الدكتور الحاج سلمان العيتاوي

01/09/2010
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

حرصت مجلة(إطلالة جبيليّة)  عند إصدار كل عدد، إلقاء الضوء على بعض الشخصيات السياسيّة، والدينيّة، والإجتماعيّة، والنقابيّة، والتربويّة التي تركت بصماتها البيضاء في بلاد جبيل وفتوح كسروان.

وإنطلاقاً من هذا الحرص أحببنا التعريف بالمربي الفاضل الدكتور الحاج سلمان العيتاوي  .

أ ـ أضواء على  سيرة الدكتور العيتاوي.

* هو الحاج الدكتور سلمان بن الحاج عليّ بن الحاج مُحمّد بن حسين بن مرعي آل العيتاوي. مواليد سنة 1931م، في بلدة لاسا الجبيليّة الجميلة.

* والدته المرحومة الحاجة سكينة الحاج علي عوض العيتاوي، التي توفاها الله تعالى، في سنة 1953 حيث كان لفقدها الأثر البالغ على الأسرة وعلى الدكتور العيتاوي في أدبه وشعره.

* كان والده الحاج علي يعمل في مدينة قرطبا الجبيليّة في وزارة الأشغال  العامّة وقد إتخذ مسكناً لأسرته الصغيرة بها في سنة 1933. وقد سكنوا بها أكثر من ستة عشر عاماً.

* كان منزل المرحوم الحاج عليّ العيتاوي في قرطبا مُلتقى الأهل والأحبة من أهالي قرى لاسا، وشواتا، وعين الغويبة، والمزاريب، وأفقا في ذهابهم إلى مدينتي جبيل وبيروت وأثناء عودتهم حيث لم يكن هناك طريق يصل أهالي تلك القرى بقرطبا إلا من خلال السير على الأقدام أو ركوب الحمير والبغال، كما كان الحاج عليّ وأولاده موضع ثقة وإحترام وتقدير أهالي قرطبا والقرى المجاورة. وعلى علاقة مميزة مع معالي الوزير المرحوم السيّد أحمد الحسينيّ وعائلته الكريمة في مزرعة السيّاد المجاورة لمدينة قرطبا.

* تلقى علومه الإبتدائية مع شقيقه الحاج حسين وعمهما المرحوم الحاج مالك العيتاوي في مدرسة مزرعة السيّاد الإبتدائية وفي مدرسة قرطبا الرسميّة حيث نالوا الشهادة الإبتدائية الرسميّة، كما نالوا أيضاً السرتيفيكا باللغة الإفرنسية. ومن بعدها إنتقلوا إلى بيروت لمتابعة دراستهم في ثانوية حوض الولاية الرسميّة، وبعد نيله للشهادة المتوسطة الرسميّة باللغتين العربيّة والإفرنسيّة عُيِّن مُدّرساً في ملاك وزارة التربية في سنة 1949م، وانتدب للتدريس في مدرسة لاسا الرسميّة. ومن ثُمّ في مدرسة علمات الرسميّة سنة 1951م، ولغاية سنة 1960م، ولا زال تلامذته من مسلمين ومسيحيين في بلدتي لاسا وعلمات يذكرونه بالخير ويرون به المثل الصالح لهم في الحياة وفي المحبة والوحدة الوطنيّة. ـ وقد أوردنا في هذا العدد رسالة وُجهت إلى المجلة في تأبينه من تلميذه الأستاذ مُحمّد عوّاد يتكلم فيها عن الآثار التربويّة التي تركها في نفوس تلامذتهـ.

* في عام 1960م، إنتدب للتدريس في تكميلية برج البراجبة الرسميّة بإدارة الأستاذ إبراهيم حرب. وقد استغلَّ وجوده السابق واللاحق في برج البراجنة لمتابعة دراسته الثانوية الرسميّة ومن ثُمّ للإلتحاق بالجامعة اللبنانيّة لدراسة مادة التأريخ، وفي جامعة بيروت العربيّة لدراسة اللغة العربيّة وآدابها، وقد نال من الجامعة الأخيرة التابعة لجامعة الإسكندريّة شهادة الليسانس في اللغة العربيّة وآدابها، كما نال من جامعة الإسكندريّة شهادة ليسانس أخرى بالصحافة عبر الدراسة بالمراسلة، كما تابع دراسته في كلية العلوم الإنسانيّة في الجامعة اللبنانيّة حيث نال شهادة الدبلوم في الدراسات العليا في الأدب العربي عن رسالته حول الشاعر القرويّ.

* تابع دراسته في جامعة القديس يوسف على الدكتور أسعد ذبيان والدكتور أسعد علي الذي أشرف على أطروحته للدكتوراه حول: بولس سلامة، حياته، وآثاره حيث نال عليها درجة جيد جداً، وذلك في عام 1986م، وكان يكنُّ لأستاذه الدكتور أسعد عليّ المحبة والوفاء. 

* عُينَّ أستاذاً للمرحلة الثانويّة في ثانوية البرِّ والإحسان في بيروت، ومن ثُمَّ ناظراً، ومديراً لها لمدة عشرين عاماً، حتى سن التقاعد الوظيفي في سنة 1995م، وكان خير مثال للمربي، والأستاذ، والناظر، والمدير طيلة حياته التعليميّة.

* تميّز رحمه الله تعالى، بتقواه لله تعالى وحبه للإصلاح بين ذات البين، ومحافظته على ممارسة الشعائر الدينيّة، وفي إستقباله في منزله في برج البراجنة كبار العلماء كالمقدّس الشيخ حسين عوّاد{، للتدريس والوعظ والإرشاد. وكتاباته في الصحف، ومواقفه فوق المنابر، وأدبه وشعره، وحبه لوطنه، ولمنطقة جبيل وكسروان وإفشاء المحبة والسلام بين أبنائها.

* زوجته السيدة الفاضلة الحاجة هنى الحاج حسين العيتاوي أنجب منها خمسة ذكور وأربعة إناث وهم: 1) الطالب الجامعي سمير. 2) المقرئ الحافظ الشيخ رفيق. 3) المعاون أول بلال. 4) الشيخ بسّام. 5) الممرضة المجازة مريم. 6) الطالبة الجامعية مي.7) الأستاذة دعد. 8) الأستاذة الحاجة غادة. 9) المرحوم الطفل محمّد.

* من أهم إنجازاته:

1ـ تأسيسه لمدرسة الإمام موسى الكاظم (ع)، لإحياء أمر أهل البيت (ع)، وتدريس العلوم بإدارة ولده فضيلة الشيخ رفيق في البناية التي يملكها في حي آل العيتاوي الآنف الذكر .

2ـ تأسيسه لرابطة آل العيتاوي الخيريّة، والتي كان عميدها، ورئيسها الفخري طيلة حياته.

3ـ تأسيسه لمشروع بيت العائلة لآل العيتاوي بالتعاون مع وجهاء العائلة ـ الطابق الأوّل ـ في شارع عثمان ـ برج البراجنة.

4ـ مشاركته في تأسيس لجنة المتابعة لبلاد جبيل ولجميع أعمالها الخيريّة والوطنيّة بشكل عام، ولشق وتعبيد طريق حدث بعلبك ـ المنيطرة بشكل خاص.

5ـ مشاركته في تأسيس المؤسسة الخيريّة الإسلاميّة لأبناء جبيل وكسروان وترؤّسه اللجنة الثقافيّة بها لمدة خمس سنوات وإصداره لثلاثة كتب. وقد تكلّمنا في الهامش حول ذلك.

6ـ قيامه مع إخوانه في لجنة المتابعة لبلاد جبيل والمؤسسة الخيريّة الإسلاميّة لأبناء جبيل وكسروان بمنع المسلمين في بلاد جبيل والفتوح من بيع أراضيهم لغير المسلمين حفاظاً على وحدة لبنان ومنعاً للفرز الطائفي وللتقسيم.

7ـ كما شارك في تأسيس عدّة جمعيات ولجان أخرى. نال عدّة أوسمة تقديريّة في حياته منها وسام من جمعيّة تشجيع أرباب القلم في عام 1995م. ووسام المعلم من فخامة رئيس الجمهوريّة سنة 1966 بواسطة وزارة التربيّة، ووسام من المجلس الثقافيّ لبلاد جبيل، كما شارك في عدّة رحلات تربويّة ودينيّة.

8ـ ومن أهم إنجازاته الأخرى هو تربيته لأجيال مباركة من الطلاب في بلدته لاسا، وفي بلدة علمات، وفي برج البراجنة، وفي منطقة الطريق الجديدة في بيروت إتخذوه قدوة لهم في الإيمان بالله تعالى، وفي محبة الوطن، وفي التمسك بالمثل العليا للأخلاق.

9ـ كما كان   موضع ثقة وإحترام وعلى علاقة مميزة مع المجلس الإسلاميّ الشيعي الأعلى ومع رئيسه الشيخ شمس الدين{، ونائبه الشيخ قبلان(حفظه الله تعالى)، والذي شارك في تأبينه في ذكرى(الأسبوع والأربعين).

* من مؤلفاته المخطوطة:

1ـ أطروحة ماجستير عن الشاعر القرويّ. رشيد سليم الخوري.

2ـ أطروحة دكتوراه عن بولس سلامة، حياته، وآثاره.

3ـ ديوان شعر.

4ـ تأريخ عائلة آل العيتاوي.

5ـ مقالات أدبيّة ودينيّة جمع وتحقيق ولده الفاضل الشيخ بسّام العيتاوي.

* بعد معاناة شديدة مع المرض إنتقل رحمه الله تعالى، إلى جوار ربِّه، فجر يوم السبت في 7آب 2004م، ودفن في النجف الأشرف، العراق، إلى جوار مولانا أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب (ع).

رئيس التحرير