنا عن بعضها آنفاً وأهمها على الإطلاق كان سعيه مع صديقه ورفيق دربه المحامي الكبير الأستاذ جان حوّاط لتوقيع ميثاق عنايا في 21 أيلول 1975م. والمحافظة على المسجد الجامع ومدرسة رسول المحبةP، في جبيل ومشروع المركز الإسلاميّ التابع لجمعية المبرّات الخيريّة في جبيل، لأنَّ هذا المشروع كان حلم الحاج محمود جعفر المولى وأمنيته في الحياة الكريمة البعيدة عن التعصب والطائفيّة وفي تربية أجيال من اللبنانيين يؤمنون بالمثل العليا للأخلاق الدينيّة والوطنيّة.            

رئيس التحرير