الأستاذ أنيس حيدر من أعلام الوحدة الوطنيّة في مدينة جبيل

16/2/2012
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم: الأستاذ كميل حيدر أحمد

لمدينة جبيل تاريخ عريق بآثارها الخالدة وحروفها الأبجديّة وثقافتها التأريخيّة وحضارتها المتطورة ووطنية رجالاتها المخلصين للوحدة  الوطنيّة والمنشدين دائماً للسلام والرقي والإزدهار.

وإنّ هذه المدينة كانت عنواناً للإباء والعنفوان وسوف تبقى وتستمر ما دامت الشمس تشرق من الشرق وتغرب من وراء البحار.

ومن رجالاتها المذكورين بالخير الأستاذ أنيس محمد حيدر الذي ترك بصمته التاريخيّة في القطاع التربويّ والتعليميّ قطاع صناعة الإنسان الوطنيّ الصالح الذي يتسلح بكفاءةٍ عاليّة ودماثة أخلاقٍ رفيعة ويتحلى بالإخلاص لوطنه ولأُمته بعيداً عن أي تأثير طائفي ومذهبي أو فئوي على الإطلاق.

ولا بُدّ أن نفرِّج عن بطاقته الشخصيّة وهي، كما يلي:

إنَّ المرحوم الأستاذ أنيس محمد حيدر ولد في مدينة جبيل في سنة 1928 وهو إبن المرحوم محمد خليل حيدر من جبيل والدته المرحومة منى خليل يونس من البترون وقد ترعرع في جبيل وتابع دراسته الإبتدائيّة والمتوسطة في معهد الأخوة المريميين(الفرير) في جبيل ودراسته الثانويّة في معهد الرسل في جونيه وعُيّن بعدها مُدرساً في وزارة التربيّة الوطنيّة وأُلحق بمدرسة متوسطة رسميّة في طرابلس ثُمَّ نُقل بعدها إلى مدرسة رسميّة في البترون وبعدها نُقل إلى متوسطة جبيل الأولى الرسميّة ثُمّ إنتقل بعدها إلى مصلحة التعليم الخاص في بيروت حيث كُلّف بالتفتيش على المدارس المجانيّة في عدّة محافظات من لبنان من قبل وزارة التربيّة.

تزوّج من المدرسة سلوى محمد شمص ورزق منها: 1) المهندس محمد جواد المتزوج من السيدة سهى طبارة من بيروت. 2) مازن يعمل مع أخيه في قطاع التعهدات للأشغال العامّة. 3) منى متزوجة السيّد محمد رامح المولى من جبيل.

له صور تذكاريّة مع زوجته وأولاده عندما كانوا في مرحلة الطفولة وقد بدا يغمرهم بعطفه وحنانه.

أمّا عن أقربائه وأصدقائه الكثر فله صورة مع ابن شقيقته السيّد فيصل فهد المولى ومع صهره كميل حيدر أحمد ومع أحد أقربائه مدير ثانوية المعيصرة الدكتور حسن حيدر أحمد.

أمّا الأصدقاء والرفاق الآخرون فتعذر علينا الحصول على صورهم معه ونكتفي بذكر البعض منهم كالدكتور سامي اللقيس ورئيس مصلحة الخزينة في وزارة المالية السابق المرحوم عبد الجليل حمود ناصر وصور أخرى مع المهندس المرحوم لويس القرداحي ورئيس مجلس الخدمة المدنيّة السابق المرحوم حبيب محفوظ والمهندس انطوان معوض وهؤلاء معظمهم من رفاق المدرسة وأصدقاء من المجتمع الجبيليّ.

مع معالي الوزير السابق المرحوم السيّد أحمد الحسينيّ:

وكانت علاقته جيدة مع عائلته آل حيدر أحمد في جبيل ورأس أسطا وعلمات وبيروت وغيرها من مناطق لبنانيّة حيث حاز(رحمه الله تعالى) على محبتهم وثقتهم.

وبدافع من هذه العلاقة مع العائلة والأصدقاء ترّشح عن المقعد النيابي الشيعيّ في قضاء جبيل ضد الوزير السابق المرحوم السيّد أحمد الحسينيّ بدعم من عائلة آل حيدر أحمد. ممّا دفع بالرئيس السابق للمجلس النيابي دولة الرئيس الشيخ صبري بك حمادة للمجيء إلى منزل والده المرحوم محمد خليل حيدر في جبيل طالباً منه ومن عائلة حيدر أحمد الإنسحاب لصالح المرحوم السيّد أحمد الحسينيّ وبعد إستشارة العائلة ومؤيديه وافق على الطلب نزولاً لرغبة الرئيس صبري بك حمادة.

وتمّ إلحاقه بعدها بملاك المجلس النيابي في بيروت لعدّة سنوات بسعي من الرئيس حمادة وذلك قبل التحاقه بمصلحة التعليم الخاص في بيروت التابعة لوزارة التربيّة. ولما كان في هذه المصلحة إلتحق مدّة من الزمن بقصر الأونيسكو ـ مركز تنظيم المؤتمرات الرسميّة التابع لوزارة التربيّة آنذاك.

نشاطات أخرى:

وكانت له نشاطات سياسيّة وإجتماعيّة واسعة ومتشعبة حيث كان يلتزم بالخط الدستوريّ للسياسة في لبنان وله صورة مع رئيس مجلس الوزراء السابق المرحوم رشيد كرامي. كما كانت تربطه علاقة جيدة مع النائب والوزير السابق المرحوم جورج سعاده وله صورة معه في مبنى مصلحة التعليم الخاص في بيروت.

كما كان له نشاطات ثقافيّة أخرى في جبيل حيث كان من مؤسسي المجلس الثقافيّ في بلاد جبيل وذلك في عهد الرئيس المرحوم الأستاذ نسيب نمر وقد تعاون مع رفاقه في إنشاء التضامن الجبيليّ.

أمّا في المناسبات الإجتماعيّة فكان حريصاً عليها ولا يترك مناسبة تفوته شعوراً منه بالمسؤوليّة الوطنيّة.

وعندما بلغ سن التقاعد في ملاك وزارة التربيّة عمل في القطاع التجاريّ في محل والده المرحوم محمد خليل حيدر في جبيل وتابع عمله في هذا الحقل حتى أُصيب بمرض ألزمه المنزل لعدّة سنوات ورغم ذلك بقي على تواصل مستمر مع أصدقائه ومحبيه إلى أن فارق الحياة في أول أيار من العام 2000م.

وبذلك غيّب الله وجهاً كريماً من وجوه جبيل الذي كان يعطي لكل أمر ما يقتضيه من حكمة ودراية وعمق في التفكير وقد شُيّع جثمانه إلى مثواه الأخير بمأتم مهيب وبحضور كثيف لأصدقائه وللعائلة. نسأل الله أن يسكنه فسيح جناته.