حكاية السيّدة «أم حسين» سيفا عوّاد من بلدة علمات

26/09/2013
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

أجرت الحوار: الحاجة سلوى أحمد عمرو

علمات البلدة التي إجتمع بها جمال الطبيعة مع الطهارة والإيمان والوطنيّة، مع الذاكرة الشعبيّة التي تحكي حكاية الآباء والأجداد. علمات البلدة الصامدة بشيبها وشبابها. والمحافظة على العيش المشترك وعلى تراث السلف الصالح في المحبة والألفة. كان لنا لقاء مع السيّدة «أم حسين» سيفا عوّاد التي إستقبلتنا بالبسمة التي لا تفارق ثغرها، على الرغم من تجاوزها المائة من السنين.

هي: سيفا علي تامر حيدر عوّاد

والدتها: بسيمة دعيبس حسن عليّ عوّاد.

مواليد: بلدة علمات 1914م. وتعلّق السيّدة سيفا على ذلك قائلة أنّها في أيام الحرب العالميّة الأولى كانت في العاشرة من عمرها أو أكثر من ذلك.

زوّجها المرحوم والدها من السيّد إبراهيم علي عمرو عوّاد. وهي في العاشرة من عمرها أو أكثر حيث كفلتها والدة زوجها مدّة من الزمن حتى أصبحت بعدُ مؤهلةً للزواج منه. وكان M، يعمل في الزراعة والفلاحة كشأن معظم الأهالي. وكان الفارق بينهما في السن قرابة الخمسين عاماً. عاشت في ظلاله قرابة أربعين عاماً، بالقناعة والرضى برزق الله تعالى.

 

أنجبت منه أربعة ذكور وأربع إناث وهم:

حسين (أبو علي) زوجته السابقة المرحومة سلمى عوّاد أنجب منها: ذكرين وإبنتين. والزوجة الثانية هي تمام عوّاد أنجب منها: ثلاثة ذكور.

الحاج علي ديب (أبو عماد) متزوج من السيدة وجيها عوّاد أنجب منها ستة ذكور وإبنتين.

جميل (أبو وسام) متزوج من السيدة سميرة عوّاد أنجب منها ثلاثة ذكور وإبنتين.

نجيب (ابو باسل) متزوج من السيدة نعيمة عوّاد أنجب منها صبيٌّ واحد وثلاث بنات.

البنات وهنَّ:

علوية (أم غسّان) متزوجة من علي محمود عوّاد وأنجبت منه ذكرين وإبنتين.

نجيبة (أم فيصل) متزوجة من محمود محسن تامر عمرو عوّاد ولها منه خمسة ذكور وخمس بنات.

بسيمة (أم محمود) متزوجة من حمود محمود عوّاد ولها منه أربعة ذكور وإبنة واحدة.

نعيمة (أم نسيم) متزوجة من محمد علي الحاج حيدر أحمد ولها منه ثلاثة ذكور وثلاث إناث.

لها من الأحفاد ما يقارب المائة وستين وهي تحبهم كثيراً وتسأل عنهم دائماً.(ما أحب من الولد إلا ولد الولد).

وينطبق عليها المثل اللبناني القائل: (يا ستي كلّمي ستك)

كما رُزقت السيّدة سيفا «أم حسين» أيضاً بثلاثة أطفال فقدتهم صغاراً.

ذكرياتها عن علمات

تقول وهي صغيرة رافقت بعض النسوة من أقاربها إلى بلدة قرطبا لشراء الحبوب من سوقها فلاقت مع تلك النسوة الإحترام والإهتمام وكأنهنّ في بلدتهنّ علمات.

وتقول أيضاً: أيام زمان كانت أفضل من هذه الأيام حيث حافظ الأهالي على الصلات الطيبة بين البلدات المجاورة والعائلات الإسلاميّة والمسيحيّة وما زالت هذه العادات الجميلة نتوارثها عن أجدادنا. ونورثها لأبنائنا من إحترام الكبير وإعانة الضعيف ورعاية حقوق الجار ورحمة الصغير. ولدينا القناعة الكبرى والرضا برزق الله تعالى.

من ذكرياتها الأخرى

مرضت (بالسلِّ) ودخلت إلى مستشفى الأمراض الصدريّة والساريّة في بلدة بحنس وكانت في ذاك الحين لم تُرزق بالأولاد. ورفض البعض من أقاربها إيصالها إلى تلك المستشفى خوفاً عليها من الموت.

وحين وصلت إلى هناك وجدتهم يحتفلون بعيد البربارة فأنشدت بعض الأبيات من الشعر بهذه المناسبة الدينيّة!. أُعجبت بها الراهبة هناك فقامت بواجبها بالعلاج وعملت مع تلك الراهبة في المستشفى ما يقارب السنة أو أكثر. وشُفيت من ذاك المرض تماماً. وعادت إلى عائلتها في علمات، سالمة بإذن الله تعالى. ولا تنسى في هذه المناسبة أن تُقدّم الشكر لراهبات بحنس ولا تنسى فضلهن عليها بعد الله تعالى.

ماذا عن طعامها وشرابها وقابليتها للطعام وماذا عن أوضاعها الصحيّة؟

طعامها يتألف من الوجبات اللبنانيّة التقليديّة. وهي لا تشكو من أي مرض. ولا تأخذ دواء والحمد لله ربِّ العالمين.

وتقوم ببعض الواجبات العائلية من وقت لآخر.

وأخيراً ترفع يديها نحو السماء شاكرةً الله عزّ وجل وتدعو لأبنائها وأحفادها بالصحة والعافيّة والتوفيق والذريّة الطيبة الصالحة.

وتشكرهم جزيل الشكر على خدمتهم لها في شيخوختها.

تخرج معنا إلى الشرفة مودعةً. وقبل المغادرة نلتقط لها بعض الصور التذكاريّة.

حفظك الباري أيتها السيّدة المباركة. وبارك الله بكِ وبذريتكِ وبآل عوّاد الكرام وبأهالي بلدة علمات.